ما هي المعالجة التسلسلية.
تختلف أنواع الحواسيب وطرق معالجة البيانات والعمليات فيها، وهذه الاختلافات هي جوهر الاختلاف في الأداء بين حاسبٍ وآخر، وبالرغم من وجود أكثر من كيفية للمعالجة إلا أن الحواسيب ذات النوع الواحد تختلف عن بعضها أيضًا، ونجد حاسبًا أسرع من آخر وحاسبًا يستهلك طاقة أكثر وحاسبًا يقوم بعملية واحدة سريعة بينما الباقي أقل سرعة، وسنتحدث هنا عن نوع من هذه الأنواع وهو المعالجة التسلسلية في الحواسيب.
المعالجة التسلسلية
نوع من أنواع المعالجات التي تقوم بمعالجة العمليات بشكلٍ تسلسلي واحدةً تلو الأخرى، أي أنها تعالج عملية واحدة فقط في الوقت ذاته، وهذه العمليات تشبه المحاسب الذي يتعامل مع مجموعة من طوابير الزبائن وهو يدير عملية المحاسبة بإنهاء زبونٍ واحد من كل صف على حدى بشكل متتابع، كل مرة من أحد الطوابير ليكون التوزيع عادلًا وأولويات عمليات المحاسبة متساوية، وهنا نذكر أن هناك إمكانيةً لتغيير الأولويات وتنفيذ إحدى العمليات بسرعةٍ أكبر من العمليات الأخرى.
حول المعالجة التسلسلية
عمومًا فإن المعالجة التسلسلية أبطأ من المعالجة التفرعية، حيث أن انتقال العملية أو البيانات بشكلٍ تسلسلي يستغرق زمنًا أطول من انتقالها بشكلٍ تفرعي وكذلك حال تنفيذ العمليات، حيث تكون وحدة معالجة مركزية واحدة تقوم بالعملية بشكلٍ تسلسلي-بايت بايت- أو -تعليمة تعليمة- ولا يمكنها تقديم أو تأخير التعليمات حتى وإن كان ذلك ممكنًا ولا يمكن أيضًا تنفيذ عمليتين في وقت واحد أبدًا.
تتطلب عمليات المعالجة التسلسلية مقدرةً حاسوبية أقل من عمليات المعالجة التفرعية، حيث أنها تقوم بمعالجة شيء واحد فقط في لحظة ما، وهذا لا يتطلب وجود ذواكر عالية أو أنوية متعددة، بل يتطلب معالجًا واحدًا وذواكر مناسبة له وسيكون كل شيء على ما يرام.
والمثير للاهتمام أن أول حاسب تم بناؤه لم يكن حاسبًا تسلسليًا بل كان تفرعيًا، وحواسيب ذلك الوقت هي حواسيب تفرعية مبنية من أجزاء تسلسلية متعددة.
بماذا تختلف المعالجة التسلسليّة عن المعالجة التفرعية
غالبًا ما تتم مقارنة هذا النوع من المعالجة مع النوع المقابل لها وهو المعالجة التفرعية، وفي حين أن المعالجة التسلسلية تنفذ عمليةً واحدة في وقتٍ واحد، تقوم عمليات المعالجة التفرعية بتنفيذ عدة عمليات في وقت واحد، كما وتنقل كميات أكبر من البيانات في اللحظة ذاتها، وبشكل تقريبي تم إطلاق المعالجات ثنائية النوى عام 2005، لتحل محل المعالجة الأحادية التسلسلية سابقتها.
وبالرجوع إلى مثال المحاسب فهو يقوم بمعالجة كل زبون على حدى ولا يمكن أن يبدأ بمعالجة الزبون التالي إلا بانتهاء معالجة الزبون الأول بشكلٍ كامل، والقيام بعملية مرور لمراقبة ما يجري في كافة الطوابير ليضمن سير العمليات بشكلٍ جيد، فيما تتولى في المعالجة التفرعية عدة وحدات معالجة مسؤولية الزبائن أي العمليات الحاسوبية، ويوجد وحدة خاصة لمراقبة ما يجري بالتالي وقت معالجة أقل بكثير كما نلاحظ.
وبذلك نجد أن التقدم الذي يمكن أن يطرأ على الحواسيب هو قائم لا يتوقف، ويعتمد بشكلٍ كبير على نوع المعالجة التي يستخدمها الحاسب. ونذكر أن الحواسيب الحديثة تحوي العديد من النوى بسرعات عالية جدًا وذواكر مساعدة، ووحدات للقيام بأغلب العمليات واتخاذ القرارات بأسرع ما يمكن.