هل تتضخم الأرض أم تتقلص ومتى تفقد غلافها الجوى؟.. عالم ناسا يجيب
الكاتب:
سامي
-
"يخضع كوكبنا الأزرق بشكل مستمر لتغيرات كبيرة جدا، منذ تشكله إلى يومنا هذا، وعلى الرغم من أن الإنسان لا يلحظها بشكل مباشر، بسبب عمره القصير جدا مقارنة بعمر الأرض، إلا أنه من الممكن تقديرها علميا.
ووفقا لما ذكره موقع ""سبوتنيك""، يستقبل كوكبنا الأزرق، كباقي كواكب المجموعة الشمسية، بشكل مستمر، الكثير من المواد الجديدة القادمة من النظام الشمسي، مثل الغبار المتطاير في الفضاء أو الحجارة والنيازك الصغيرة والكبيرة وغيرها، لكن الكوكب يفقد الغازات التي تتسرب من غلافه الجوي بشكل منتظم باتجاه الفضاء، لذلك يمكن القول بأن كوكبنا يفقد المادة باستمرار وكذلك يحصل على مواد جديدة، فهل تتوسع الأرض أم تتقلص؟
نشرت مجلة ""Live Science"" العلمية تقريرا أجابت من خلاله على هذا السؤال الشائك الذي شغل الكثير من العلماء على مدى عقود، حيث من شأن هذه المعلومات أن تقدم بيانات عن مستقبل الأرض ومستقبل البشرية أيضا.
الأرض تستقبل ""هدايا"" وتهرب منها عناصر
يسبب تسرب الغازات المستمر من كوكبنا باتجاه الفضاء تقلص حجم الأرض، وتحديدا تقلص حجم الغلاف الجوي، حيث ينكمش الغلاف الجوي باستمرار ويتقلص، ووفقا لما ذكره عالم الأبحاث البارز الذي يدرس تسرب الغازات من الغلاف الجوي في مركز أبحاث ""لانجلي"" التابع لناسا في فيرجينيا، العالم جيوم جرونوف، فإن الأرض من هذه الناحية ""لا تتقلص كثيرا"".
ومن جهة أخرى، تتشكل الكواكب عن طريق التراكم المستمر، أي عند اصطدم الغبار الفضائي بأنواعه المختلفة بالأرض الأمر الذي يسبب تزايد حجم الأرض بشكل متزايد وأكبر. وقال جرونوف إنه بعد تشكل الأرض قبل حوالي 4.5 مليار سنة، استقبلت الأرض كمية صغيرة من التراكم على شكل نيازك وكويكبات أضافت إلى كتلة الأرض.
ولكن بمجرد أن يتشكل الكوكب، تبدأ عملية أخرى معاكسة، وهي ""الهروب من الغلاف الجوي""، بحسب جرونوف، وهي عملية مشابهة للتبخر، ولكن على نطاق مختلف، وبحسب العالم، تمتص ذرات الأكسجين والهيدروجين والهيليوم طاقة كافية من الشمس تساعدها على الهروب من الغلاف الجوي.
لكن من خلال مراقبة معدل النيازك المتساقطة، يقدر العلماء أن حوالي 16500 طن (15000 طن متري)، أي حوالي واحد ونصف من أبراج إيفل، تسقط على الكوكب كل عام، الأمر الذي يزيد من كتلته، على حد قول جرونوف لمجلة ""Live Science"".
وفي الوقت نفسه، باستخدام بيانات الأقمار الصناعية، قدر العلماء معدل تسرب الغلاف الجوي، وقال جرونوف ""إنه شيء مثل 82700 طن (75 ألف طن متري) أي بحجم 7.5 من برج إيفل"".
وقدر العلماء الكميات المتسربة من الغلاف الجوي والتي تم تحديدها على مدار المائة عام الماضية، وحسب جرونوف تفقد الأرض سنويا حوالي 60 ألف طن من الغلاف الجوي، أي أن الأرض ستفقد غلافها الجوي بعد حوالي 5 مليارات سنة، إذا لم يكن لدى الكوكب طريقة لتجديده.
ومع ذلك ومن جهة أخرى، فإن المحيط والعمليات الأخرى، مثل الانفجارات البركانية، تساعد في تجديد الغلاف الجوي للأرض. لذلك، سوف يستغرق الأمر لخسارة كامل الغلاف الجوي للأرض أكثر من المدة السابقة بحوالي 3000 مرة، أي حوالي 15.4 تريليون سنة لتفقد الأرض غلافها الجوي، وهو زمن ""يزيد عن عمر الكون بمئة مرة""، بحسب العالم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.