إن الصخور الملحية (جبس وآنهيدريت، ملح صخري وأملاح البوتاس) هي صخور ترسيب كيميائي، فإنها تظهر على شكل مسافات منتظمة للغاية، وتكون غالباً متطبقة بنعومة متناهية، فسرت كما لو أنها تناوبت سنوية، وبالحقيقة نشاهد في الطبيعة الحالية حدوث تناوبات شبيهة بتلك في توضعات لاغون قره بوغاز: ميرابيليت في الشتاء، تينارديت (كبريتات لا مائية) في الصيف، ونجد هذه التناوبات واضحة للغاية في مكمن بوتاس الألزاس خاصةً حين تتناوب الطبقات الغنية بالسيلفين مع الطبقات الغنية بالملح الصخري مع فواصل تتراوح سماكتها من 1 إلى 2 ديسي متر.
والفرضية القائلة بأن هذه الطبقات تقابل تناوبات سنوية وإن كانت موضع انتقاد ليس فيها شيء مستبعد، بالرغم من أن الترسيب الحطامي عودنا على تواترات أكثر بطئاً، لكن يجب أن ننسى أن الترسيب هنا منظم بعمل تبخر المياه المتبقية، وقد تمكن أحد الباحثين من إثبات أن توضع طبقة سماكتها 2 ديسي متر فإنه يفترض بتبخر شريحة ماء لها بنفس السطح وسماكتها بحدود المتر، مما لا يوحي بشيء غير متوقع فينجم عن ذلك أن المكامن الملحية لا تمثل سوى فصول عابرة في المدة الواسعة من الأزمان الجيولوجية.
نبدأ بالقول بأن مكمناً غير محمي بسقف كتيم قد يكون عُرضة للفساد من قبل المياه التسريبية (انحلال الملح الصخري والجبس، تحول الآنهيدريت إلى جبس)، وتفسر لنا سهولة الفساد هذا سبب ندرة مكامن الملح المتكشفة وإغتنائها على العكس في العمق، ومع هذا فإننا نعلم بوجود مكامن ملحية لها شرائط تكمّن فريدة، كما أنها تشكل أكداساً جسمية سطحية.
مما يشكل تناقصاً ظاهرياً لصخور ذوابة بشكلٍ رئيسي كهذه (جبال ملح افريقيا الشمالية) أو قبباً حقيقية منحدرة من أعمدة ملحية عميقة رفعت الأراضي السطحية (قبب ملح التكساس، هانوفر، الألزاس)، وإن شرائط كهذه لا يمكن أن تفسر إلاّ إذا افترضنا أن الملح يصعد من هذه المكامن العميقة نحو السطح، ولا يتم صعود هذه الأعمدة الجسمية دون حصول تشويهات بالصخور المجاورة التي تترقق وتنتزع كما يفعل على محيط القبة، وتنتشر الصخور الملحية على السطح على شكل بقع غير منتظمة تقريباً أمكن مقارنتها مع قشور القوباء (أكزيما).
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.