تمّ توقيع هدنة بريست ليتوفسك بين روسيا والقوى الأوروبيّة (ألمانيا، النمسا-المجر، بلغاريا، الإمبراطورية العثمانية) في ديسمبر(1917)، وتمّ إعلان وقف إطلاق نار بشكل رسمي في (15) ديسمبر في الحرب العالميّة الأولى، حيث أوقفت روسيا عن القتال في الحرب، ووُقعت شروط سلام بين الدول والتي كانت أكثر تعقيدًا.
بدأت المفاوضات في بريست ليتوفسك في (22) ديسمبر، وكان على رأس وفودهم وزراء الخارجية ليون تروتسكيل (1879-1940)، وريتشارد فون كولمان من ألمانيا والكونت أوتوكار تشيرنين من النمسا.
في منتصف فبراير، فشلت المفاوضات، عندما اعتبر تروتسكي الغاضب أنّ شروط القوى الأوروبيّة مُجحفة للغاية ومطالبهم بالأراضي غير مقبولة.
استؤنف القتال لفترة وجيزة على الجبهة الشرقية، لكن الجيوش الألمانية تقدمت بسرعة، وسرعان ما أدرك لينين وتروتسكي أنّ روسيا، في حالتها الضعيفة، ستضطر إلى الاستسلام لشروط العدو.
استؤنفت المفاوضات في وقت لاحق من ذلك الشهر، وتمّ التوقيع على المعاهدة النهائية في(3) مارس (1918)، بموجب شروط مُعاهدة بريست ليتوفسك،
وقامت روسيا بالاعتراف باستقلال أوكرانيا وجورجيا وفنلندا، وتخلت عن بولندا ودول البلطيق ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا إلى ألمانيا والنمسا والمجر؛ وتنازلت عن كارس وأردهان وباتوم لتركيا.
وتشكل الخسائر الإجمالية حوالي مليون ميل مربع من الأراضي الروسيّة السابقة، ثلث سكانها أو حوالي (55) مليون شخص، غالبية مخازن الفحم والنفط والحديد، والكثير من صناعتها، وصف لينين بمرارة التسوية بأنّها “هاوية الهزيمة، وتقطيع أوصال، والاستعباد والإذلال”.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.