ماهي المعاهدة التي أنهت الحرب العالمية الأولى؟

الكاتب: سامي -
ماهي المعاهدة التي أنهت الحرب العالمية الأولى؟

كانت مُعاهدة فرساي (بالفرنسية: Traité de Versailles) واحدة من أهم معاهدات السلام التي قامت بإنهاء الحرب العالمية الأولى، أنهت هذه المعاهدة حالة الحرب بين كل من ألمانيا بالإضافة إلى دول الحلفاء، تمّ التوقيع على هذه المعاهدة في (28 يونيو 1919) في مدينة فرساي، وذلك بعد خمس سنوات بالضبط من اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند، والتي أدت مُباشرة إلى الحرب.

وقعت القوى الأوروبيّة في الجانب الألماني مُعاهدات منفصلة، على الرغم من أنّ الهدنة الموقعة في (11 نوفمبر 1918)، أوقفت القتال، إلا أنه استمرت مُفاوضات الحلفاء في من أجل عقد إتفاق السلام مدة ستة شهور.

سُجلت معاهدة فرساي من قبل أمانة عصبة الأمم في (21 أكتوبر 1919) وكان من بين أحد الأحكام الواردة في بنود المعاهدة، وهو أهم وأخطر بند هو ” مسؤولية ألمانيا وحلفائها عن التسبب في كل الخسائر والأضرار”.

أطلق على هذه المادة (231)، اسم بند ذنب الحرب، تطلبت معاهدة فرساي من ألمانيا أن تتنازل عن سلاحها، وتُقدم تنازلات إقليمية كبيرة، وتدفع تعويضات لبعض البلدان.

في عام (1921)، كانت تكلفة هذه التعويضات بـ (132) مليار مارك (ثم 31.4 مليار دولار أو 6.6 مليار جنيه إسترليني، أي ما يعادل تقريبًا (442) مليار دولار أمريكي أو المملكة المتحدة 284 مليار جنيه استرليني في عام 2020).

في ذلك الوقت، توقع الاقتصاديون، ولا سيما جون ماينارد كينز (مندوب بريطاني في مؤتمر باريس للسلام)، أنّ المعاهدة كانت قاسية للغاية – “سلام قرطاجي” – وقالوا أنّ رقم التعويضات كان مُفرطًا وعكسيًا، حيث أنّه منذ كان موضوع نقاش مُستمر من قبل المؤرخين والاقتصاديين، من ناحية أخرى، انتقدت شخصيات بارزة من جانب الحلفاء، مثل المارشال الفرنسي فرديناند فوش، المعاهدة لمعاملة ألمانيا بشكل متساهل للغاية.


كانت نتيجة هذه الأهداف المتنافسة والمتضاربة في بعض الأحيان بين المنتصرين حلاً وسطًا لم يترك أحد راضيًا، وعلى وجه الخصوص، لم يتم إرضاء ألمانيا أو التوفيق بينها وبين الدول الأخرى.

أدى ضعف ألمانيا إلى خلق مشاكل عن معاهدة فرساي، مما أدى إلى معاهدات لوكارنو، التي حسنت العلاقات بين ألمانيا والقوى الأوروبيّة الأخرى، وإعادة التفاوض بشأن نظام الجبر الذي نتج عنه خطة داوس، وخطة يونغ، وتأجيل التعويضات إلى أجل غير مسمّى في مؤتمر لوزان عام (1932).

وقد تمّ الاستشهاد أحيانًا بالمعاهدة باعتبارها سببًا للحرب العالمية الثانية على الرغم من أنّ تأثيرها الفعلي لم يكن شديدًا كما كان يُخشى، إلّا أنّ شروطها أدت إلى استياء كبير في ألمانيا مما أدى إلى صعود أدولف هتلر، على الرغم من أنّه يشار إليه غالبًا باسم “مؤتمر فرساي” ، إلا أنّ التوقيع الفعلي للمعاهدة لم يتم إلا في القصر التاريخي.


شارك المقالة:
122 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook