معارك طاحنةً خاضتها سناب شات مع فيس بوك، حيث حاولت الأخيرة الاستحواذ على الأولى بشتّى الطُرق وفي كل المناسبات الممكنة، إلّا أنّ الرفض هو ما وجدته فيس بوك في كل تلك المناسبات، مما دفعها إلى محاولة استنساخ سناب شات بكل ما تملك من قوة وإمكانيات، وهذا ما كان، ولعلّ أبرز الأمثلة هو ميّزة القصص الّتي بدأتها سناب شات إلّا أن فيس بوك أضافتها في كل منتجاتها، كانستغرام وواتس آب، وتطبيق الفيس بوك الرئيسي كذلك؛ مما كان نتيجته خسارات مالية ومعنوية متتالية لسناب شات، آخرها خسارة في الربع الأخير بقيمة 385 مليون دولار ونُقصان الإيرادات بمبلغ 14 مليون دولار.
لماذا كل هذه المقدمّة؟ لأنني أحب في سناب شات عزيمتها، ونهوضها بعد كل سقوط، وعدم رضوخها لكل محاولات فيس بوك حتّى هذه اللحظة، وأهم من كل ذلك قدرتها على إيجاد حلّ لكل المشاكل، وهذا هو صلب الموضوع والسبب الرئيسي لكتابة هذا المقال.
الحلّ الأخير الّذي وجدته سناب شات للتخلص من ملاحقة فيس بوك لها هو التعاون مع أمازون كما كشف تقرير حديث لتيك كرانش، حيث قالت هذه الأخيرة أنّ سناب شات يعمل على شفرة تحمل اسم النسر &ldquoEagle&rdquo، والّتي ستُضيف لتطبيق سناب شات ميّزة البحث المرئي عن منتج ما ضمن قوائم الأمازون. الميّزة حتّى هذه اللحظة &ldquoمدفونة&rdquo داخل التطبيق ولم يتم طرحها.
تعمل الميّزة الجديدة عن طريق مسح منتج ما ومن ثمّ يجب على المستخدم أن يضغط باستمرار ليُظهر له سناب شات جميع النتائج المتعلّقة بهذا المنتج في موقع أمازون، الجميل في الموضوع كذلك أنّ الأمر لا يتعلق فقط بالمنتجات بل هنالك المزيد كذلك، كالباركود وغيره، وفي الحقيقة الأمر شبيه بميّزة البحث الصوتي عن الأغاني الّتي تقدمها سناب شات حاليًا، والتي تسمح للتطبيق بمجرّد سماعه لأغنية أن يعرض النتائج المتعلقة في تطبيق شازام. كما يُمكن إرسال الأغنية إلى صديق أو متابعة الفنان على سناب شات.
 
انطلق تكامل سناب شات مع شازام لأول مرة في عام 2016، وهو الأمر الذي سمح لسناب شات أن يفهم العالم ولو صوتيًا على الأقل، وبما أنّ التجربة قدّ نجحت فمن المنطقي أن يطوّر القائمون على سناب شات التجربة وأن يسمحو للتطبيق بأن يفهم العالم بصريًا كذلك، ومن هنا نفهم أنّ مشروع النسر سيُبنى على البحث الصوتي، ولكن من خلال واجهة مختلفة ومجموعة أكثر تطوّرًا من الشراكات، فبالإضافة لشازام ستدخل أمازون على الخط كذلك.
سناب شات حتّى هذه اللحظة مجرّد لعبة بنظر الكثيرين، وبالرغم من محاولة شركة سناب شات تطوير نفسها والانتقال من مجرّد كونها &ldquoكاميرا&rdquo إلى شيء أكثر فائدةً، كبيع الشركة لكاميراتها المحمولة على نظّارات شمسية Spetacles v2 على أمازون، إلّا أنّ الأمر لم ينجح كما كانت تتوقع الشركة؛ لذلك يحمل مشروع النسر هذا أهمية أكثر من مضاعفة لعلّ سناب شات تنتقل من مجرّد كاميرا، لتصبح شيء أساسي في الحياة مستقبلًا، ولا نقصد بذلك شيء لا يُمكن أن تستمر الحياة بدونه، بل حالة مختلفة كفيسبوك مثلًا.
هل تظنون أنّ سناب شات ذلك المارد المحبوس في القمقم سيخرج لينسينا الفيس بوك ويمحيها، أو أنّ فيس بوك ستجد كيفية جديدة لتقليد سناب شات هذه المرّة.
"