ما هي الأسباب التي لن تجعل الروبوت يحتل مكانك في العمل؟ ما هي الأسباب التي لن تجعل الروبوت يحتل مكانك في العمل؟
في مستقبلنا القريب سنعمل نحن البشر جنباً إلى جنب مع أجهزة الروبوت في المستقبل القريب، ففي الواقع هناك مقومات سوف تعمل على المساهمة بإدراك أهمية ودور هذه الأجهزة الذكية، ومدى فعليتها في أماكن العمل بصورة أفضل، وبالعودة إلى عام 1959، استخدم الذكاء الاصطناعي من خلال مجموعة من الخوارزميات المبهرة لحل مشكلة سابقة كان قد طال أمدها، ففي ذلك الوقت، كانت المكالمات الهاتفية بين الأماكن البعيدة مصحوبة بصدى صوت المتحدث الذي يعود ثانية إليه كلما تحدث.
حيث كان للخوارزميات المسؤولة دورًا أساسي في إصلاح الأمر من خلال معرفة متى تكون الإشارة القادمة مطابقة للإشارة الصادرة، ومن ثم مسحها إلكترونياً، حيث كان الحل في غاية الأناقة، وما زال يتم تطبيقه حتى يومنا هذا، كما كانت هذه الآلات تستخدم نظاماً من الخوارزميات يعرف اختصاراً باسم “مادالاين”، وكانت تلك المرة الأولى التي يستخدم فيها الذكاء الاصطناعي في مكان العمل.
لقد أصبح من الطبيعي والبديهي مع التقدم الذي نشهده في وقتنا الحالي، التفكير والقلق من سطرة هذه الأجهزة المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، وأن هذه الأجهزة المزودة بالذكاء الاصطناعي قادمة للقيام بوظائفنا، كما ستتمكن من إنهاء العمل المطلوب إنجازه على مدى الأسبوع قبل أن تتناول إفطارك، وهي لا تحتاج إلى استراحة قهوة أو راتب تقاعدي أو حتى إلى النوم، ورغم أنه سيوكل إلى الآلة القيام بالعديد من الوظائف في المستقبل، إلا أنه على المدى القصير على الأقل من الأرجح أن هذه الآلات المتطورة ستعمل معنا جنباً إلى جنب.
ولا ينكر أي منّا دور هذه التقنيات الذكية، والقدرات المختلفة في إنجاز المهام في مختلف القطاعات، وبالرغم من الإنجازات المبهرة على صعيد العديد من المهن، بما فيها القدرة على وقف أنواع التزوير قبل أن يقع، ورصد مرض السرطان بدقة، إلا أنه حتى أكثر آلات الذكاء الاصطناعي في هذه الأيام لا تملك ما يقترب من الذكاء العام للإنسان، وحسب تقرير لمؤسسة مكنزي لعام 2017، فإنه مع التكنولوجيا المتوفرة يمكن فقط أن تصبح خمسة في المئة من الوظائف آلية بشكل كامل، لكن 60 في المئة من الوظائف يمكن أن تؤدي أجهزة الروبوتات ما يقارب من ثلث مهامها.
ولا بُدّ أن نُدرك ويبقى في أذهاننا مفهوم أن ليس كافة الروبوتات المصنوعة هي في الواقع روبوتات الذكاء الاصطناعي، وكذلك فإن القصور الذي يحد هذه الآلات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي من السيطرة على العالم، هو ذاته الذي سيجعل منها كذلك شركاء عمل مثيرين للإحباط، لذا، قبل أن نراهن على غياب دورنا كبشر في أماكن العمل، ستقوم بذكر بعض القواعد التي تحتاج لمعرفتها فيما يتعلق بالعمل مع زملائك الجدد من الروبوتات.
القاعدة الأولى أنّ الروبوتات لا تفكر كالبشر.
القاعدة الثانية أن الروبوتات ليسوا معصومين عن الخطاء.
القاعدة الثالثة هي أن الروبوتات لا يمكنها أن تفسر لماذا اتخذ قراراً ما.
القاعدة الرابعة هي أنّ الروبوتات يمكن أن تكون منحازة.
حيث أنّ الروبوتات القادمة ستعمل على إحداث نقلة نوعية في مستقبل العمل إلى الأبد، لكن سيتحقق ذلك حين تصبح قريبة الشبه أكثر بالإنسان، حتى في ذلك الوقت هي في الواقع ستكون بحاجتنا للوقوف بجانبها، وقد تبدو الصورة صعبة التصوير لنا الآن بأنّ زملاءنا من الروبوتات سيحسنون من الطريقة التي نظهر بها أمام الآخرين.
حيث أن التقدم الذي نلحظه في الذكاء الاصطناعي بالتزامن مع التحسينات التي تم تطويرها في التقنيات المختلفة توجه الأنظار لتوفر أجهزة أفضل، حيث أنّ التطورات القادمة في المجالات الرئيسية للروبوتات والذكاء الاصطناعي، يقودنا إلى أن الروبوتات سيكون بإمكانها إنجاز المزيد من الأعمال التي يقوم بها الإنسان حالياً، لتفتح أسواقًا جديدة، لقد وفر التسوق عبر الإنترنت فرصة جذابة، حيث يتعين فرز ملايين الأشياء ذات الأحجام والأشكال المختلفة في المخازن العملاقة ثم نقلها إلى أماكن أخرى، وحتى يتسنى إحلال الروبوتات محل البشر في هذا السوق الذي يشهد نموا مطردًا، ينبغي أن تكون الروبوتات قادرة على التعرف على مختلف الأشياء والإمساك بها.
وهذا التطور الذي نشهده يمثل اتحاد بين البشر والتقنيات المتقدمة من الذكاء الاصطناعي، حيث أنّ تنفيذ أسلوب التعلم المستمر وتنمية القدرات البشرية وتحسين تأثير الأشخاص في المنظمات والحرص على العمل بكل الطرق لمواكبة التغيرات المتواصلة للتطورات التقنية، وبحسب وجهة نظر الخبراء والمختصين في مجالات الذكاء الاصطناعي، فإنه يجب على النقابات وأرباب العمل البحث عن حلول عملية تشجع على التكيف والمرونة والانفتاح على طرق عمل جديدة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.