نموذج فان بولين لباطن الأرض نموذج فان بولين لباطن الأرض:
إن العالم النيوزلندي فان بولين تمكن من الاستدلال إلى أن باطن الأرض يتم تقسيمه إلى ثلاثة طبقات رئيسية (القشرة الأرضية، الستار، اللب)، ثم قامت دراسات عديدة فيما بعد استهدفت تحديد الطبقات الداخلية الصلبة للأرض بمعرفة التغييرات في سرعة الموجات الزلزالية خلال سيرها في أعماق الأرض، كما كان لنتائجها أثر كبير في تطوير نموذج فان بولين وبناء النماذج الحديثة للطبقات الداخلية للأرض، ثم تلتها دراسات العالم اليوغسلافي موهو ريفتشيك وهو يعد أول من اقترح وجود حدود جيوفيزيائية بين القشرة والستار وكان ذلك في بداية القرن العشرين، كما لاحظ العالم موهو خلال تفحص بعد أجهزة الرصد الزلزالي (السيزموغراف) القريبة من بؤرة زلزالية (مركز زلزالي).
فالقريبة قامت بتسجيل موجات أولية وثانوية بطيئة الانتقال وأما الأجهزة التي تكون بعيدة عن بؤرة الزلزال فقد تعمل على تسجيل موجات أولية وثانوية أكثر سرعة، وقد تم ملاحظة أن الموجات المباشرة قد وصلت إلى محطات الرصد على بعد 100 كيلو متر قبل الموجات المنكسرة، وأما في حال كانت على بعد 300 كيلو متر من بؤرة الزلزال فقد وصلت الموجات المنكسرة قبل الموجات المباشرة، على الرغم من أن المسافة التي قطعتها الموجات المباشرة، فيتم تفسير ذلك من خلال مقارنة سرعتي الموجات المباشرة والمنكسرة فإننا نستنتج أن الموجات الزلزالية قد مرت في نطاقين.
والنطاقين اللذان يسمحان بمرور الموجات الزلزالية فالنطاق الأول يمرر الموجات الزلزالية بسرعة قليلة ونطاق يمرر الموجات الزلزالية بسرعة أكبر، كما استدل العالم موهو أن هناك نطاق يكون تحت القشرة الأرضية يملك خصائص طبيعية تزداد عنده سرعة الموجات الزلزالية بصورة مفاجئة، كما استدل العالم موهو على وجود حد فاصل بين القشرة والستار والذي سمي فيما بعد باسم منطقة انقطاع موهو (او كما يطلق عليها لا مستمر موهو)، وهو يقع على عمق حوالي 100 كيلو متر أسفل القشرة الأرضية وهو عبارة عن طبقة لدنة من الصخور تؤثر في الموجات الزلزالية فتؤدي إلى انكسارها وعلى انعكاسها أيضاً.
ثم إن الاكتشافات تتوالي فيما بعد في المضمار نفسه ليتم اكتشاف قطاع كونراد وانقطاع فايخرت (جوتنبرغ) بالإضافة إلى انقطاع إنجه، كما أن منطقة الانقطاع تعرف بأنها حزام من صخور لدنة مانع لمرور الموجات المستعرضة كما أنه يفصل بين طبقات الأرض، كما يعكس هذا الحزام الموجات الزلزالية ويعمل على انكسارها، وتم تطوير نموذج يعمل على تمثيل طبقات الأرض الداخلية والذي تم اقتراحه في ضوء مكتشفات العلماء لمناطق اللامستمرات (الإاقطاعات أو مايسمى بالانفصالات).
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.