أثر اقتناء معالج سريع مع ذاكرة كاش كبيرة الحجم.
 
أحدثت ثورة الحواسيب الإلكترونية تأثيرًا كبيرًا على أسلوب وممارسات وسلوّكيات المجتمعات فانقلب النّهج الذي يسير عليه الأشخاص رأسًا على عقب، كما أثّرت في تفكيرهم وأعمالهم ومعتقداتهم، حيثُ فاقت هذه الثورة الثّورة الصناعية بكلّ ما قدّمت، وانتقل العالم إثر ذلك  من مجتمعٍ صناعيّ بحت إلى مجتمعٍ معلوامتيّ، ومن الإنتاج والعمل الجسديّ، إلى العملِ الذِّهنيّ، فأصبح العصرُ يُسمّى بعصر المعلومات. وأصبحَ يدخلُ الحاسوب في مختلف حاجات الإنسان وأنشطته حيثُ أثّر على أنماط الحياة البشرية نتيجةً لدخوله مختلفَ الجوانب ابتداءً من الجوانب التّرفيهية إلى العلمية والاختراعات. ومن المعلوم أنّ للحاسوب أجزاءً ومكوّناتٍ كثيرةٍ ومعقّدة ومتشابكة، ويلعبُ كلّ جزءٍ منها دوره بشكلٍ لا يتعارض مع غيره، ليُتمّ عمله على أكمل وجه، مما ينعكس على عمل الحاسوب عمومًا، ولكن، ماذا لو أراد الإنسان زيادة سرعة أحد أجزائه كالمُعالج مثلاً أو زيادة حجم أحد أجزائه كذاكرة الكاش؟
 
ذاكرة الكاش: تعدّ ذاكرة الكاشِ نوعًا من أنواعِ الذّاكرة في الحاسوب، وهي أسرعُ هذه الأنواع وتقعُ بين الذاكرة الرئيسية والمُعالج، وتم اللّجوء لهذا النوع من الذّاكرة بهدفِ تخزين أجزاء البرامج النّشطة والتي يجري مُعالجتها في المُعالج والحاسوب عمومًا، ليكون التّعاملُ معها سلسًا ويسيرًا وسريعًا أيضًا، مما يؤدّي إلى تقليل وقت تشغيل الجهاز وإنجاز المهام.
 
المُعالج: يُعرفُ أيضًا بمصطلح البروسيسور أو عقلُ الحاسوب، وهو آلة كهربائية تشغل آلات إلكترونية أخرى عبر إعطائها أوامرَ معيّنة للقيام بعمليّات أو خوارزميات، حيث تكون تلك العمليات في الغالب عمليات معالجةٍ للبيانات.
 وتلعبُ المُعالجاتُ دورًا أساسيًا بين قطع الحاسوب، وتُستخدم أيضًا في الكثير من الاستخدامات الأخرى كالغسالات الكهربائية وأجهزة آلات التّذاكر وفي التّحكمِ في آلات المصنع وغيرها.
 ويُعدّ المُعالجُ رقيقةٍ شبه موصلة، يحتوي على عددٍ معيّن من وحدات المُعالجة، تكونُ كلّ وحدة منها عبارةً عن وحدةٍ منطقيّة لمعالجة البيانات، ومن الأمثلة على الوحدات الرئيسية فيه: وحدة الاتصال بالنّاقل، ووحدة التحكّم والسيطرة ووحدة الحساب والمنطق.
 
سُرعة المُعالج: لسرعةٍ المُعالجِ أثرٌ كبيرٌ وواضح في سرعة الحصول على نتائج الأوامر المُعطاة، مما يزيد من سرعة الجهاز، وتُقاس سرعته بالميجاهيرتز، ومن الجدير بالذّكر أنّ للمعالج سرعتين هُما: سرعة داخلية: وهي تتمثّل بسرعة تبادل البيانات داخل المعالج نفسه، وكلّما زادت سرعة المُعالج الداخلية ازداد معها مقدارُ الأوامر المتبادلة في المعالج مما ينعكس أثره على تنفيذ عمليّات أكثر في الثانية الواحدة، مما سيقود أخيراً لزيادة سرعة الحاسوب.
 
السرعة الخارجية:  وتتمثلّ بسرعة تبادل البيانات والأوامر بين المعالج والساوث بردج، وكلّما ازدادت كميّة الأوامر والبيانات الواصلة للمعالج زادت بالتّالي من فعالية سرعة المعالج الداخلية مما يزيد من سرعة الحاسوب ذاته.
 
زيادة حجم ذاكرة الكاش: إنّ زيادة حجم ذاكرة الكاش يؤدّي أساسًا وملحوظ إلى زيادة أداء وسرعة الجهاز، حيثُ كلّما ازداد حجم ذاكرة الكاش ازدادت كميّة المعلومات التي في الإمكان تخزينها فيها..