"مفهوم الحقبة. حقبة ماقبل الكامبري. حقبة الحياة القديمة. حقبة الحياة المتوسطة. حقبة الحياة الحديثة. مفهوم الحِقبة:
هي فترةٌ زمنيّة مُحدَّدة، تمَّ تقديرها بملايين السِّنين، وتمتدُّ هذه الحِقب لسنوات عديدة، كما تمّ تقسيمها إلى أربع أحقاب رئيسة، كلٌّ منها لهُ عددٌ من العصور المُختلفة، حيثُ يتميَّز كلُّ عصرٍ بالتنوع الحيواني والنباتي والمُناخي، بالإضافة إلى تغيُّر القارات، كما أنّه من المُمكن أن يتمَّ تمييز العصور بِعددٍ من الأحداث كالانقراضات العظيمة التي أثّرت بشكل كبير على الحياة وعلى الأحياء.
حِقبة ماقبل الكامبري:
شهدت الأرض في هذه الحِقبة تحوُّلات كبيرة، وفي نهايتهِ بدأت تظهر الأشكال الأوّليّة للحياة، حيث تُعتبر هذه الحِقبة عصر الحياة الأولي البدائي، ظهرت بهِ أنواع من الطَّحالب والفطريات البدائيّة إضافةً إلى تواجد رخويّات في البحار، وفي هذه الحِقبة تعرّضت الأرض للعديد من البراكين التي فاضت فوقها أنهارُ الحِمَمِ، لتبدأ بعد ذلك الحياة في المياه العذبة الدافئة حيث كانت على شكل نقاط هلاميّة اندمحت مع بعضها بعضاً لتكوّن كائنات حيّة دقيقة، كما أنّ جزءاً من هذه النقاط هبط إلى القِيعان الأمر الذي أدّى إلى تكوّن أنواع مُتعدّدة من النباتات، حيثُ قامت الرّخويّات بتكوين أصدافاً ومحّارات حول جسمها، لتبدأ من هنا الحياة على سطح الأرض.
حِقبة الحياة القديمة:
أطلق عليّها أيضاً بحِقبة الباليوزي، تتميّز هذه الحِقبة بصخورها الناريّة الأكثر صلابةً من الصُّخور الرسوبيّة التي تراكمت فوقها في طبقات، حيثُ كانت الطَّبقات الأقدم من الأسفل في حين الطبقات الأحدث كانت من الأعلى، كما أنّ كلَّ طبقةٍ من طبقات الصخور الرسوبيّة تحتوي على حفريّات لحيوانات ماتت ونباتات كانت تعيش في الوقت الذي ترسَّبت فيهِ الطَّبقات؛ حيثُ تضمُّ هذه الحِقبة6 عصور مُختلفة هي:
العصر الكامبري: والذي يُسمّى بعصر التريلوبيتات؛ كانت تُشبهُ سوسة الخشبِ ظهرُها مُصفّحاً ولها بطنٌ رخوٌ وناعمٌ، وعند شعورِِها بخطر يتجوّل ناحيّتها، فإنّها تُكوُّر نفسَها لتُصبحَ كالكرةِ، كما ظهرت في هذا العصر اللَّافقاريّات البحريّة ومن أمثلتها: المفصليّات البدائيّة والرَّخويّات المُبكرة إضافةً إلى الإسفنج وديدان البحر، إلَّا أنّه في نهاية هذا العصر انقرض حوالي 50% من الأحياء التي ظهرت فيهِ وذلك بسبب تكوّن الجليد.
العصر الأردوفيشي: ففي هذا العصر ظهرت أنواع من النباتات الأوّليّة، كما ظهرت الأشجار الفضيّة التي تأكل اللُّحوم من فوق اليابسة، إضافةً إلى ظهور الشِّعاب المَرجانيّة وجراد البحر، كما انتشرت العديد من الأسماك البدائيّة والحشائش المائيّة إضافةً إلى الفطريّات الأوّليّة، ومنذُ ملايين السنين ظهرت أنواع عديدة من القنافذ ونجوم البحر، كما ظهرت كائنات بحريّة تحتوي على أذناب وأصداف تحمي بها نفسها، حيثُ كان بعض من هذه الكائنات يقوم بإطلاق تيارات كهربائيّة صاعقة لحماية نفسها من العوامل الخارجيّة المُحيطة بها.
عصر السيلوري: في هذا العصر بدأ الظهور الأوليّ للحيوانات فوق اليابسة كالعقارب والعناكب والقردة المائيّة، كما ظهرت أنواع جديدة من النباتات الفطريّة الحمراء، حيث كانت الأمواج تقوم بإلقائها على الشواطئ حتى تعيش فوق الصخور، وفي نهاية هذا العصر بدأ ظهور أنواع من الأسماك التي لها فكوك، بالإضافة إلى ظهور النباتات الوعائيّة على اليابسة.
العصر الديفوني: ظهور أنواع جديدة من الأسماك خاصّةً الأسماك التي كان لها زعانف وخياشيم ورئات، بالإضافة إلى ظهور الحبَّار وأنواع مُتعدِّدة من الرأسقدميات، والأحافير والمرجانيّات الرباعيّة والسرخسيّات.
العصر الكربونيّ: بداية ظهور الزَّواحف، زاد فيهِ عدد الأسماك وخاصّةً سمك القرش، لتظهرَ بعد ذلك الحشرات ذات الأجنحة العملاقة، وأشجار السَّرخس الكبيرة، وفي الطَّبقات الصخريّة لهذا العصر ظهر الفحم الحجريّ، بالإضافة إلى ظهور نباتات زهرية في الغابات الشَّاسعة التي كانت أشجارها غارقة بالمياه، كما ظهرت حشرة يعسوب العملاقة والتي كانت تحتوي على أربعة أجنحة يصل طولُ كلِّ جناح إلى متر تقريباً، بالإضافة إلى ظهور الضفادع ذات الحجم الكبير والتي كان بعض منها يحتوي على ثلاثة عيون، حيث تقع العين الثالثة فوق رأسهِ لتبقى مفتوحة باستمرار للحراسة وحماية نفسها.
العصر البيرمي: زادت في هذا العصر أعداد الفقاريّات والزّواحف، كما انقرضت فيهِ معظم الأحياء التي عاشت في العصور القديمة، وبسبب ارتفاع درجات حرارة الجوِّ ترسبت في هذا العصر العديد من الأملاح.
حِقبة الحياة المتوسطة:
سميت هذه الحِقبة بحقبة الميسوزي، تميَّزت هذه الحِقبة بظهور عصر الزواحف الكبيرة، وعصر الثدييات، تحتوي هذه الحِقبة على ثلاثة عصور هي:
العصر الترياسيّ: ظهرت أنواع جديدة من الديناصورات الأوليّة والثديّيات والقواقع، بالإضافة إلى ظهور مجموعة من الزواحف كالسلحفاة والذباب والنباتات الزهريّة، ولكن مع انتهاء هذا العصر حدث انقراض صغير أدَّى إلى القضاء على مجموعة من الحيوانات كالبرمائيات والزواحف البحريّة، الأمر الذي ساعد الديناصورات في الانتشار بأكثر من مكان فوق سطح الأرض.
العصر الجوراسي: بدأت حيوانات الدَّم الحار بالظهور بالإضافة إلى ظهور الثدييات والنباتات الزهريّة، كما بدأت الطيور والزواحف العملاقة بالظهور في البرِّ والبحر، ومن ثمَّ ظهرت أكبر أنواع الزواحف والمعروفة باسم الدبلودوكس حيث كانت تعيش هذه الحيوانات في المُستنقعات، كما كان لها رقبة طويلة ورأس صغير تعلو به فوق الأشجار العملاقة، وظهرت في هذا العصر الزواحف الطائرة التي لها شَعرٌ وأجنحة حيث كانت هذه الزواحف بحجمِ الصقر تقريباً، أمّا أشجار السرخسيّات التي ظهرت في هذا العصر فلقد كانت ضخمة ولها أوراقٌ مُتدليّة فوق الماء، في حين كان لشجر الصنوبر أوراق عريضة وجلديّة، وفي نهاية هذا العصر بدأ ظهور الفراشات والنمل والنحل.
العصر الطباشيري: حدث فيهِ انقراض تامٌّ للديناصورات، ممَّا أدَّى إلى زيادة أعداد وأنواع الثدييات البدائيّة صغيرة الحجم كالكنغر والنباتات الزهريّة، كما ظهرت في هذا العصر العديد من أشجار البلوط والدردار والأشنات، كما ظهرت أنواع جديدة من الديناصورات التي تحتوي على ريش وتماسيح، وظهر في هذا العصر الديناصور المُتعطش للدماء والذي يحتوي على أسنان لامعةٍ وذيل لحميّ طويل وغليظ، كما شهد هذا العصر نشاط قشرة الأرض والأنشطة البركانيّة، كما حدث انقراض كبير في هذا العصر أدّى بحياة جميع أنواع الديناصورات، حيث قضى هذا الانقراض على نسبة كبيرة من اللّافقاريات البحرية.
حقبة الحياة الحديثة:
عرفت باسم حقبة السينوزوي، حيثُ تضمُّ هذه الحقبة فترتين هما: الزمن الثلاثي والذي يحتوي على خمسة عصور، بالإضافة إلى الزمن الرباعي والذي يحتوي على عصرين:
الزمن الثلاثي والذي يحتوي على العصر البليوسيني: ظهرت فيهِ الثدييات الكبيرة والرئيسيّات الأوّليّة ومن بينها الفئران الصغيرة والقنافذ التي لا تحتوي على أشواك بالإضافة إلى خيول صغيرة حجمها من حجم الثعلب والتي تحتوي على حوافر مشقوقة لثلاثة أصابع.
العصر الإيوسيني: ظهر في هذا العصر عدد من القوارض والحيتان الأوّليّة، كما كانت تعيش فيه أسلاف حيوانات اليوم.
العصر الأوليجوسيني: معظم صخور هذا العصر قاريّة، ظهرت أنواع جديدة من الثدييات كالخنازير البريّة التي لها أرجل طويلة، بالإضافة إلى ظهور القِطط وحيوان الكركدن الضخم الذي كان يشبهُ الخنزير في شكلهِ، في حين كانت طبِاعُهُ تُشبهُ الزَّرافة، كما ظهر عدد من الطيور الكبيرة والصغيرة كالنسور والطيور العملاقة التي تُشبه النّعام.
العصر الميوسيني: والذي عُرفَ بعصر الفِيلة، تحتوي رسوبيّاتهُ على البترول، وظهرت فيهِ أنواع مُتعدّدة من الثدييات كالأحصنة والكلاب والدِّببة والقردة إضافةً إلى الطيور المُعاصرة.
العصر البيلوسيني: بدأ في هذا العصر الظهور الأوّليّ البدائيّ للإنسان وهو أشباهُ الإنسان، بالإضافة إلى ظهور الحيتان المُعاصرة بالمحيطات.
الزمن الرباعي والذي يضمُّ: عصر البليستوسين: انقرضت في هذا العصر الثدييات العظيمة المعروفة باسم الفقاريات، كما عاش في هذا العصر حيوان البليوتراجس حيث كان هذا الحيوان يُشبهُ الحصان والزرافة، كما بدأ في هذا العصر ظهور الإنسان العاقل الصانع لأدواته، هذا وكثُرت في هذا العصر كميّات الأمطار المُتساقطة، كما أنّ صخور هذا العصر كانت تحتوي على آثار من الجليد، وفي نهايتهِ حدث انقراض كبير للثّدييات الضَّخمة وأنواع كثيرة من الطيور.
عصر الهولوسيني: وهو آخر العصور الجيولوجيّة، حيثُ بلغ الإنسان أعلى مراتبهِ، كما أنَّ النباتات والكائنات التي ظهرت في هذا العصر بقيت حتي هذا اليوم، كما ظهرت في هذا العصر الحضارات الإنسانيّة والكتابة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.