إن علم الأرض (الجيولوجيا) تطور في العصر الحاضر بسبب الإسهامات والإنجازات العلمية التي توصلت إليها الأمم الحديثة، وذلك كان منذ عصر النهضة وحتى القرن العشرين الميلادي، كما أن هذا التطور تسبب في إرساء النظريات العلمية التي تساعد في تفسير المظاهر الجيولوجية والتراكيب الجيولوجية الكثيرة، تلك التي يمكننا مشاهدتها على سطح القشرة الأرضية كما تعمل على المساعدة في تفسير أصل الكون وتاريخه ونشأته، أما في مجال دراسة الكون الواسع ومكوناته وما يشاهد من الأجرام السماوية فيه فإن الجيولوجيا تستعين بما هو متوافر من مفاهيم وحقائق ونظريات في ميدان علم الفلك.
ولكننا كما نعلم بأن هذه الأجرام السماوية يصعب بل يستحيل الوصول إليها بشكل مباشر ولذلك فإننا نجد صعوبة في دراستها بواسطة المشاهدة المباشرة، وما توصل إليه العلماء من معرفة حول هذه الأجرام السماوية قد حدث من خلال الطرق غير المباشرة، وكان في مقدمتها استخدام تقنية تحليل الأطياف الضوئية المنبعثة منها إلى الأرض حيث أنهم كانوا يستخدمون في ذلك جهاز المطياف الضوئي، وقد أفادت دراسات التحليل الطيفي للإشعاع الضوئي الصادر عن هذه الأجرام السماوية في اكتشاف الكثير عن طبيعتها مثل تركيبها الكيميائي ودرجة حرارتها وسرعتها النسبية بالإضافة إلى حجمها وكثافة مادتها.
أما دراسة أصل الأجرام السماوية وتاريخ نشأتها فقد توصل إليه العلماء بسبب مشاهداتهم الفلكية من خلال استخدام التلسكوبات والمراصد الفلكية التي قادت إلى وضع نظريات تقوم بشرح وتفسير كيفية نشأة هذه الأجرام مثل النجوم والكواكب والأقمار التي تتبع للكواكب، وأيضاً دراسة الشمس كنجم قريب من الأرض ومن ثم وضع نظرية أو أكثر عن نشأتها وتاريخ تطورها ومن ثم استخدام نظريات في تفسير نشأة النجوم البعيدة وما يدعم فرضياتهم وتفسيراتهم وهو يعتبر تطبيق فرضية الوتيرة الواحدة، كما يرى العلماء أن الكون هو مادة وطاقة.
كما تتركز مظاهر المادة في الأجرام السماوية القريبة منا والبعيدة أيضاً مثل السحب السماوية والنجوم والكواكب وغيرها، لكن الطاقة تتمثل بما يصل إلينا من إشعاع متنوع من هذه الأجرام السماوية (الإشعاع الضوئي والكوني والحراري) وما تحتويه هذه الأجرام من الطاقة الحركية بسبب حركتها.
إن ما نشاهده هو أجرام سماوية قريبة منا وتتمثل هذه بنجم الشمس والكواكب التي تسير حولها والنيازك والشهب والكويكبات والمذنبات التي تسمى المجموعة الشمسية، كما نرى أيضاً نجوماً أخرى غير الشمس تقع على مسافات غير واسعة في كوكبنا الأرض وأيضاً يقع في مجال مشاهداتنا المجرات والسدم والسحب الغازية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.