"مفهوم السبخات الملحية. تكوين السبخات. أنواع السبخات الملحية. خصائص السبخات الملحية. طُرق مواجهة الأخطار الناتجة عن السبخة. عوامل نشأة السبخات. الأخطار الناتجة عن وجود السبخات. مفهوم السّبخات الملحيّة:
هي أراضٍ تحتوي على كميَّات كبيرة من تراكيز الأملاح الذائبة، لها تأثير كبير وخطير على نموّ المحاصيل الزراعيّة، تحتوي على الصّوديوم بنسب عاليّة، كما أنّها تُشير إلى الأراضي القلويَّة التي تتواجد بها الأملاح المتعدِّدة كالصُّوديوم والمغنيسيوم والبرورن والكبريتات، حيث تعيش بداخل هذه الأراضي مجموعة من الكائنات المجهريَّة والميكروبيَّة، بحيث تتأقلم هذه الكائنات مع طبيعة هذه الأراضي والأوساط الملحيَّة.
عادةً تقع هذه الأراضي ما بين الصَّحراء والمحيطّات والتي يمتاز سطحُها بوجود ترسُّبات جبسيّة وملحيّة بالإضافة إلى الترسّبات التي تجمَّعت نتيجة هُبوب الرياح، كما أنّها تحتوي على المياء الذي يدخُل إلى حد ما في تكوينها، وأحياناً قد تكون هذه السَّبخات عبارة عن بقايا حوض مائي جوفيّ كانت أرضهُ في فصل الصَّيف جافة وقاسية، في حين كانت رطبة وطريّة في الشتاء.
تحتوي السّبخات على مجموعة من المعادن والرواسِب كالغرين والطين، كما أنّها تحتوي بنسب كبيرة على معادن المتبخِّرات مثل ملح الطعام والجبس الأمر الذي يجعلها تكسب اللون الأبيض، كما أنّ أراضي هذه السّبخات تكون مُشبّعة بالمياه المالحة الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة السّير عليها.
تكوين السّبخات:
تتباين السّبخات في كيفيّة تكوينها وأماكن تواجدها، حيث أنّها تتكون بفعل حركات الرياح المستمرة من جهة، ومن جهة أخرى بفعل الظروف المناخيّة الجَّافة، حيث تتجمَّع مياه البحر في المناطق التي ينخفض مستواها عن مستوى سطح البحر، وعند ارتفاع درجات حرارة هذه المناطق تبدأ المياه بالتبخُّر تدريجياً وبشكل واضح من سطح التربة، وبالتالي تزداد حركة صعود المياه لأعلى السَّطح الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تبخُّر كامل للمياه تاركاً وراءه كميّات كبيرة من الأملاح التي تحتويها على سطح التربة، لتبدأ هذه الأملاح بالتراكم التدريجيّ مكوناً بعد ذلك مايُعرف بالسّباخ الملحيّة والتي تعمل على تكوين قشرة بيضاء تحتوي على بلُّورات ملحيَّة.
كما أنّ هذه السّبخات تختلف في ألوانها عن بقيّة الأراضي التي تحيط بها ؛ وذلك بسبب الإختلاف في درجات الملوحة، حيث تقوم شوائب الملح بإعطائها اللون الذي تظهر عليه؛ إمّا أبيض أو رماديّ أو أصفر أو أحمر، ومن المُلاحظ أنّ اللون الذي يكون عليه ملح الطعام هو الأبيض ولكنَّه في الواقع يتكوَّن من مكعبات صغيرة وشفَّافة.
أنواع السّبخات الملحيّة: السّباخ السّاحلية: وهي سباخ نشأة وتكوّنت على الساحل أو بالقرب منه، بحيث تُغطي نسبة كبيرة من المساحة الإجمالية للسّبخات، وعند تعرُّض هذه السّبخات للرياح الشديدة والأمواج السريعة تتغطَّى مياه البحر بشكل كبير، وقد تكون هذه السّباخ رطبة بحيث تنتشر بالقرب من المناطق التي تحتوي على بحار،أو قد تكون سباخ جافة غنية بالقشرة الملحيّة تتكون من الرِّمال والطِّين تنتشر بشكل أكبر وأوسع من السّباخ الرَّطبة.
سباخ الوديان: والناتجة عن حركات الصَّرف الصحِّي للمياه ونقلها عن طريق الوديان، خاصَّة في المناطق شديدة الإنحدار.
سبخات داخليّة: والتي تنشأ ما بين الكثبان الرمليّة والكتل الصخريّة المُتواجدة في الصَّحارى خاصَّةً في أحواضها المنخفضة، كما يتكوُّن هذا النوع من السّبخات بسبب وجود كميَّات كبيرة من المياه الجوفية المالحة بالقرب من السَّطح، كما أنّه في هذه السّبخات يقترب منسوب المياه الجوفيه من مستوى سطح الارض.
خصائص السّبخات الملحيّة: يتواجد سطحها بالقرب من المياه الجوفية.
تمتاز تربتها بالملوحة.
عدم التجانس والتغيّر في خصائصها بالرغم من تعرُّضها لظروف جويَّة مختلفة.
تؤدِّي إلى ترسيب كميَّات كبيرة من الأملاح ككربونات الجبس والجير والتي تترسَّب لتُكوّن ملح الطعام.
تعمل على جمع مياه الأمطار في التُّربة ومنع تسرُّب المياه.
تنمو على سطحها العديد من النباتات؛ نظراً لشدَّة ملوحتها ووجود قشرة ملحيّة صلبة.
طُرق مواجهة الأخطار الناتجة عن السّبخة: العمل على استبدال التربة السّبخة بتربة جيِّدة، خاصَّةً عندما تكون قريبة من السَّطح وذات سماكة منخفضة.
العمل على عدم وصول المياه إلى تربة السَّبخة.
القيام بعمليات عزل للخرسانات المسلَّحة، والعمل على عدم وصول المياه الجوفية اليها.
القيام بعمليات ضغط للطبقات العُليا باستخدام عدد من الطرق وخاصَّة الطرق الميكانيكية؛ وذلك للتقليل من قابلية التربة للانضغاط وزيادة قوة تحمُّلها.
إضافة الإسمنت أو الجير إلى التربة؛ من أجل تثبيتها بشكل كيميائي.
إجراء دراسات وأبحاث قبل القيام بإنشاء قرى ومناطق سياحيَّة.
استخدام دهانات عازلة في طلاء أعمدة الإنارة.
استخدام أنواع من الحديد المقاوم للصدأ والتآكل.
حقن أساسات المباني والتربة بمواد كيمائية مجفَّفة.
عوامل نشاة السّبخات: الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في فصل الصَّيف الأمر الذي يؤدِّي إلى تحويل المحاليل الملحيّة إلى الحالة الغازيّة وتكوين الجبس، ونتيجة لهذا الارتفاع المستمر تتوقف العمليات الحيويَّة للنباتات وتكسُّر الأنزيمات وبالتالي جفاف واصفرار النباتات الملحيّة.
حركات واتجاه الرياح التي تؤدي إلى نقل كميَّات كبيرة من الرواسب الرمليّة.
تعمل الرياح على إعادة تسوية سطح السّبخات وإزالة أجزاء محدَّدة من ظاهرات هذا السّطح.
تلعب الأمطار دوراً مهماً في تكوين السّبخات وذلك من خلال: تزويد السبّخات بالمياه، ورفع مستوى قاعدة السّبخات من خلال الرواسب التي نُقلت عن طريق السيول.
هبوب العواصف التي تؤدي إلى زيادة تساقط كميّات الأمطار وبالتّالي زيادة توفُّر عنصر المغنيسيوم على تربة السّبخات.
تُشكل الصُّدوع العامل الرئيسي لنشأة السّبخات، فهي التي تحدِّد شكل واتجاه السّبخات كما انّها تحدد مواضع وأماكن البحيرات بها.
للطيّات المقعَّرة دور مهم في تشكيل السّبخات.
حركات المدِّ والجزر التي تحدث في بيئات يتناسب فيها نمو السّبخات وتكوينها.
تقوم التيّارات البحرية بنقل الرَّواسب ونشرها على السّواحل الأمر الذي يؤدي إلى تكوين وتشكيل السّبخات.
للأملاح الذائبة الموجودة في مياه البحار دور مهم في تشكيل السّبخات،والتي تقوم برفع نسبة الكلوريدات.
ارتفاع منسوب المياه الأرضية يعمل على زيادة معدَّل تبخُّر المياه وبالتالي زيادة تكوين السّبخات.
الأخطار الناتجة عن وجود السّبخات: زيادة نشاط التجوية الملحيّة والتي تؤدي إلى: تعرُّض المباني والمنشآت وأساساتها إلى التآكل والصدأ، تكوين قشور رماديََّة تقوم بتغيير ألوان الدهانات للمُنشآت، بالإضافة إلى سقوط الأمطار الحمضيَّة على أسطح المباني الأمر الذي يؤدي إلى سقوط الملاط وأجزاء من الصبّة الخرسانية.
تعرُّض الطرق للتشقُّق وتكوين فواصل بينها؛ نتيجة زيادة معدلات التبخُّر وارتفاع درجات الحرارة.
حدوث هبوط متباين لتربة المنشآت، ممّا يؤدي إلى تغيّر في تصنيف التربة من رمليّة إلى طينية.
زيادة حجم وانتفاخ التربة وذوبان الأملاح فيها نتيجة التغيّر في حجم وكميَّة الرواسب في السّبخات خاصة في فصل الشتاء.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.