أسرار بشأن لوحة مفاتيح الكومبيوتر.
هناك عدة أسرار بشأن ترتيب أحرف لوحة مفاتيح الحاسب الآلي واللوحي، تعود إلى قديم الزمان.
ويعود هذا الترتيب العالمي الذي يسمى QWERTY إلى زمن ليس بقريب، إذ اُعتمد في بداية الأمر في الآلة الكاتبة، بعد أن جرّب المخترعون تصاميم عديدة لم تكن ناجحة، أهمها ترتيب الحروف بحسب الترتيب في الأبجدية، الأمر الذي كان بديهيًا بالنسبة للمخترعين بداية الأمر.
وبحسب تقارير عالمية، فإنّ أول من قام بتوزيع الأحرف على لوحة مفاتيح الآلة الكتابة كان الصحافي والمخترع الأميركي كريستوفر شولز، إذا وزعها على أساس ترتيبها في الأبجدية تمامًا، إلّا أنّ هذا الترتيب لم يمكّن مستخدمي الآلة الكاتبة من تحقيق سرعة جيدة في طباعة المستندات، لأنّ الترتيب بحسب الأبدية كان يؤدي إلى تشابك الأيدي في بعض الأحيان، وبالتالي التشويش في عملية الكتابة التي لم يكن بالإمكان أن يتم تصحيح أخطائها في حال وقعت.
ولحلّ المشكلة التي خلقها ترتيب المفاتيح بحسب ترتيب الأبجدية، لجأ المخترعون إلى إعادة ترتيب المفاتيح بشكل عشوائي مدروس، على عدة أشكال كان أفضلها ما توصل إليه المخترع شولز ذاته، والذي بات يُعرف بترتيب QWERTY المعروف حاليًا.
ويعتمد تصميم QWERTY على ترتيب الحروف بكيفية عشوائية مدروسة، ذات معيار ثابت، يقوم على إبعاد الحروف شائعة الاستخدام عن بعضها قدر الإمكان، بحيث تتألف اللوحة من 3 صفوف للحروف، كل صف منها يحتوي على عدد من الحروف شائعة الاستخدام، وذلك لصعوبة الكتابة عندما تكون الحروف الشائعة مجمعة في مكان واحد.
أيضًا، فقد هدفت هذه الآلية التي باتت معتمدة عالميًا، إلى أن تسمح لوحة المفاتيح لمستخدميها بأن يستخدموا كلتا اليدين في الكتابة، الأمر الذي زاد من سرعة الطباعة على الآلة الكاتبة، ومن ثم الحواسيب، وغيرها من الأجهزة الحديثة.
على الرغم من أنّ كل ما سبق كان يدور حول اللغة الإنجليزية، إلّا أنّ الأمر يشابه تمامًا ما تم اعتماده بالنسبة للغات الأخرى، على سبيل المثال اللغة العربية، إذ تعتمد لوحة مفاتيح اللغة العربية على توزيع الحروف الأكثر استخدمًا بشكل متباعد، على أن تكون قريبة من الوسط، لكون أن الأطراف بحسب نمط QWERTY، يجب أن تخصص للحروف الأقل استخدامًا.
أيضًا ينطبق الأمر ذاته على الأزرار التي تكتب الهمزات وعلامات الترقيم والتشكيل، بحيث تم توزيعها بكيفية يسهل الوصول إليها مع الضغط على مفتاح Shift في آنٍ واحد.
خلاصة الأمر أنّ الشكل الحالي للوحة المفاتيح اعتمد بشكل أساسي في توزيعه للحروف، على سهولة استخدام هذه اللوحات في الكتابة، وبالتالي السرعة في إنجاز المهام الإلكترونية التي تحتاج إلى الكتابة، وهو أمر أهم بكثير من أن تحافظ لوحات المفاتيح على الترتيب الأبجدي الذي لم ولن يكون مناسبًا يومًا ما.