يُعد القرن التاسع عشر الميلادي تحديداً على أنه عصر ظهور الجيولوجيا الحديثة، كما يعد وضع العمود الجيولوجي أو ما يسمى بسلم الزمن الجيولوجي (سجل الأرض) من أكثر وأهم إنجازات هذه المرحلة، حيث يعد هذا العمود الجيولوجي بأنه الطريقة التي يتم من خلالها تقدير الزمن الجيولوجي، كما يقدم إطاراً زمانياً نسبياً يعمل على ترتيب الأحداث الجيولوجية التي أثرت في تاريخ نشأة القشرة الأرضية، كما يساعد هذا الإطار على استنتاج الظروف التي سببت في تكوين الصخور والتراكيب الجيولوجية المختلفة المكونة للقشرة الأرضية كما تكاثفت استنتاجات وبحوث علماء جيولوجيين وذلك في سبيل التوصل لعمل العمود الجيولوجي.
ومن هذه الجهود ما قام به أردونيو في تصنيف الجبال بالاعتماد على طريقة تكوينها الصخري وكانت أربعة أنواع ثم تبعه فيرنر الذي عمل على تطوير هذا التصنيف من خلال ترتيب صخور القشرة الأرضية ترتيباً زمنياً بالاعتماد على نوعها، لكنه لم يتمكن من فهم العلاقة بين الصخور وتاريخ تكوينها، كما أن فرضية الوتيرة الواحدة التي تم وضعها من قبل العالم هتن كان لها دوراً كبيراً في تفسير الأحداث الي ساعدت على إرساء العمود الجيولوجي، كما يوجد إنجازات للعلماء الجيولوجيين خلال القرن التاسع عشر مثل العالم جورج كوفييه الذي يعتبر مؤسس علم تصنيف الفقاريات والأحافير الفقارية.
كما أنه وضع نظرية الكوارث التي تنص على أنه (خلال فترات متفاوتة ومختلفة من عصر الأرض حصلت تغيرات على سطح الأرض بصورة مفاجئة مثل الأعاصير والفيضانات حيث تسببت هذه التغيرات في انقراض نوع من الحياة ونشوء حياة جديدة)، والعالم جان لامارك الذي يُعد أول من أسس علم الأحافير اللافقارية، كما اعتقد أن بقايا الكائنات الحية المنقرضة توجد في طبقات صخرية معينة وتوجد داخل باطن القشرة الأرضية، كما أنه وضع نظرية في التطور العضوي وبيّن فيها إلى أن هناك تغيرات تحصل في صورة تدريجية بالكائنات الحية مع مرور الزمن كما بينها ووضحها السجل الأحفوري لهذه الكائنات.
وأخيراً العالم سميث الذي كان من إنجازاته أنه استخدم الأحافير لمعرفة طبقات الأرض والربط بينها على مسافات طويلة في طبقات الصخور الأرضية، ثم قام الجيولوجيون بترتيب الصخور الأرضية التي تحتوي على أحافير بصورة عمود يسمى العمود الجيولوجي، إذن يمكننا إعتبار السلم الزمني الجيولوجي بأنه السجل الصخري للأرض حيث يبرز تاريخ الأرض الطويل ويحدد الأزمنة الجيولوجية التي مرت بها الأرض.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.