لقد صدر اسم الجوراسي من أراضي الجورا في شرق فرنسا وهي سلسلة مؤلفة في معظمها من هذه الصخور، ولقد قادت الدراسات التقليدية التي قام بها الجيولوجيين ليوبولد ودوبوشإلى أن يميزا في هذه السلسلة ثلاث مجموعات كبرى إستناداً إلى مظهر الصخور المكونة لها، وهي عبارة عن الجورا الأسود وهو أقدمها ويعادل اللياس والجورا الأسمر أو الجوراسي الأوسط أو دوغر بالإضافة إلى الجورا الأبيض أو الجوراسي الأعلى أو مالم، ولقد أدخلت الدراسات الباليونتولوجية فيما بعد والتي قام بها العلماء الجيولوجيين منهم أوبل وقسموها لتقسيمات عديدة.
وهكذا نجد أن أوبل خلال درساته أن توزع الآمونيات توصل إلى أن يميز في الجوراسي 33 نطاقاً متعاقباً حاول على آثرها أن يطبقها على مناطق أخرى، هكذا تولد مفهوم النطاق الباليونتولوجي والذي لم يلبث أن لحق به مفهوم السحنة ولقد تم استخدام هذين المفهومين امتداداً على أيدي الجيولوجيين المتأخرين، وقد قادت هذه العرفية على شكل طبقات والتي استخدمها الجيولوجييون الفرنسيون وتم تطبيقها على هذه الزمرة مما قادت إلى التصنيف الذي تم الإتفاق عليه (جوراسي أعلى، جوراسي أوسط، جوراسي أسفل)، ويتميز نبتي الجوراسي بهيمنة عاريات البذور وولادة آوائل ذوات الفلقتين.
أما الوحيش فقد كان متميزاً على الخصوص بظهور البليميت وبشدة انتشار الآمونيات، وتكون التكوينات الرصيفية متواترة كما تكون المدخنات المجتمعة فيها مع آوائل العصر، أما الزواحف فقد كانت في أوج ازدهاها والزواحف السميكة والديناصورات العملاقة أيضاً، وبدأ ظهور الزواحف المجنحة في هذه الفترة، وعلينا الإنتظار حتى نهاية الجوراسي كي يظهر أول طير وهو آركيوبتيريكس في حين ظهرت اللبونات العديدة الدرنيات منذ ما تحت اللياس، أما من وجهة النظرة الجيولوجية القديمة فليس هناك أكثر من اختلاف ضئيل جداً بين نهاية الترياس وبين بداية الجوراسي.
فقد ظلت المناطق الرومية المتوسطة والألبية مشغولة ببحر عميق بدأ يُجنح نحو الإتساع وهو بحر ميزوجيه في حين أصبح المجال القاري لشمالي أوروبا وهي بقية من السلسة الهريسينية القديمة وإرث الترياسي، حيث أصبح شيئاً فشيئاً خاضعاً لإجتياح طغيانات بحرية قادمة من الجنوب والتي لم تكف عن التقدم طيلة كل الجوراسي وفي هذا النطاق الذي اجتاح البحر كانت تأخذ منطقتين بالتمايز والتفرد.
فمنها مناطق ظلت ناتئة أو هورستات هيرسينية والتي لم تكن إطلاقاً مغطاة بالبحر والتي سيكون للجوراسي من حولها سحنة ساحلية، وهي إنجلترا باستثناء الجنوب الشرقي، بريتانيا، الماسيف، سينترال فرنسية، الكتلة الشيستية الرينانية، الكتلة البوهيمية ومحيطاتها، السطحية الروسية، جبال الفوج، الغابة السوداء في ألمانيا، جبال مور استيريل في جنوب شرق فرنسا، جزيرتي كورسيكا وساردينيا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.