يبحث سناب شات  في ظل صراعه المستمر مع أنستاغرام عن أيِّ فرصة للتفوّق على غريمه، ولكن عندما تكون الفرصة بحجم أمازون فلا بدّ أن نقف ونحلل ماذا يحدث، حيثُ أعلنَ سناب شات عن شراكة نادرة مع أمازون، وهذه الشراكة عبارة عن ميّزة جديدة للبحث عن منتج مرئي عبر عدسة سناب شات، ومن ثمّ إمكانية شراء هذا المنتج مباشرةً من أمازون.
 
كيف يمكن استخدام الميّزة الجديدة؟
حسنًا، على المستخدم أولًا الإعجاب بغرض أو منتج في الطريق أو في أحد المحلات، وبدلًا من البحث عنه بشكلٍ يدوي تتيح الميّزة الجديدة للمستخدم إمكانية استخدام كاميرا سناب شات لمسح المنتج أو رمزه الشريطي ضوئيًا.
مما يؤدي إلى عرض بطاقة تُظهر هذا المنتج بكافة المعلومات المتعلقة به، مثل العنوان والسعر والصورة، ونقاط التقييم وفيما إذا كان متوفّرًا أم لا، وعندما ينقر المستخدم على البطاقة سيتمّ انتقاله مباشرةً إلى تطبيق أو موقع أمازون لشراء المنتج. تمامًا كما يظهر في الفيديو التالي:
 
الكشف عن المنتج بحد ذاته يتمّ من خلال التعاون بين سناب شات وأمازون، حيثُ يحدد سناب شات ما إذا كان المستخدم يُجري مسحًا ضوئيًا لأغنية أو رمز ما أو مُنتج، ثم تتعرف تقنية رؤية الآلة الخاصة بأمازون على الشعارات أو الأعمال الفنية أو التصاميم الخاصة، أو أي علامة مميّزة فريدة للعثور على المنتج بذاته.
 
حدث ولا حرج فسناب شات سيستفيد بشكلٍ هائل من الشراكة، وبالرغم من أنّ سناب شات لم تعلن عن ما دفعها لهذه الشراكة، فقد رفضت الشركة الكشف عن أيِّ شروط مالية، ولكن يُمكن أن نتوقع أنَّ لسناب شات أن ستكسب رسوم إحالة عن كلِّ شيء يشتريه المستخدم من أمازون، أو يمكن أن يكون مجرد عمل مجاني مقابل فائدة إضافية، وهذه الفائدة الإضافية هي مربط الفرس، حيثُ يريد سناب شات أن تصبح كاميرته كنقطة اتصال بين العالمين الحقيقي والرقمي.
وعلى صعيد آخر فإنَّ سناب شات الآن تخسر المستخدمين والمال، حيثُ انخفضت من 191 مليون إلى 188 مليون مستخدم نشط في الربع الأخير بينما حرقت 353 مليون دولار، وبالتالي يمكن القول أنَّ الشراكة ستساعد في تقليل هذه الخسارة المالية، وبالتأكيد مثل هكذا ميّزة ستخفف من فقدان المستخدمين، بل على العكس هنالك كُثر سيرغبون بتحميل التطبيق لمجرد استخدام الميّزة الجديدة.
 
من الواضح أنَّ أمازون ترغب بدخول عالم الشبكات الاجتماعية، ولعلّه أحد المجالات القليلة التي لا تملك أمازون أيّ موضع قدم فيه؛ ولذلك ستؤمِّن هذه الشراكة لأمازون شريك اجتماعي له ثقله في السوق. مع التذكير أنَّ أمازون تسعى لعقد شراكة مع فيسبوك هي الأُخرى من خلال إضافة ميزة التحكم الصوتي من أليسكا إلى شاشة دردشة الفيديو في فيسبوك. إذًا هدف أمازون واضح في دخول عالم الشبكات الاجتماعية أو كسب شراكات فيه على أقل تقدير.
تستمر سناب شات في القول بأنَّها تريد أن تكون مجرّد &ldquoشركة كاميرا&rdquo، ولكنّها في الحقيقة تقعل عكس ما تقول، فهي تحاول أن تطوّر طبقة برمجيات وبيئة لواقع معزز يمكن من خلالها رؤية العالم، فهل توافقون على أنَّ سناب شات مجرّد تطبيق سخيف للكاميرا أم أنّه مشروع سيُغيّر من الكيفية التي نتعامل فيها مع كاميرا الهاتف المحمول؟ سؤال برسم الإجابة.
"