الحفاظ على البطارية.
مع بدايات الهواتف والكومبيوترات المحمولة كانت البطاريات المستخدمة من نوع نيكل-هيدريد المعدن Nickel-meta hydride (NiMH)، واجهت هذه البطاريات مشكلة تدعى ذاكرة البطارية battery memory، تتجلى هذه المشكلة بنسيان البطارية لقدرتها الكاملة على الشحن والبدء بالشحن بمستوياتٍ أقل.
الآن مع انتشار استعمال بطاريات الليثيوم أيون lithium-ion لم نعد نواجه هذه المشكلة لكن مازال الناس يتناقلون نصائح خاطئة حول العناية بالبطارية استنادًا على المعلومات القديمة.
عمر البطارية battery lifespan ودورة الشحن charge cycle
مدة شحن البطارية battery life هو مقدار الوقت الذي يستمر فيه الجهاز بالعمل قبل الحاجة إلى إعادة الشحن مرةً أخرى. أما عمر البطارية هو مقدار الوقت الذي تستمر فيه البطارية بالعمل قبل أن يلزم استبدالها.
دورة الشحن تساوي تفريغ شحن البطارية الكامل إلى 0%، ثمّ إعادة شحنه إلى 100% مرةً أخرى، أي أنّ تفريغ الشحن من 100% إلى 50% ثم أعادة شحنه إلى 100% تعتبر نصف دورة.
تدهور أداء بطارية الهاتف والكومبيوتر المحمول مع مرور الوقت
في الفترة الأولى من استخدام الهاتف أو الكومبيوتر الجديد نلاحظ أنّ شحن البطارية يدوم لفترة طويلة نسبياً، لكن مع مرور الوقت وما أن يمر منتصف النهار إلا ونجد أنفسنا بحاجةٍ لأن نشحنه من جديد.
في الحقيقة إنّ التطبيقات التي نقوم بتثبيتها على الجهاز والملفات المهملة junk والإشعارات التي نتلقاها كلها كفيلةً بأن تساهم في انحدار أداء بطارية الهاتف أو الكومبيوتر المحمول.
الشيء الآخر الواجب أخذه بعين الاعتبار أنّ الكومبيوترات المحمولة مثلًا مصممة للتعامل مع عددٍ محددٍ من دورات الشحن و الذي عادةً ما يكون 500 دورة كاملة وأحيانًا أكثر، لكن بازدياد عدد دورات الشحن التي يستهلكها الجهاز تضعف قدرة البطارية على تحمل نفس القدر من الطاقة، فمن البديهي أنّ البطارية التي تبلغ من العمر 5 سنوات لن تعمل بكفاءة البطارية الجديدة تمامًا.
متى يتوجب علينا شحن البطارية
القاعدة الذهبية لمساعدتك على الحفاظ على البطارية هي الحفاظ على شحن البطارية بين 50% و90% غالب الوقت. لذلك يتوجب شحن الهاتف ما أن ينخفض مستوى شحن البطارية دون 50% وفصله عن الشحن قبل أن يصل إلى 100%.
هل يتوجب علينا شحن البطارية حتى 100%
من الخطأ إعادة شحن البطارية كل مرة 100% فهذا لا يساعد في الحفاظ على البطارية بل يساهم وتقصير عمر البطارية، وبالجهة المقابلة يجب تجنب أن ينخفض مستوى الشحن دون 20%. يوصي الخبراء بشحن بطارية الهاتف مرةً واحدةً شهريًا من الصفر إلى 100% (دورة شحن كاملة)، لأنّ هذا يعيد معايرة البطارية وهذا ما يشابه إعادة تشغيل الكومبيوتر.
تأثير الشحن السريع في الحفاظ على البطارية
معظم الهواتف الذكية الحديثة مصممةً لتدعم الشحن السريع للبطارية، إذ يحتوي الهاتف على شريحةٍ تتصل بالشاحن المستخدم، تدعى دارة إدارة الطاقة المتكاملةPower management integrate circuit (PMIC)، هذه الدارة تحوي رمزًا خاصًا هو المسؤول عن طلب تيار ذو جهدٍ أعلى حتى يتم الشحن السريع. في الحقيقة ليس الشحن السريع للبطارية هو ما سيؤثر على أدائها لاحقًا، بل الحرارة الناتجة عن هذه العملية هي المشكلة الفعلية.
هل نوع الشاحن الذي نشحن به أجهزتنا مهم
يفضل شحن الهاتف بالشاحن المرافق له، فهو الأكثر ضمانةً وملائمةً من أجل الحفاظ على البطارية لوقتٍ أطول، أو التأكد من استخدام شاحن الطرف الثالث معتمدًا من قبل الشركة المصنعة لهاتفك، حيث أن الشواحن الرخيصة المستخدمة لها تأثيراتٌ سلبيةٌ على عمل الجهاز وكفاءة البطارية، وقد ذُكِرت بعض الحالات عن اشتعال الشاحن.
العلاقة بين درجة الحرارة المحيطة وجودة البطارية
من أجل الحفاظ على البطارية تجنب درجات الحرارة المحيطة القصوى: درجات الحرارة بين 16 درجةٍ مئويةٍ و22 درجةٍ مئويةٍ هي درجات الحرارة المثالية التي صممت أجهزتنا للعمل ضمنها. الأهم هو تجنب درجات الحرارة القصوى التي تتجاوز 35 درجة مئوية التي تؤثر على عمر البطارية.
في درجات الحرارة المنخفضة سنلاحظ انخفاض مدة شحن البطارية battery life لكنها حالة مؤقتة تزول بعودة درجة حرارة البطارية إلى الوضع الطبيعي.
نصائح هامة عند تخزين الجهاز لفترة طويلة
في حال تخزين الجهاز وعدم استعماله لفترة طويلة، بوجد عاملان أساسيان قد يؤثران على جودة عمل البطارية، هما درجة حرارة البيئة المحيطة ونسبة الشحن عند إيقافه عن العمل، بذلك ومن أجل الحفاظ على البطارية لأطول وقتٍ ممكن ننصحك بالقيام يما يلي:
لا تقم بشحن بطارية الهاتف كاملة (بنسبة 100%) ولا تقم بتفريغ البطارية نهائيًا، بل اشحنها حتى نسبة 50% تقريبًا. ذلك لأنّه في حال قمت بتفريغ البطارية نهائيًا (0%) وحفظه لفترةٍ طويلةٍ من المرجّح دخول البطارية بحالة التفريغ العميق أي عدم قدرتها على تخزين الشحن. والعكس ففي حال الشحن الكامل (100%) وحفظه لفترة طويلة، فقد تخسر البطارية من سعتها ما قد يؤدي لاحقًا إلى تقصير عمر البطارية.
اطفئ الجهاز تجنبًا لأي استخدامٍ للبطارية.
ضع الجهاز في بيئةٍ مناسبةٍ خاليةٍ من الرطوبة وباردة نسبيًَا أي حرارتها لا تزيد عن درجة 32 مئوية.
في حال كنت تريد تخزين الجهاز لفترةٍ تزيد عن ستة أشهر، يتوجب عليك إعادة شحن البطارية بنسبة 50% كل ستة أشهر.
في حال كنت تريد تخزين الجهاز لفترةٍ تزيد عن ستة أشهر، يتوجب عليك إعادة شحن البطارية بنسبة 50% كل ستة أشهر.
تبعاً لمدة حفظ الجهاز وعدم استعماله لفترة طويلة، فقد يكون شحن البطارية منخفض وقد تضطر لشحنه من جديدٍ لمدة 20 دقيقةً قبل إعادة الاستخدام.
نظراً لأن الهواتف والكومبيوترات المحمولة أصبحت بشكلٍ متزايدٍ جزءًا لا يتجزأ من حياتنا فمن الطبيعي أنّ بطاريتها لن تدوم للأبد، لكن العمل ببعض الخطوات السابقة يمكننا من المحافظة على كفاءتها لأطول وقتٍ ممكن.