إن تبرد الكرة الأرضية ليس بالأمر المؤكد ويتجه الاعتقاد في أيامنا هذه حتى الإدعاء بأن الأرض تتسخن بفعل السخونة المنطلقة من انشطار العديد من العناصر المشعة التي تحتويها الصخور، وفي كل الحالات إذا حسبنا التبرد اللازم ليحصل تقلص قادر على تفسير الالتواءات الكبرى في السلاسل الجبلية، نجد أنها تصل إلى أرقام شديدة الإرتفاع بحيث يجب بلوغ حوالي 2400 درجة، من أجل تشكل الالتواءات الألبية لوحدها وهو رقم يتعارض إطلاقاً مع كل معطيات الجيو فيزياء.
لقد سبق وتم عرض نظرية توازن القارات حيث عرضها دوتون منذ عام 1889 واستأنفها مارسيل برتران عام 1900، وبمعزل عن كل فرضية تتعلق بتبرد الكرة وعن طبيعة نواتها المركزة هناك حركات تجنح لإعطاء الأرض شكلها المتوازن، تبدو قادرة بما فيه الكفاية لتفسير نشوء السلاسل الجبلية، ولا يستطيع هذا التشكل التوازني في حالة افتراض أن الأرض كانت متجانسة أن يكون سوى مجسم ناقص ذو دوران منتظم، ولكن بما أنها غير متجانسة فإن التوازن لا يتم إلاّ إذا حصلت انتفاخات حيثما توجد تراكمات من مواد أقل كثافة.
كما حصلت منخفضات في النطاقات الأكثر ثقلاً وهكذا يجد توازن القارات تفسيرة لأنه حسب رأي دوتون صاحب النظرية حيث قال (هذا التوازن هو شرط توازن الشكل الذي يجنح الدوران عن طريقة لتصغير جسم سياري أو كوكبي سواء أكان متجانساً أم لا)، يبدو أن شروط توازن سطح الكرة تعرض للنقوض بفعل الحت الذي يجتث التضاريس القارية ويكدس في المنخفضات الجيوسنكلينالية، ولا ينكن لشروط التوازن هذه أن تستقيم إلاّ على إثر انتقال المادة الزائدة نحو الحواف المحيطية.
حيث تأتي المادة الزائدة للتكدس بفعل الدفعات التماسية على شكل طيات متوازية ومسكوبة في نفس الإتجاه أي على شكل سلاسل جبلية، لهذا يكون من الضروري أن نقبل هنا بوجود نوع من استمرار في الملامح البنيونية للكرة ولا سيما بالنسبة للقيعان المحيطية، وبالتالي أن نقبل بتزايد الرقع القارية بشكلٍ بطيء لكن يكون مستمراً، وعلى كل حال فإن مفهوم توازن القارت يتطلب وجود لزوجة إجمالية كبيرة جداً في الكرة ولكن هذا المفهوم يظل غير كافي لوحده لتفسير تعقد الحركات المولدة للجبال، ولكنها تظل مع ذلك عاملاً هاماً يجب أن نحسب حسابه إذا أردنا فهم تشوهات القشرة الأرضية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.