تعاني شبكات التواصل الاجتماعي الكثير من المشاكل منها المتصيدون (Trolls)، ومرسل رسائل البريد العشوائيات والروبوتات التي تدعي أنها مستخدمين حقيقيين، وكل هذا يقلل من جودة التواصل والتفاعل ضمن المنصة. بعض المشاكل التي ذكرناها سهلة الحل؛ فبكل بساطةٍ يمكن للشبكة أن تحذف حسابات مرسلي رسائل البريد العشوائي، ولكن ماذا عن بعض المستخدمين الحقيقيين الذين يسيئون استخدام الشبكة ويستخدمونها بسوء نية وقد يسيئون لباقي المستخدمين!؟ لقد جاء الحظر الخفي تلبيةً لهذه الاحتياجات.
لمّا كان وجود المستخدمين وتفاعلهم في الشبكة الاجتماعية هو عصب هذه الشبكة، لم يكن من السهل حذف حسابات المستخدمين المسيئين، لكن ربما يكون من الأسهل حظرهم بشكلٍ خفيٍّ؛ أي تقليص قدرة بعض المستخدمين (المسيئين) في جذب الانتباه وإحداث الضجيج في الشبكة، ولكن دون حظر قدرة المستخدم على نشر منشورات جديدة أو القيام بنشاطٍ اعتياديٍّ على الشبكة ويتم ذلك من خلال:
في الواقع، وجدت فكرة الحظر منذ الأيام الأولى لوجود مجموعات النقاش عبر الإنترنت، حيث مكنت هذه الميزة المشرفين من مراقبة المشاركين المشاكسيين أو الذين يثيرون المشاكل والجدالات التي لا تخدم الهدف من المجموعة، إلا أن المشكلة أن المستخدم المحظور سيعود للدخول للمجموعة بحسابٍ جديدٍ!.
لذا كانت فكرة الحظر الخفي فكرةً بديلةً وجديدةً لتلافي مشكلة الحظر، والعودة بحسابٍ جديدٍ، وبالتالي سيبقى المستخدم ولكن ستزول سلوكياته غير المرغوبة.
لماذا نتكلم عن تويتر بالتحديد؟ بعد الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي فاز بها دونالد ترامب كان هناك الكثير من الكلام عن دورٍ كبيرٍ لتويتر في التأثير على الانتخابات، وادعاءات بأنه حظر بعض المستخدمين بشكلٍ مخفيٍّ لحساب مستخدمين آخرين، لذا لنحاول الإجابة عن هذا التساؤل.
يصرح الموقع في إحدى المدونات الخاصة به والتي تناقش موضوع الحظر الخفي بالقول:
نحن لا نستخدم الحظر الخفي مع أي من مستخدمي الموقع، فالمستخدم قادرٌ بشكلٍ دائمٍ أن يشاهد تغريدات الحسابات التي يتابعها (أحيانًا قد يكون على المستخدم تصفح الحساب الذي يتابعه بشكلٍ مباشرٍ ليتمكن من ذلك)، كما أننا لا نستخدم الحظر الخفي على أساس المواقف السياسية أو الإيدلوجية للمستخدمين.
من وجهة نظر مبدأية لا يوجد أي سببٍ لتصديق هذا الكلام الذي يدعيه توتير، وخصوصًا أنه لم يصدر بشكلٍ رسميٍّ إنما من خلال مدونة الموقع!
لكن في المقابل لا يوجد دليلٌ فعليٌّ وحقيقيٌّ على العكس (أي أن الموقع يقوم بالحظر) فهناك العديد من الحسابات النازية في الموقع، ومع ذلك لا يقوم تويتر بحظرها، في الحقيقة، إنّ الحالات التي حظرها تويتر هي حالاتٌ قانونيةٌ، وضمن قوانين بعض البلدان التي حصل فيها الحظر.
لكن، ورغم قانونية حالات الحظر التي قام بها تويتر إلا أنه فقد شيئًا من المصداقية بعد عدم حظره للرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغم تغريداته وتهديداته عبر الموقع والتي تعتبر انتهاكًا واضحًا لبنود الخدمة في تويتر. لذلك يبقى السؤال معلقًا هل حقًا يقوم تويتر بإجراءات الحظر الخفي أم لا؟! ( أعتقد أنه يقوم بذلك).
في حالة كنت المستخدم المحظور فما الحل؟ في الحقيقة الحل بسيطٌ، وهو أن تقوم بمراجعة نشاطك الأخير على شبكة التواصل الاجتماعي، ومن ثم تقوم بعكس سلوكك ونشاطك على المنصة وتنتظر إدارة الشبكة لتزيل الحظر الخفي عنك، ولمساعدتك في ذلك حاول التركيز على النقاط التالية.
كملخصٍ، إنّ تعاملك الخلوق مع باقي المستخدمين ومنشوراتك المتزنة كفيلةٌ بعدم تعرضك للحظر، طبعًا المواضيع والآراء السياسية أمرٌ آخر يقع ضمن تقدير إدارة الشبكة الاجتماعية ولا يمكن التنبؤ به.
"