"
ما هي فوائد و اضرار الحاسوب؟
 
الحاسوب أو الكمبيوتر أو الحاسب الآلي جميعها أسماء تدل على جهاز مكون من عدد هائل من الدوائر الإلكترونية بالإضافة لبرمجيات ونظام تشغيل، إذ يتلخص مبدأ عمله في إدخال البيانات ومعالجتها وإظهار النتائج التي هي المعلومات، فالشكل الذي نرى الحاسوب عليه اليوم ما هو إلا نتاج سلسلة من الاختراعات التي تراكمت خلال عقود من الزمن، فاختراع الحاسوب اعتمد على العديد من الابتكارات والتطبيقات العلمية التي بدأت بعد منتصف القرن الماضي، وتطورت بسرعة حتى تمكن الحاسوب اليوم من معالجة عدد هائل جدًا من التعليمات والأوامر التي يدخلها مستخدموه كل بحسب الغرض المطلوب، أما اليوم فلا يخلو بيت ولا شركة ولا مؤسسة من وجود الحاسوب، إذ أصبحت الحياة العملية أو العلمية لمعظم مجتمعات العالم لا تسير كما هو مخطط لها دون استخدام هذه الآلة الإلكترونية العظيمة، وقد أضاف الاستخدام الواسع لشبكة الإنترنت قيمة لاستخدام الحاسوب وما يحققه للبشرية من سهولة في التعاملات اليومية التي لا يمكن حصرها في جميع أنحاء العالم، وأصبح استخدامه مصدرًا لرزق العديد من فئات المجتمع كقيمة أضافها الحاسوب للبشرية، فالمهام التي كانت سابقًا تحتاج لأعداد كبيرة من الموظفين وعمل متواصل لإنجازها، وقد يُكتفى اليوم بضغة زر "الإنتر" للحصول عليها، كما أن الحصول على المعلومات بشتى أشكالها وتصنيفاتها أصبحت متاحة للجميع باستخدام الحاسوب والإنترنت، مما أضاف تبادل المعارف والخبرات بين المجتمعات حول العالم، وأخيرًا الحاسوب كأي جهاز إلكتروني له المنافع التي سبق ذكرها، وأيضًا له مضار تعود على مستخدميه إذا لم يحسنوا استخدامه بالشكل الصحيح، فمثلًا أجهزة لواقط الأقمار الصناعية التي تضع بين أيدينا آلاف المحطات الفضائية لها آثار إيجابية في غاية الروعة إذا كانت مصدرًا للمعلومات التي تنفق عليها مليارات الدولارات لكي تصل إلى بيوتنا، وفي نفس الوقت قد تكون سببًا مباشرًا في دمار الأشخاص ممن يتابعون المحطات الإباحية وتعود عليهم وعلى أسرهم بمشاكل لا تُحمد عقباها.
 
أهم فوائد الحاسوب 
فوائد الحاسوب لا شك بأن الحاسوب وما تبعه من تقنيات جديدة كان لها دور هام في إحداث ثورات معرفية وتقنية، وبالتالي دخل في جميع مجالات الحياة دون استثناء تقريبًا، الأمر الذي أضاف قيمة كبيرة في تطور المجتمعات حول العالم، وكان له الدور الكبير في توفير الوقت والجهد والمال للعديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، وفيما يأتي سنسلط الضوء على أهم الفوائد التي حققها الحاسوب منذ ابتكاره وحتى يومنا هذا، هي كالآتي:
يمكن للحاسوب اليوم حلّ عدد هائل جدًا من العمليات الحسابية والرقمية خلال ثوانٍ معدودة وربما في أجزاء من الثانية، وقد كان لهذه الفائدة العظيمة للحاسوب العديد من التطبيقات العملية في حياتنا الشخصية والعلمية وفي مراكز الأبحاث، فمثلًا لولا العمليات الحسابية المعقدة والكبيرة في حجمها لما تطورت مراكز الأرصاد الجوية التي تعطي حالة الطقس لجميع أنحاء العالم في دقيقة وكل ثانية، ولولا هذه الفائدة لما استطاعت أجهزة مراقبة الطيران في العالم من السيطرة على العدد الكبير من الطائرات التي تجوب أجواء الكرة الأرضية. يمكن للحاسوب اليوم من السيطرة على عدد كبير جدًا من الوثائق والاحتفاظ بها، الأمر الذي سهل عمل الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة، فاليوم بمجرد ضغطة زر وإدخال رقم عميل لبنك ما تظهر جميع الحركات التي قام بها خلال سنوات سابقة دون اللجوء للدخول إلى الأرشيف وإضاعة ساعات للحصول على وثيقة ما تخصه. 
 
يمكن للحاسوب اليوم التحكم بعدد كبير من الأجهزة الملحقة به، وخير مثال على ذلك ما أحدثه تحكم الحاسوب بالإنسان الآلي "الربوت" من تغير كبير في مجال الصناعة وخطوط الإنتاج، كما نجد الأجهزة الآلية الـ ATM التابعة للبنوك منشرة في جميع الأماكن كأحد الأجهزة التي يُتحكم بها من الحاسوب، وقد أدى هذا التحكم إلى توفير الجهد والوقت والتكلفة أيضًا على الكثير من القطاعات في شتى المجالات. أضاف استخدام الحاسوب العديد من المزايا للعملية التعليمية عمومًا، فظهرت أساليب تعليمية جديدة لا يمكن استخدامها واعتمادها في المدارس أو الجامعات لولا وجود الحاسوب وملحقاته، فأصبح اليوم التعلم عن بعد شائعًا في الأواسط العلمية بكثرة، وكذلك تمكن الحاسوب من خلال الإنترنت من تبادل المعلومات في الجامعات بين العديد منها المنتشرة حول العالم. أحدث الحاسوب قفزة كبيرة في المجال الطبي، فاليوم جميع التقارير والوثائق الطبية يمكن تداولها من خلال شبكة حاسوب واحدة تتوزع أجهزتها عند جميع موظفي المشافي والمراكز الطبية، ولا ننسى التطور الهائل في العمليات الجراحية نتيجة استخدام الحاسوب وتقنياته المتنوعة، فاليوم تُجرى العمليات الجراحية عن بعد من خلال أجهزة الربوت، فقد يكون الطبيب في أوروربا مثلًا والمريض في الأردن. 
 
وفر الحاسوب اليوم ميزة لاقت ترحيبًا كبيرًا في جميع المجالات لا سيما في البيوت، إذ يمكن اليوم تخزين عدد هائل المعلومات العائلية من صور ووثائق يمكن الاحتفاظ بها عشرات السنوات واسترجاعها بكل سهولة ويسر.
 
أضرار الحاسوب 
نُذكر بأن الحاسوب شأنه شأن أي جهاز آخر إذا استخدم بطؤيقة خاطئة سيجلب بعض المشاكل لمستخدميه، وفيما يأتي سنورد بعض الأضرار التي تتعلق بسوء استخدام الحاسوب، وهي كالآتي:
 
زادت الأضرار الناتجة عن استخدام الحاسوب عمومًا بعد ظهور الإنترنت، مما أدى إلى قضاء بعض مستخدميه لساعات طويلة في تصفح المواقع الإلكترونية بشتى أشكالها، مما سبب ظهور المشاكل الصحية المرتبطة بالأعصاب والعضلات، والسمنة المفرطة، وكذلك الضغط الذي يصيب العينين نتيجة التركيز المتواصل. ظهرت مؤخرًا العديد من الظواهر الاجتماعية الناتجة عن الولع الذي أصاب مستخدمي الحاسوب والإنترنت أهمها ظاهرة إدمان الإنترنت، وما خلفته هذه الظاهرة من مشاكل نفسية واجتماعية وصحية على مدمنيها.
 
فقدان العديد من مستخدمي الحاسوب والإنترنت لخصوصياتهم، إذ برزت في الآونة الأخيرة ما يُسمى بالقرصنة الإلكترونية، وعدم مراعاة آداب وأخلاقيات استخدام الحاسوب، واقتحام ملفات أجهزتهم بما فيها من صور ووثائق خاصة. تسبب استخدام الحاسوب بكيفية غير سليمة بظهور مشاكل نفسية واجتماعية لا سيما عند فئة المراهقين، إذ إنه من المعروف أن هذه الفئة هي من أكثر الفئات تأثرًا بالوصول إلى معلومات ومواقع من المحظور الوصول إليها اجتماعيًا، ولكنها للأسف في واقع الحال سهلة الوصول والتصفح، الأمر الذي انعكس عليهم سلبًا في علاقاتهم الاجتماعية مع عائلاتهم ومجتمعاتهم. الوقاية من أضرار استخدام الحاسوب يمكن تفادي الأضرار التي تنتج عن الاستخدام الخاطئ للحاسوب من خلال الآتي: أخذ قسط من الراحة عند الاضطرار لاستخدام الحاسوب فترات زمنية طويلة، فكل ساعة استخدام للحاسوب يمكن الاستراحة لمدة ربع ساعة، ومن ثم العودة للاستخدام مرة أخرى. استخدام الكراسي المريحة والتي فيها خيارات تحكم لإراحة الظهر والعضلات. 
 
تحرك المستخدم بعد الانتهاء من استخدام الحاسوب، والمشي لتحريك الدورة الدموية، وإلا فالمستخدم معرض لزيادة وزنه باللإضافة إلى مشاكل في النوم. تأثير الحاسوب على مستقبل الإنسانية بدأت ملامح تأثير القدرة الهائلة للحاسوب بكيانيه المادي والبرمجي تظهر خلال السنوات الماضية، ومن أهم التأثيرات الذي قد يسببه هذا التطور التكنولوجي الهام في مجال تطبيقات الإنسان الآلي، فالاعتماد على العنصر البشري في الكثير من الصناعات أصبح محدودًا، لا سيما في صناعة تجميع السيارات وخلافه، الأمر الذي أدى إلى إنهاء خدمات الكثير من العمال في هذه المصانع، كما أن ثمة العديد من التأثيرات التي أصبحت مجالًا للجدل في العديد من الأواسط العلمية والطبية عن مدى قدرة التطبيقات الحاسوبية على إجراء عمليات من شأنها الاستغناء الكامل عن العنصر البشري، فالمستقبل يشير إلى ذلك بالتأكيد، ولكن ضمن تحفظات تفيد أنه لا يمكن أن يكون الإحلال تامًا؛ وذلك لأن من صمم وطور هذه التطبيقات هم البشر أنفسهم.
"