يُعثر على المستحاثات في الصخور الرسوبية التي تميزها، فالمستحاثات التي اكتشفت في الصخور الشيستية المتبلورة تبرهن بكل بساطة على أن هذه الصخور هي صخور رسوبية قديمة متحولة، وتكون المستحاثات في الرسوبيات المتراصة مطموسة المعالم وتستعصي على الاستخراج، لذا يجب فحص سطوح الصخر التي تنفصل عنها دائماً ببعض أقسام من القواقع، ومن الممكن أحياناً رؤية عينات مكشوفة جزئياً بواسطة الحت الجوي أما في الرسوبيات الطرية كالصخور المارنية والمارنية الكلسية فإنه يكون من السهل استخراج المستحاثات.
كما يمكن التقاط القواقع من الصخور البحرية مثل الفالون أو الرمال الثلاثية في حوض باريس، كما تلتقط القواقع من شاطئ رملي حالي، وهنا تكون المستحاثات محفوظة دائماً بشكلٍ ممتاز وأحياناً تحتفظ بألوانها الأصلية، وقد تكون المستحاثات معزولة في الصخور أو مجتمعة، وقد يكون لهذه التجمعات أسباب بيولوجية خاصة بالنسبة للعضويات التي تكون على شكل مستعمرات مثل البوليبات أو الروديستات، التي تعيش على شكل أرصفة مشتركة مع زمرة من النباتات أو الحيوانات المتعايشة وهكذا يمكن مقارنة مثل هذه الوحدات البيولوجية.
التي احتفظت حتى يومنا هذا مع المستعمرات الحالية أي ما يسمى بالبيولوجيا القديمة وتؤلف أرصفة البوليبات المستحاثة هذه الصخور الكلسية الرصيفية، وتصبح ساقات أصداف حيوانات المحار أو القوقعيات الآخرى مثل صخور اللوماشيل، ولكن قد ينتج تكدس المستحاثات عن أسباب أخرى ففي الواقع تؤدي التيارات البحرية أحياناً إلى تكدسات مماثلة بسبب عملية الإنجرار البسيط مثل صخور البريش الكاذبة ذات الأمونيات في التيتوني، أو بسبب تبدلات فجائية في شروط البيئة مما يؤدي إلى قتل جماعي يصيب العضويات التي جرفتها تيارات ذات حرارة مختلفة جداً عن بيئتها.
مثل الرسوبيات ذات الأمونيات الفوسفاتية في طابق الألبياني والفوسفات الحاوية على أنقاض الفقاريات في أمريكا الشمالية، كما يؤدي إنبثاق روائح كريهة إلى إبادة أعداد كبيرة من الكائنات الحية مثل طبقات هياكل الطيور في سانجيران أو جريان مياه خانقة من ينابيع مجاورة إلى حوض مأهول بالحيوانات، مثل طبقات الأسماك في صخر كوبرشيفر في البيرمي الألماني أو طبقات الثلاثي في بوتو بجوار باريس.
والنموذج المكمني الحاوي على المستحاثات والذي يجب الإهتمام به، هو النموذج الذي تحقق في بعض الكهوف أو التجاويف المحفورة في الصخور الكلسية بفعل المؤثرات الكارستية، والتي استطاعت مياه السيلان أن تكدس فيها الأنقاض العضوية السطحية مع البقايا الغضارية الناتجة عن التأكلس (إنحلال الكلس).
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.