عندما قام فيسبوك بشراء تطبيق واتساب عام 2014 بمبلغ 19 مليار دولار كان التوجس لدى البعض كبيراً من قيام فيسبوك بالحصول على بيانات مستخدمي واتساب، ورغم نفي شركة فيسبوك لهذا الأمر إلا أن الخوف على الخصوصية ظل يطارد الكثيرين حتى بعد أن تبنى واتساب أداة تشفير قوية في هذا العام.
مع صدور تحديث واتساب 2.16.9 بدأت فيس بوك في تبني سياسة جمع معلومات المستخدمين بشكل علني ورغم إتاحة خيار رفض مشاركة المعلومات أو الموافقة عليها إلا أن الخوف على الخصوصية أصبح أكبر من ذي قبل.
باختصار يمكننا القول أن فيسبوك ومنذ قيامها بشراء واتساب تريد الإستفادة من التطبيق عبرالحصول على بيانات المستخدمين في واتساب  من أجل استهداف الإعلانات وتقديم أساليب جديدة لتحسين تطبيقات الدردشة لديها، التطبيق حالياً لا يحتوي على أعلانات وهو ما يميزه عن غيره.
فيسبوك يريد واتساب خالياً من الإعلانات لكنه يريد إستخدام بيانات المستخدمين لمساعدة مؤسسات معينة في الترويج لمنتجاتها عبر إرسال رسائل قصيرة تحوي معلومات عن المنتجات حيث تحاول شركة فيس بوك جلب إعلانات من عدة علامات تجارية كبرى عن طريق التحاور مع المستخدمين مباشرة بواسطة الرسائل القصيرة بدلاً من إستخدام الطرق القديمة في الإعلانات، فمثلاً يمكن أن يقوم بنك ما مثلاً بمراسلتك عن طريق الدردشة عن أعمال البنك أو طرق إسترداد الأموال أو تنبيهات الإنفاق الإحتيالية وغيرها.
إذا كنت راضياً عن طريقة عمل واتساب الآن عليك أن تختار منع الإعلانات المستهدفة في المستقبل على المنصة، أما إذا كنت ترغب في استخدام واتساب للتفاعل مع الشركات في المستقبل أو لجعل العثور على الأصدقاء أسهل فيمكنك الموافقة على ربط حسابك بفيس بوك.
ولكن في نفس الوقت لا ينبغي أن يكون موضوع الخصوصية مصدر قلق مع هذه السياسة المحدثة، حيث لا يزال تشفير واتساب قوياً جداً كما أن فيس بوك لم تطلب منك الوصول للصور أو مقاطع الفيديو أو جهات الإتصال الخاصة بك.
ولعل الطريق المفضل في حالة عدم موافقة أغلبية المستخدمين على الإتفاقية الجديدة هو تقديم خدمة الاشتراك المدفوع كما فعلت في السابق بدلا من التخلي عن بعض المعلومات الشخصية للشركات ، وقد تكون هذه الكيفية الأفضل لإستمرار عمل واتساب رغم أنها قد تكون غير مثالية لبعض المستخدمين.