قبل التطرق للحديث عن الفرق بين المجهر الضوئي والمجهر الإلكتروني، يجب ذكر مفهوم المجهر أو التليسكوب إذ هو أداة تعمل على المساعدة في رؤية الأجسام الصغيرة؛ كالبكتيريا التي لا تُرى بالعين المجردة عن طريق تكبيرها، وهنالك عدة أنواع منها المجهر الإلكتروني والمجهر الضوئي الذي يستخدم تقنية الضوء ليعمل على تكبير الأجسام الصغيرة، ويُعدّ اختراع المجهر من أهم الاختراعات التي ساعدت في تطوير علم الأحياء الدقيقة، حيث تعود أقدم فكرة للمجهر إلى إنجلترا للقرن الثالث عشر، والذين عملوا على تطوير هذه الأداة هم صانعي نظارات هولنديين وهما الأب والإبن هانز وزكريا يانسن، وهنالك عدة أنواع من المجاهر منها أجهزة المسح الضوئي، ومجهر الأشعة السينية، بالإضافة إلى المجهر الإلكتروني والمجهر الضوئي.
الفرق بين المجهر الضوئي والمجهر الإلكتروني
سيتم التركيز في هذا المقال على الفرق بين المجهر الضوئي والمجهر الإلكتروني، حيث إنّ المجهر الضوئي يقوم بتسليط كمية من الضوء على عينة موضوعة على شريحة ذات سماكة معينة، فيخترق الضوء هذه العينة ويكبّرها بواسطة عدسات، وبالتالي يُمكن رؤية العينة وتكبيرها بواسطة المجهر الضوئي دون وجود شروط؛ أيّ يُمكن رؤيتها بالهواء الطلق أو في بعض الأحيان يتم وضع القليل من الماء أو الزيت على العينة، وفي بعض الأحيان يتم ربط كاميرا CDD للعمل على نقل الصورة إلى شاشة مُكبرة أو حفظها على جهاز الحاسوب.
إنّ المجهر الإلكتروني يعتمد في تكبير العينة على شعاع من الإلكترونات، وهذا يُعد مصدر الإضاءة، ويتم تركيز هذه الإضاءة على العينة بواسطة عدسات كهرومغناطيسية، وهي عبارة عن ملفات مغناطيسية مجوفة تنتقل عبرها الإلكترونات، وبسبب آلية عمل المجهر الإلكتروني يجب أنّ تكون العينة ضمن بيئة ملائمة لذلك، وأنّ تكون رقيقة جدًا حتى تستطيع الإلكترونات اختراقها، وتُعرض العينة بعد تكبيرها على شاشة فسفورية، وكما أنّه يُمكن وصل كاميرا CDD لرؤيتها وحفظ النتائج على جهاز الحاسوب.
بالتالي إنّ المجهر المُعتاد استخدامه هو المجهر الضوئي نظرًا لبساطته وسهولة استخدامه، إذ يعمل على تكبير العينة حتى 2000x ودقته 200 نانومتر، في المقابل المجهر الإلكتروني يعمل بواسطة حزمة من الإلكترونات، والذي يُكبّر بمقدار 10,000,000x ودقة تصل إلى 50 بيكومتر - 0.05 نانومتر.
في عينات المجهر الإلكتروني يُفضل أنّ تكون العينة موصلة للكهرباء؛ وذلك لسهولة تمرير الإلكترونات من خلالها، إذ في بعض الأحيان يتم تغليف العينة بطبقة رقيقة جدًا من الكربون أو الذهب أو الكروم؛ وذلك لتصبح العينة موصلة للكهرباء، بالإضافة إلى ما ذُكر يجب التنويه إلى أنّ فرق الحجم بين المجهرين فرق واضح، إذ يُعدّ المجهر الإلكتروني أكبر حجمًا وأكثر تعقيدًا من المجهر الضوئي، بالتالي يعتمد نوع المجهر المُراد اختياره على نوعية البحث وعلى متطلبات الدقة والتكبير المُراد، لأنّ الفرق الأساسي بينهما هو الدقة ومقدار تكبير العينة.
تطورات المجهر
بعد ذكر الفرق بين المجهر الضوئي والمجهر الإلكتروني سيتم الحديث عن تطورات المجهر بشكل عام، حيث إنّ الفحص المجهري عمل إلى إحداث تطور كبير في مجال علوم الأحياء، وذلك خلال أربعمائة عامًا منذ اختراعه حتى هذا اليوم، كما وحدثت تطورات في المجهر بحد ذاته، وأيضًا على العينات والكائنات الصغيرة التي يتم اكتشافها يومًا بعد يوم، إذ إنّه خلال القرن العشرين قلت كمية الاعتماد على المجاهر الضوئية؛ بسبب تركيزها ودقتها المنخفضتين، ففي جامعة سانت آندروز في اسكتلندا، حققوا تقدمًا هائلًا في مجال التليسكوبات والمجاهر إذ يعملون على تطوير مجهر فائق ليدخل في أبحاث السرطان والزهامير، كما أنّه سيعمل على إحداث تطورات في مجال الأبحاث الخلوية كأنشطة التنظيم والتصوير والفصل.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.