منذ الأيام الأولى لعرض النموذج التجريبي للموقع لعموم المستخدمين ، أتى تعليق أحد المستخدمين قائلا:
 لماذا تملئون الدنيا ضجيجا بهذا الهراء ؟ استخدام هذا الموقع يعد نوعا من المرح ..ولكنه غير مفيد إطلاقا!..
وبعدها بلحظات جاء رد أحد مؤسسي الموقع قائلا : وكذلك الآيس كريم ..تظن أنت أنه غير مفيد ولكنك تسعد لتناوله على أية حال!
لم تكن هذه المرة الأولى التى يتعرض لها هؤلاء الثلاثة الى هذه النوعية العنيفة من النقد ، فقبلها بسنوات كانوا يتعرّضون لحملات نقد لاذعة أيضا ، لأنهم يقنعون الناس بأهمية التدوين ومزاياه ..والنتيجة ان المدوّنات أصبحت اليوم من أهم ملامح التواصل الاجتماعى وعرض الرؤى ووجهات النظر بين مستخدمي الشبكة العنكبوتية!
لم تكن فكرة موقع &rdquo تويتر &rdquo مجرد فكرة جالت فى عقل أحدهم ، وسعى الى تطبيقها ..بل كانت وراءها ثلاثة عقول اجتمعت مع بعضها ، واتحدّت خبراتها المتنوعة فى عالم الانترنت وتكنولوجيا المعلومات ، حتى جاء المولود السعيد يغرّد فى سماوات العوالم الإفتراضية المفتوحة ، الذي يصنّف حاليا كواحد من أكثر المواقع الاجتماعية شهرة وتأثيراً.
كانت بدايته مع التسويق وشركات التقنية ، ثم انتقل الى شركات للنشر الاليكتروني  وبدأ يتحول للبرمجة وكتابة الأكواد..وكان من ضمن من برمج لهم شركات مثل انتل و اتش بي..ثم أسّس شركة لتصميم برامج إدارة المشاريع ، التى لم يمر على انشائها وقت طويل حتى استحوذت عليها شركة غوغل العملاقة ، خاصة وأن من ضمن ما أطلقته شركته الصغيرة خدمة بلوجر Blogger أو التدوين المجاني ، الذي أصبح معروفا على المستوى العالمي اليوم.
اشتهر منذ نعومة أظافره بحبه للبرمجة، فصمم برنامجا مجانيا لتنظيم عمل شركات سيارات الأجرة ، وشرع  بعد الانتهاء من دراسته فى تأسيس شركة برمجة للعمل عبر انترنت، وكان تطبيقه هذا هو الذي أوحى إليه بعمل تطبيق مماثل للتواصل الفوري.
عمل في شركة لنشر كتب وتصميم الاغلفة ، وكان بارعا فى هذا المضمار ، ومرّ بتجربة إنشاء موقع أقرب للتدوين فى نهاية  التسعينات هو موقع Xanga.com ، الذي حصل على شهرة واسعة وقتها..ثم انتقل ليعمل فى مجال الاعلام وتأليف الكتب عن التدوين.
بعد أن قامت شركة جوجل العملاقة بشراء شركة بلوجر ، بقى إيفان فى الشركة بعد اتمام الشراء لبعض الوقت ، ثم انضم اليه بيز ستون ليعمل معه لدى جوجل ، حتى تم اعادة إطلاق موقع بلوجر فى العام 2004 تحت رعاية جوجل..رحل إيفان وزميله بيز ستون عن جوجل ، وأسسا بالتعاون مع جاك دروسي شركة أوديو Odeo في سان فرانسيسكو ، وهي شركة متخصصة فى التدوينات الصوتية ، قادتهم لتأسيس شركة أخرى هي Obvious Corp التى كانت هي حجر الأساس لانطلاق تويتر ،  الذي ظهر فى أوائل العام 2006 كمشروع تطوير بحثي ، تم إطلاقه رسميا فى نهاية العام 2006 وبدأ فى الانتشار فى العام 2007 كمشروع جانبي تابع للشركة ..حتى تم تكوين شركة جديدة خاصة تحمل إسم Twitter مسؤولة بشكل كامل عن الموقع.
كانت أول تغريدة على الموقع  بتاريخ 31  مارس فى العام 2006 ،  حيث كتب فيها جاك دوروسي أحد  المؤسسين الثلاثة:
just setting up my twttr
&mdash Jack Dorsey (@jack) March 21, 2006
وقد قامت فكرة الموقع على اساس الرسائل النصية القصيرة ؛ لذلك قسّموا الحد الأقصى للرسالة النصية الى 160 حرفا ، اسم المستخدم يكون أقصاه 20  حرفا ، والبقية 140 حرفا..
وفى أغسطس من العام 2006 ، ضرب زلزال قوي مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية &ndash مقر الشركة &ndash ، وكانت هذه الهزة الأرضية القوية هي بداية الانطلاق الحقيقي لتويتر ، حيث كان الموقع هو أسرع وسيلة تواصل لنقل الأخبار وقتها قبل الإعلام الرسمي ، الأمر الذي زاد من حماسة وقناعة المؤسسين بأهمية الموقع وقدرته الكبيرة على الانتشار.
في أبريل من عام 2007 خرج تويتر إلى النور في صورة شركة قائمة بذاتها ، توسعت بأموال المستثمرين تحت رئاسة وتنفيذ مؤسسيها الثلاثة ، حتى استطاعت أن تحقق فى فبراير فى العام 2009 حوالي 55 مليون زيارة شهريا ، مما جعلها تتحول الى ثالث أكبر شبكة اجتماعية فى العالم  فى خلال هذه السنوات القليلة!
يكفي أن تعرف ان قوة تأثير تويتر فى الشارع الامريكي جعلها واحدة من أهم منابر الدعاية للرئيس الامريكي باراك أوباما فى الانتخابات السابقة ..وأن هناك حادث تحطم طائرة امريكية ، جعل تويتر هو اول من ينقل الخبر للعالم بعد 4 دقائق فقط من سقوطها ، سابقا جميع هيئات الإعلام التقليدي !!&hellipبل من كان يصدق أن هذا المشروع سيأتى بكلمات جديدة تضاف للغة الإنجليزية !..ومن كان يتخيل أن شركة نامية تحصل فى عامها الثاني فقط على عرض شراء من &rdquo فيسبوك &rdquo العملاق بمبلغ نصف مليار دولار!
فكرة تويتر الرئيسية هي تقديم خدمة &rdquo تدوين مصغّر &rdquo ، بحيث يسمح لمستخدميه بإرسال تحديثات Tweets عن حالتهم أو آرائهم او الانشطة التى يمارسونها فى هذه اللحظة بحد أقصى 140 حرف للتدوينة الواحدة..سواءا بكيفية مباشرة عن طريق الموقع أو عن طريق ربط الهاتف النقّال بالموقع ، أو عن طريق ربط الموقع بمواقع اجتماعية اخرى مثل الفيس بوك وغيرها.
كما يتيح الموقع للمستخدم الإطلاع على كافة الاهتمامات التى يتابعها ، عن طريق متابعته Follow  للصفحات التى يهتم بها ، حيث يمكنه متابعة كافة التحديثات فى المواقع التى يفضلها ، والتعليق عليها ومشاركتها مع أصدقاءه.
لم يتوقف نشاط الموقع  عند اللغة الإنجليزية فقط ،  ولكن امتد الى التغريد بلغات اخرى ، عندما تم إطلاق النسخة اليابانية للموقع فى ابريل من العام 2008 ، وذلك لكثرة عدد المستخدمين من اليابان ونشاطهم البارز على الموقع ، ولقيت النسخة اليابانية استحسانا هائلا  في اليابان ، فاقت في أحيان كثيرة النسخة الإنجليزية ، وكانت نقطة قوية لانتشار الموقع أكثر حول العالم وزيادة شهرته وآدائه.
واليوم ، يلاقي تويتر بلا شك ، استحسان الملايين من المستخدمين والعديد من الشركات العاملة في مجال الإعلام والإنترنت ، على الرغم من ظهور مواقع وخدمات اخرى منافسة له ، إلا أن المستخدمين قد ارتبطوا بعلاقة وثيقة مع تويتر ، تجعل فكرة التخلي عنه صعبة للغاية لشريحة عريضة من المستخدمين حول العالم ، حتى عندما تعرّض الموقع لمشاكل تقنية فى العام 2008 بسبب الزيادة الضخمة فى أعداد المستخدمين او الاعطال التى كانت تحدث فى خوادم الموقع او قواعد البيانات ، ظل الإقبال العالمي على الموقع مستمرا.
"