ازدادت شعبية تطبيق تيليجرام Telegram للمراسلة منذ إطلاقه في عام 2013، وقد لجأ إليه مئات الملايين حول العالم، خصوصًا بعد عملية استحواذ Facebook على تطبيق Whats App، والتي شكلت ـ عند البعض ـ طعنةً في ظهر الخصوصيّة، وتوجّهًا غير مسبوقٍ لاستيعاب وتوظيف كل سلوك تواصلٍ يقوم به المستخدم في العالم الافتراضي، ولو على حساب خصوصيّة وأمن المستخدم نفسه!
مؤخرًا، قامت حكومتا إيران وروسيا بحظر تيليجرام Telegram، وذلك بداعي إحباط مطوّري التطبيق لمساعي الحكومتين في الوصول إلى الاتصالات التي تتمّ عبر الخدمة من قبل مواطني هذين البلدين، ومن يقيمون داخل أراضيهما بطبيعة الحال.
تم تصميم تيليجرام Telegram ليكون منصّةً آمنةً للمراسلة، بحيث لا تتمكن الأطراف الثالثة ـ أي من هو بخلاف المرسِل والمرسَل إليه ـ من اعتراض المحادثات، أو تسريبها.
إن تطبيق Telegram، والشركة غير الربحية التي تدعمه، أُسِّسَتا من قبل الأخوين الروسيّين نيكولاي وبافل دوروف (Nikolai & Pavel Durov).
في عام 2006، أنشأ بافل دوروف نسخةً من Facebook لروسيا؛ وهي VKontakte (يشار إليها أيضًا باسم VK).
بعد سنواتٍ من الصدام مع الحكومة الروسية حول قضايا الرقابة على موقع التواصل الاجتماعي، فرّ هو وأخوه من روسيا عام 2013 إلى بوفالو، في نيويورك، حيث شرعا بتأسيس Telegram، ويُزعم الآن أن منصّة VK مملوكةٌ لحلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ساعدت صدامات الأخوين ديوروف حول حرية التعبير مع حكومة بلدهما، ومُمَثّليها في الولايات المتحدة، على منح تيليجرام Telegram هالةً من الأصالة؛ إذ سرعان ما حصلت الخدمة على مستخدمين كُثُر، بوصفها أداةً آمنةً للنشطاء والصحفيين لاتصالاتهم الحساسة.
يستخدم تيليجرام Telegram رقم هاتفك كمعرف مراسلةٍ خاص بك. يمكنك مشاركة المستندات وملفات الوسائط مع مستخدمي Telegram الآخرين.
يمكن ضبط الرسائل والوسائط على الحذف أو التدمير الذاتي (self-destruct) بعد أن يتم عرضها من قبل المستلم، وتتيح لك وظيفة “unsend” حذف رسالة في غضون 48 ساعة بعد إرسالها.
تطبيق تيليجرام Telegram متاحٌ لأجهزة Android وiOS (آ iPad، iPhone)، ولأنظمة Linux، macOS وWindow، كما يوجد إصدار موقع ويب يمكن استخدامه من خلال معظم المتصفحات.
أفضل وسيلةٍ لذلك هي متجر Google Play.
بعد شاشة الترحيب، ستتم مطالبتك بإدخال رقم هاتفك، وسوف تتلقّى على الفور رسالةً نصيةً برمزٍ مكونٍ من أربعة أرقامٍ للتحقق من أن ما أدخلته هو رقمك الحقيقي، أدخل هذا الرمز في التطبيق للمتابعة، ثم أضف اسمك، وصورة إن أردت؛ إذ أنّ تيليجرام Telegram يتيح للمستخدمين إنشاء ملفات تعريف خاصة.
يمكن أن يقوم تيليجرام Telegram تلقائيًا بالبحث عن مستخدميه الآخرين في جهات الاتصال الخاصة بك، وذلك في حال منحت إذنًا للتطبيق للوصول جهات الاتصال خاصّتك، عندما تنقر على علامة تبويب جهات الاتصال في الجزء السفلي الأيسر من الشاشة، سيعرض Telegram قائمةً بأصدقائك الذين يستخدمون الخدمة، متبوعةً بجهات الاتصال غير المسجلة حاليًا في تطبيق، يمكنك إرسال دعوةٍ للانضمام، عن طريق النقر على اسم أحد الأصدقاء الذي لم يستخدم Telegram بعد.
حدد صديقًا لديه حساب تيليجرام Telegram لبدء محادثة جديدة، فعلى غرار WhatsApp وتطبيقات الرسائل النصية الأخرى، هناك حقل نصٍ في أسفل الشاشة، وهو مخصّصٌ لكتابة الرسائل.
على عكس معظم تطبيقات المراسلة، تتيح لك تيليجرام Telegram إرسال مجموعة واسعة من المعلومات إلى أصدقائك. انقر فوق رمز مشبك الورق بجوار حقل نص المحادثة واختر نوع المعلومات التي تريد إرسالها. يمكنك اختيار التقاط صورةٍ أو مقطع فيديو على الفور، أو تحديد واحدة من مكتبتك. هناك أيضًا خيارٌ للبحث في الويب عن صورة، والتي تفتح موجه بحث يعرض فقط نتائج الصور.
إذا كنت تريد إرسال موقعك الحالي إلى صديقٍ، فحدد خيار الموقع، وامنح التطبيق صلاحية الوصول إلى موقعك الحالي. هناك أيضًا خيار مشاركة المستندات وجهات الاتصال، وذلك عندما تحتاج إلى مشاركة ملف أو تمرير معلوماتٍ لشخصٍ ما.
من علامة تبويب جهات الاتصال، حدد الخيار الذي ينص على دردشةٍ سريةٍ جديدةٍ ثم حدد اسم أحد الأصدقاء. يتم تشفير أي رسائلٍ يتم إرسالها في هذه النافذة، مما يعني أنه لن يتمكن أي شخصٍ آخر من الوصول إلى الدردشة، حتى في Telegram. وهنا كذلك يمكنك إرسال النصوص والوسائط والوثائق مثلما تفعل في الدردشة العادية.
يمكنك أيضًا اختيار جعل رسائل الدردشة السرية ذاتية التدمير، أو الحذف، مما يعني أنها ستُمحى، وبشكلٍ آمنٍ بعد فترةٍ زمنيةٍ محددةٍ.
في الدردشة سرية، انقر فوق اسم صديقك في أعلى الشاشة، اضغط على زر المعلومات، انتقل إلى إعدادات Self-Destruct Timer، يمكنك اختيار المدّة، ثانية واحدة، ثانيتين، خمس ثوان، دقيقة واحدة، ساعة واحدة، يوم واحد أو أسبوع واحد.
في علامة تبويب الإعدادات في الجزء السفلي الأيسر من تطبيق تيليجرام يمكنك اختيار صورة لخلفيات الدردشة. يحتوي التطبيق على مجموعةٍ كبيرةٍ من الصور للاختيار من بينها، مما يسمح لك بتخصيص شكل ونسق محادثاتك، كم يوجد أيضًا خيار لتحديد صورة من مكتبة الصور خاصّتك.
أثيرت عدّة مخاوفٍ حول مستوى الأمان في Telegram، فقط بعد فترةٍ وجيزةٍ من صدوره.
بشكلٍ افتراضي، لا يقوم التطبيق بتشفير الاتصالات من طرفٍ إلى طرف (على سبيل المثال، بين هاتفك وهاتف الشخص الذي تقوم بالدردشة معه)، إذ يجب عليك تمكين هذه الميزة يدويًا، وتُسمّى بالدردشة السرية (Secret Chat)، وبخلاف ذلك، سيتم حفظ الدردشات الخاصة بك على خوادم Telegram، والتي تتواجد في مواقعٍ مختلفةٍ في جميع أنحاء العالم.
يتم تشفير الاتصال بين العميل من جهة (أي الهاتف الخاص بك أو أي جهاز آخر)، وخوادم Telegram من جهةٍ ثانيةٍ، ويتم تشفير بيانات الدردشة المخزنة على هذه الخوادم، كما هو مُفْتَرَض عادةً.
يؤكد مطورو Telegram على ذلك بحيث يمكنك استعادة الدردشات في حالة فقد الهاتف أو أي جهازٍ آخر تستخدمه.
تطرح العديد من التساؤلات نفسها هنا، فمثلًا؛ لماذا يتم تخزين بيانات الدردشة على الخوادم الخاصة بالشركة بشكلٍ افتراضيٍّ، وليس كخيارٍ يمكن للمستخدم تفعيله أو رفضه، في حين لا يتم تقديم ميزة المحادثات المشفرة كإعدادٍ افتراضيٍّ؛ بل يتوجّب على العميل تأكيد هذا الخيار من عدمه!؟
عمومًا، فالاحتفاظ ببيانات الدردشة مخزنةً على هذه الخوادم يمثّل تكلفةً ليست بالقليلة بالنسبة لشركةٍ غير ربحيّة الغرض!
لقد سأل الخبراء في مجال التشفير أيضًا عن سبب استخدام تيليجرام Telegram لبروتوكول تشفير محلي، يسمى MTProto، في الوقت الذي تتوفّر فيه بروتوكولات تشفير أخرى أثبتت فعاليتها، وتمّ فحصها بواسطة خبراء مستقلين!
حسب Telegram، تتوفّر الشفرة المصدرية على الموقع الرسمي، ويمكن تنزيلها لإصدارات سطح المكتب، وتطبيقات الهاتف المحمول من Telegram، ويقول مطورو الشركة أن هذه الشفرة تسمح للباحثين بتقييم بروتوكول التشفير الخاص بعمليات المراسلة.
طلبت وكالة الأمن الحكومية الروسية، عبر دائرة الأمن الفيدرالية، من مطوري Telegram تسليم السلطات مفاتيح التشفير لبروتوكول MTProto المستخدم من قبل التطبيق، وذلك بحلول 4 نيسان/ أبريل 2018.
رفض بافل دوروف الامتثال لذلك، وفقًا له، فقد كان هناك حوالي 15 مليون مستخدم Telegram في روسيا.
عقب ذلك أمرت المحكمة العليا الروسية بحظر الخدمة رسميًّا في البلاد، عبر تطبيق الحجب من خلال مزوّدي خدمات الإنترنت في روسيا.
واعتبارًا من 8 أيار/ مايو 2018، تمّ حجب أكثر من 10 ملايين عنوان IP، وقد كانت عملية الحظر شديدة التطبيق؛ بحيث لم تنفع معها الحلول البديلة لإعادة استخدام الخدمة عبر نطاقاتٍ، أو واجهاتٍ أخرى بديلةٍ.
من الخدمات المماثلة لتطبيق Telegram، يوجد Signal، WhatsApp، وWire.
ومن دون أدنى شكّ، فإنّ أكثرها شعبيةً هو WhatsApp، مع 1.5 مليار مستخدم.
على النقيض من Telegram، فإن كل الاتصالات عبر تلك الخدمات السابقة يتم تشفيرها تمامًا، وبشكلٍ افتراضيٍّ؛ أي لا يتوجب على المستخدم تفعيل خيار الدردشة الآمنة.
فضلًا عن ذلك، يتم تخزين بيانات الدردشة الخاصة بك، وتشفيرها، فقط على هاتفك أو أي جهازٍ آخر تقوم بالمراسلة منه، وليس على خادم.
عمومًا، فإن التطبيقاتِ السابقة تستخدم بروتوكول Signal (تم تطويره بواسطة مطوري برامج Signal للمراسلة)، والذي تمت الموافقة عليه من قبل خبراء التشفير، وهو متاحٌ للعموم لتقييمه واستخدامه بحرّيّةٍ
"