كانت الإمبراطورية البيزنطية في القرنين التاسع والعاشر وجزء من القرن الحادي عشر ميلادي، تحت حكم أباطرة مقدونيين مثل الإمبراطور “نقفور فوكاس”، وقد توفرت لتلك الإمبراطورية طبقة مميزة من الموظفين وإدارة مالية ونظام قضائي وحنكة دبلوماسية عظيمة في التعامل مع الشعوب الأخرى.
الإمبراطورية البيزنطية:
كانت علاقة القسطنطينية بروما تحكمها عقد دينية ترجع للقرن الثاني ميلادي، حيث كان اللاتينيون يحتقرون البيزنطيين، وقد كان هناك شاعر روماني ساخر تخصص في الانتقاص من قدر الإغريق القدماء بالهجاء، وقد كانت روما عاصمة أقوى كيان سياسي في القرن الثاني ميلادي واستمرت هذه الحال حتى بعد سقوط روما، أما البيزنطيون بعد سقوط روما فكانوا يعتقدون أنهم ليسوا ورثة الأغريق فحسب بل من ورثة الإمبراطورية الرومانية أيضاً، بينما الفرنجة والنورمان والألمان هم من فروع شجرة البرابرة.
كما اعتبروا إمبراطورية شارلمان اغتصاب وقحاً من الغرب اللاتيني، وهذا بالإضافة إلى خلافات الكنيسة وقد انقطعت العلاقات تماماً بين بيزنطة وروما في عام 1053 ميلادي، وقد بدأ التدهور الفعلي للإمبراطورية البيزنطية في أواخر القرن الحادي عشر ميلادي، وذلك بعد هزيمتهم هزيمة نكراء على يد السلاجقة الأتراك المتعصبين الأتراك 1071 ميلادي، وقد قال المؤرخ “هوشر” أن كثيراً ما غلب البيزنطيين على أيدي أعدائهم المسلمين وغير المسلمين لكنهم لم يهزموا يوماً، مثل هزيمتهم في شمالي “بحيرة وأن الأرمنية” في عام 1071 ميلادي.
وقد كانت الإمبراطورية البيزنطية تعتمد كل الاعتماد على أقاليمها الآسيوية التي ولت عنها إلى المسلمين بعد هذه الواقعة، فقد كانت من تلك الأقاليم خيرة جنودها وملاحيها العاملين في الأسطول، وقد قام الإمبراطور “رومانوس” أسيراً في هذه المعركة، ثم عاشت الإمبراطورية البيزنطية ثلاثة قرون أخرى يغلب عليها الاضمحلال، وقد ساهم الغرب اللاتيني في ذلك حتى سقطت تماماً في منتصف القرن الخامس عشر ميلادي على أيدي العثمانيين في عام 1453 ميلادي.
وقد كانت الإمبراطورية البيزنطية تعتبر دولة مسيحية تواجه أعداء غير مسيحين ومن ثم يمكن مساعدتها، كما أنها كانت تعتبر دولة ملونة متحدية لروما ومعادية لكل حركة تبشيرية كاثوليكية في الجنوب الشرقي من أوروبا، وقد رأى النورمان بأن أسهل طريقة للتفاهم مع بيزنطة هي خلع الإمبراطور وفتح القسطنطينية، وقد تحقق ذلك فعلاً فيما بعد عندما تحولت الحملة الصليبية الرابعة من غرضها الصليبي، وقامت بنهب القسطنطينية وظلت تحت الحكم اللاتيني خمسين عاماً.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.