انطلق أول رائدين سعوديين في رحلة فضائية من تنظيم شركة أكسيوم سبيس على متن الصاروخ فالكون 9 التابع لشركة سبيس إكس من مركز كينيدي للفضاء، التابع لوكالة الفضاء والطيران الأميركية.
وبرعاية من المملكة العربية السعودية، انطلقت هذه الرحلة وعلى متنها رائدان سعوديان هما ريانة برناوي، وهي باحثة في مجال الخلايا الجذعية السرطانية، وعلي القرني، الذي يعمل طياراً مقاتلاً على طائرات إف-15، حيث سيقومان بمختلف الدراسات في الفضاء في رحلة هي الأولى من نوعها، وفقا لتقرير العربية نت.
لكن كيف يعيش الرواد في الفضاء وماذا يأكلون ويشربون، أو يرتدون؟
تماماً كما البحار، والمحيطات، وكل ما هو مجهول، فإنّ الفضاء موضع اهتمام الكثيرين، خاصة أنّ رواد الفضاء يتلقون تدريباً خاصاً بهم، تجهيزًا لهم لظروف الحياة غير الملائمة للبشر، ومنها انعدام الجاذبية ودرجات الحرارة الشديدة.
الطعام والشراب
وتختلف ظروف الحياة في الفضاء بشكل جذري عنها على كوكب الأرض، مما يشكّل العديد من التحديات فيما يخص استهلاك الطعام والشراب.
فعلى سبيل المثال، تمنع مستويات الجاذبية المنخفضة الرواد من إضافة الملح إلى طعامهم، حيث ستتطاير جزيئاته وتؤدي إلى انسداد فتحات التهوية في المركبة الفضائية. لذلك يتم توفير الملح على شكل سائل، تماماً كما الكاتشاب.
ومن الجدير بالذكر أنّ حاجة الرواد للسعرات الحرارية وهم في الفضاء أكثر منها وهم على الأرض، فتحتاج امرأة صغيرة الحجم ما يقارب 2000 سعرة حرارية، بينما يحتاج الرجل كبير الحجم ما يعادل 3200 سعرة حرارية.
لذلك، يجب على رواد الفضاء استهلاك ثلاث وجبات مغذية يومياً، ويتم تجهيزها في أفران الميكروويف. كما يتم تخزين الطعام في أكياس بأقفال سحابية، وأكياس المعالجة الحرارية، والعلب، ذلك بفضل وزنها الخفيف، وحجمها الصغير، وإغلاقها المحكم، ما يمنع فساد الطعام وتسربه.
وتتنوع الأطعمة التي يتناولها رواد الفضاء، حيث تشمل الفواكه، والمأكولات البحرية، واللحوم، والدجاج، والمكسرات، وزبدة الفول السوداني، والحلوى، والبراونيز.
كما يعدّ هذا التنوع تطوراً كبيراً، حيث كان طعام الفضاء سابقاً ليس إلا طعاماً مجففاً أو معجوناً في أنابيب.
ويشرب الرواد الماء من عبوات خاصة مجهزة بأنابيب رفيعة وفوهات. أما مصادر المياه فإنها تشمل الماء الذي يتم جلبه من الأرض، والماء المُعاد تدويره من بول وعرق رواد الفضاء، والماء الناتج عن عملية التكثيف التي تجمع الرطوبة من الهواء.
وتجدر الإشارة إلى أنّ درجات الحرارة في الفضاء في غاية الشدة، حيث تبلغ 250 درجة فهرنهايت تحت الصفر في مدار الأرض، بينما تصل إلى 250 درجة في ضوء الشمس. لذا، يرتدي الرواد البدلات الفضائية المخصصة لحمايتهم من هذه الظروف في أثناء عملهم خارج المركبة الفضائية.
وتعمل هذه البدلات على توفير الأكسجين والماء لهم أثناء عملهم خارج المركبة، كما تحميهم من التعرض للإصابات بسبب الغبار الكوني، والذي يكون خطيراً كما الطلقات النارية بسبب حركته فائقة السرعة في الفضاء. عدا عن ذلك، تحمي هذه البدلات بصر رواد الفضاء من أشعة الشمس.
من ناحية أخرى، فإنهم يرتدون الملابس العادية التي يرتدونها على الأرض أثناء تواجدهم داخل المركبة الفضائية، حيث يتم ضبط درجات الحرارة فيها، ومستوى الرطوبة، وضغط الهواء لتكون تماماً كما على الأرض.