التمثيل السينمائي للظاهرات التكتونية التمثيل السينمائي للظاهرات التكتونية:
لقد كان من بواعث الإغراء تطبيق الطريقة السينمائية على تكوين السلاسل الكبرى الجبلية وذلك بالربط بين حركة البحار مع مراحل الإلتواء المتعاقبة والتي تدين بوجودها إليها، وقد كان هذا الأمر موضع محاولة بالنسبة لجبال الألب الفرنسية في عام 1937، وقد رأينا بالواقع أن الدراسة الدقيقة لسلسلة جبال حتى ولو كانت على قدر من التعقيد تماثل السلسلة الألبية، وذلك عندما تكون مثل هذه الدراسة متقدمة بما فيه الكفاية بأن نصنع ما سميناه بالتكتونيك الجنيني أو بعبارة أخرى بأن نقيم وضعاً للسلسلة بالنسبة لكل عصر وبتثبيت هذا الوضع أو الحالة بواسطة مقطع جيولوجي أو بمجسم.
وسيسمح الفيلم لنا وهنا أيضاً بربط هذه الأوضاع المتعاقبة ببعضها بعضاً، وقد كان النثال المختار منطقة جبال الألب الفرنسية الواقعة على درجة عرض كتلة بلفو في وادي نهر دورنس الأعلى وهي المنطقة الأفضل المعروفة حالياً في السلسلة، حيث تُعبر كل تفاصيل المقاطع إذن عن الملاحظات الدقيقة ولم يترك فيها شيئاً للخيال فقط تم رسم أكثر من 50 شاخصاً أساسياً متشكلة مبدئياً بواسطة مقاطع جيولوجية حسب المقياس ومرسومة بشكل متعامد مع الإتجاه العام في السلسلة والتي تعبر فيها عن البنية في فترة محددة بدقة من تاريخها.
وبدور تاريخ جبال الألب الفرنسية إذن على طول فيلم على شكل مقطع جيولوجي يفترض أنه مرسوم في منطقة مختارة بشكل موفق بدءاً من فجر الأزمنة، والذي يتحول تدريجياً تحت تأثير أربعة عوامل كبرى من حركة مولدة للجبال (ترسب، إلتواء، إستحالة، حت)، ولشرح وضع المقاطع بشكل صحيح فإن خمسة مقاطع منها والمقابلة لبرهات حاسمة في حركة تكوين الجبال الألبية تكون معروضة على الواجهة الجنوبية من المجسمات ذات ثلاثة أبعاد معدة لإظهار علاقات السطح مع البنية التحتية (أو الأساسات العميقة حسب علماء التكتونيك).
ويتم حساب الأزمنة ابتداء من الكاربونيفير وهو عصر يبدأ به تاريخ السلسلة الألبية إنطلاقاً منه في الخروج من الظل، وهناك حاسب يشير بملايين السنين في أعلى وفي يمين كل صورة إلى الزمن المنقضي وهكذا تتدرج من الصفر حتى 300 مليون من السنين تقريباً (العصر الحالي)، حيث نشهد التقلبات الطارئة على الحفرة المقعرية (جيوسنكلينالية) التي ستتهيأ في رسوبات السلسة المقبلة ولنشوء آوائل الإلتواءات التي ستتجلئ على شكل محدبات عملاقة أو حزم سلاسل جبلية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.