تعد ألعاب الفيديو ألعابًا إلكترونية تتطلب التفاعل مع واجهة مستخدم معينة لتوليد ردات فعل مرئية على أجهزة عرض الفيديو مثل شاشات اللمس أو شاشات التلفزيون، وتسمى الأنظمة الإلكترونية التي تلعب من خلالها هذه الألعاب بالمنصات، حيث يتم تطوير الألعاب المختلفة لتتوافق مع منصة واحدة أو أكثر ويمكن أن لا تكون متاحة على المنصات الأخرى، وكانت المنصات المتخصصة للألعاب مثل أجهزة الأركيد شائعة في الثمانينات في محلات ألعاب الفيديو ولكن تراجعت شعبيتها مع توفر منصات منزلية بأسعار معقولة مثل أجهزة البلايستيشن والنينتندو وكذلك أجهزة الحاسوب المكتبية والمحمولة، وقد أصبحت ألعاب الفيديو جزءًا مهمًا في عملية صناعة الترفيه منذ ثمانينات القرن الماضي، ويستعرض هذا المقال تاريخ ألعاب الفيديو.
تاريخ ألعاب الفيديو
يعود تاريخ ألعاب الفيديو إلى بدايات الخمسينيات من القرن الماضي عندما بدأ بعض علماء الحاسوب والأكاديميين بصنع ألعاب محاكاة بسيطة كجزء من أبحاثهم، وفي عصر الستينات لعب الأكاديميون المطورون والطلاب بعض الألعاب البسيطة مثل 3D tic-tac-toe و Moon Landing حيث كانت هذه الألعاب تلعب على أجهزة الحاسوب القديمة مثل IBM 1560، ولم تصل ألعاب الفيديو إلى شعبية واسعة حتى حلول السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي عندما تم عرض وتسويق ألعاب الفيديو والأجهزة الطرفية للألعاب مثل عصى التحكم والأزرار وغيرها من وحدات التحكم الاخرى إلى جانب ألعاب أجهزة الحاسوب المنزلية لعامة الناس، ومنذ ثمانينيات القرن الماضي أصبحت ألعاب الفيديو شكلًا سائدًا من أشكال وسائل الترفيه وجزءًا من ثقافة الشعوب في جميع أنحاء العالم.
شهد عصر التسعينات ثورة في تاريخ ألعاب الفيديو حيث تم في هذا العصر الانتقال إلى ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد وألعاب المنصات المحمولة إضافة إلى تطور جودة الألعاب بشكل كبير، وتميزت فترة الألفينات بظهور ألعاب الفيديو على منصات جديدة مثل ألعاب الهواتف المحمولة والتي تطورت بشكل تدريجي مع تطور عتاد هذه الأجهزة، كما أصبحت الألعاب عبر الإنترنت وألعاب الهواتف المحمولة ضمن الجوانب الرئيسية في ثقافة ألعاب الفيديو، وتميزت الفترة بين عامي 2005 و2012 بتخصيص الشركات لميزانيات ضخمة من أجل تصميم وتطوير ألعاب الفيديو التي تضمنت وجود رسومات عالية الدقة، حيث أصبحت صناعة ألعاب الفيديو تجارة رائجة تبنتها الكثير من الشركات الرائدة في عالم التكنولوجيا.
فوائد ألعاب الفيديو تشير الدراسات الحديثة إلى وجود صلة وثيقة بين لعب ألعاب الفيديو وتحسن قدرات الأشخاص في اتخاذ القرارات والمرونة المعرفية، حيث وجد العلماء فرقًا ملحوظًا بين بنية أدمغة الأفراد الذين يلعبون ألعاب الفيديو بشكل متكرر مع أولئك الذين لا يقومون بذلك، حيث تزيد ألعاب الفيديو بحسب الدراسات من حجم الدماغ في المناطق المسؤولة عن التحكم الدقيق في المهارات الحركية وتشكيل الذكريات والتخطيط الاستراتيجي، كما يمكن أن تلعب ألعاب الفيديو دورًا مهمًا في علاج مجموعة متنوعة من اضطرابات الدماغ والحالات الناتجة عن إصابات الدماغ، كما تشير الدراسات أيضًا إلى أنّ لعب ألعاب فيديو معينة يمكن أن يحسّن من كفاءة الانتباه البصري، حيث يعتمد مستوى الانتباه البصري للشخص على قدرة الدماغ على معالجة المعلومات المرئية ذات الصلة وإهمال المعلومات غير ذات الصلة، ويعتقد أنّ الألعاب التي تحسن من مستوى الانتباه البصري يمكن أن يكون لها تطبيقات في التدريب العسكري بالإضافة إلى التطبيقات العلاجية لبعض الإعاقات البصرية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.