إن الذي منح هذه الأرضي اسمها هو الوجود المتواتر لصخر معروف جيداً هو الحوّار chalk ولكن في الحقيقة لا نعثر على هذا الصخر إلاّ في القسم العلوي من الكيريتاسي، إذ توجد رزمة كاملة من طبقات كريتاسية تابعة لا تحتوي ضمنها على الحوار، مما أدى لأول تقسيم إلى كريتياسي أسفل (بدون حوار)، كريتاسي أعلى (مع حوار) ويكون التخم العلوي دائماً ملحوظاً جيداً بانحسار وبثغرة ترسب وكذلك الوضع في التخم السفلي في القيم الأعظم من أوروبا الذي يتميز بالعوم البوربيكي، ولكن نجد في كثير من مناطق أخرى أن الانتقال يكون مستمراً من الجوراسي إلى الكريتاسي ويتم بسحن بحرية (تيتوني) بحيث لا يكون الفصل بين المجموعين قائماً بيقين إلا بدراسة مستحاثات النطاقات.
وقد كانت الأمونيات هنا هدفاً لأبحاث تقليدية قام بها كليان ومعاونوه، حيث عملوا على تقسيم الكريتاسي بشكلٍ فرعي (كريتاسي أعلى، كريتاسي أسفل)، أما من وجهة النظر إلى علم المستحاثات فقد اكتسب النبيت الكريتاسي الصفات الحالة، حيث يتميز عن النبيت الجوراسي بتألق وانتشار كاسيات البذور (أحاديات الفلقة وثنائيات الفلقة)، ولكن كانت لا تزال حين إذ الكثيرات من عاريات البذور متواجدة، كما تلاشت الأخيرة منها خلال الكريتاسي الأدنى، ويكون الوحيش متميزاً بشدة إنتشار مجموعة الروديست البناءة والمنخربات الكبرى والإسفنجيات السيليسية والكلسية.
وقد استمرت الأمونيات خلال الكريتاسي الأسفل ولكنها تناقصت بكل وضوح بدءاً من الكريتاسي الأعلى، حيث تلاشت خلاله، ولكن الأشكال المبسوطة كانت فيه وفيرة وقد امتد الأجل بشكلين باليوزوئيكيين من أشباه الزنبقانيات بشكل مستغرب، أما لدى الآخينوسات فإن اللامنظمات هي التي تفوقت على المنتظمات بل وهناك الكثير من اللامنتطمات تكون خاصة بالكريتاسي وهناك جنسان من صفيحيات الخياشيم عديدان بشكلٍ خاص، ونذكر من بين الفقاريات كمميزات الكريتاسي السمك والزواحف (ثعبانيات الشكل)، وبعض الزواحف العملاقة مثل الديناصوريات وأخيراً الطيور اللبونة ذات الأسنان.
أما من وجهة النظر الجيولوجية القديمة فإننا سنعثر في الكريتاسي على الملامح الكبرى للعصر السابق أي تضاد بين المنطقة الميزوجيئية الألبية والمنطقة الشبه قارية الهيريسينية، المغطاة بشكلٍ متفاوت بالطغيانات البحرية القادمة من الشمال ولكن لا سيما من الجنوب والتي ستتخذ على العموم النمط الفوق قاري، وهكذا وبعد الإنحسار الذي اتصف به الجوراسي الأعلى في حوض باريس عاد البحر من الجنوب بدئ من الكريتاسي عن طريق مضيق كوت دور، وابتداً من هذه الفترة لن يتوقف الطغيان نحو الشمال عن الإستفحال خلال الأزمنة الجيولوجية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.