"تعاقب الليل والنهار. كيف يحدث تعاقب الليل والنهار. الظواهر التي تنتج عن دوران الأرض حول نفسها. الليل والنهار يسبحان في الفضاء. ظاهرة الليل والنهار فوائد الليل والنهار. تعاقب الليل والنهار:
تعاقب الليل والنهار هي عبارة عن ظاهرة طبيعية تحدث خلال حياة الإنسان، بحيث تحدث هذه الظواهر على كوكب الأرض يومياً وبشكل مستمر، كما يمكن اعتبارهما كفصول السنة الأربعة مهمة لاستمرار الحياة، فما حدوث هذه الظواهر إلّا من أجل تحقيق غايات وبوجود مسبب.
والمقصود بالنّهار هو طلوع الشمس من المشرق حتى غروبها، فيحدث النهار عند وصول الشمس إلى سطح الأرض، حيث يتم إنارة جميع المناطق التي وصلت إليها هذه الأشعة، في حين يتم تعريف اللَّيل بأنّه غياب أو اختفاء ضوء الشمس وانتشار الظلام مع وجود لمعان النجوم وظهور القمر بجميع أطوارهِ المُختلفة، كما في اللَّيل تنحجبُ أشعة الشمس وضوءها عن المنطقة.
كما أنّ الله عز وجل خلق الإنسان بصورة مشابهة لِخلق الليل والنهار؛ وذلك ليكون مُهيّأً للعمل والحياة وطلبِ الرزق في النهار، وعلى النوم والراحة في ساعات الليل التي تنتهي مع بداية ظهور الفجر، فالَّليل والنهار مُهمّة في حياة كل من الإنسان والحيوان والنبات، فبدون إحداهما تُصبح الحياة مُستحيلة.
اللَّيل والنهار كلمتان مُتضادتان، فدائماً يُشير اللَّيل إلى الظلمة، في حين يُعبّر النهار عن النّور والضياء، وعلى الرغم من هذا التضاد إلّا أنّهما يسيران في نظام دقيق، حيث لا يتعدَّى أحدهما على الآخر، بحيث كانت هذه الظاهرة هي أول ظاهرة استطاع الإنسان معرفتها وتمييزها منذ أن وُجد على سطح الأرض، وذلك من خلال نظرهِ إلى السماء ومشاهدة شروق وغروب الشمس.
كيف يحدث تعاقب الليل والنهار؟
الجميع يعلم بأنّ الأرض لها دورتان: الأولى هي دوران الأرض حول الشمس والتي تستمرُّ سنة كاملة حتى ينشأ عنها الفصول الأربعة، والثانيّة هي دوران الأرض حول نفسها، حيث تستمرُّ 24ساعة لينشأ عنها تعاقب الليل والنهار، ففي أثناء دوران الأرض حول نفسها سيصبح جزء منها مقابل للشمس والجزء الآخر سيكون بعيداً عن الشمس، لذلك سيظهر النهار في الجهة التي تكون فيها الأرض قريبة ومقابلة للشمس، في حين أن الليل يظهر في المناطق التي تكون فيها الأرض بعيدة عن الشمس؛ وبسبب بطئ حركة دوران الأرض حول الشمس، فإنّ تعاقب الليل والنهار يحدث بشكل تدريجي.
يُلاحظ أنّه في الصيف يكون النهار طويلاً والليل قصيراً، في حين يكون الليل طويلاً والنهار قصير في فصل الشتاء؛ ويعود السبب في ذلك هو ميلان محور الأرض الذي يؤثّر على وصول أشعة الشمس لسطح الأرض، ممّا يجعل هذا الأمر يقوم بإثبات أنّ دوران الأرض يكون مُنحرفاً وليس عموديّاً، ففي حال بقيت الأرض ثابتة لا تتحرَّك ستنقسم إلى قسمين: أحدهما يبقى مُعتماً طوال السنة ولأصبح مُتجمّداً نتيجة عدم تعرُّضه للشمس، والآخر يكون مُضيئاً على مدار السنة ولأصبح حاراً لا يصلح للعيش واستمرار الحياة فيه نتيجة حرارة الشمس المُستمرَّة.
الظواهر التي تنتج عن دوران الأرض حول نفسها:
تعاقب الليل والنهار: وهو ما تمّ شرحهُ في الأعلى.
حركة الرياح: والناتجة عن اختلاف الضغط الجوي، بحيث تقوم حركة الأرض حول نفسها بجعل حركة الرياح تسير بالاتجاه المُعاكس لاتجاه حركة الأرض.
انجراف الأجسام المُتساقطة على سطح الأرض: تختلف الأماكن التي تسقط عليها الأجسام القادمة من الفضاء؛ ممّا يؤدي إلى عدم الدّقّة في قياس سقوط الأجسام والمَكْوكات الفضائيّة.َ
ظاهرة الليل والنهار:
يتحرّك كلٌّ من الليل والنهار بنفس الاتجاه، كما أنّهما يَسْبحان حول الأرض بسبب دورانها حول نفسها؛ كما جاء في قوله تعالي: “وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كُلٌّ في فلك ٍ يُسبحون”، فكما أنّ للشمس والقمر فلكٌ خاصٌّ تسبح به، فهناك حركة دائمة ومُستمرَّة ومنتظمة لليل والنهار، لتدلّ هذه الحركة على كرويّة الأرض.
وبما أنّ القمر يدور حول الأرض في مدار محدّد، وكما أنّ الأرض أيضاً تدور حول الشمس في مدار محدّد، فإنّ الليل يدور ويلف أيضاً حول الأرض، ويُكوّر ويُحيط بالنهار، الأمر الذي يجعل سرعة حركة كل منهما هي نفسها سرعة دوران الأرض حول محورها.
كما أنّ كلّاً من الليل والنهار يتداخلان في نقطة تحيط بالأرض حيث تُعبّر هذه النقطة عن المنطقة التي يكون في أحد وجهيها شروق للشمس، وفي الوجه الآخر غروبها، حيث تكون منطقة التَّداخل هذه غير مستقيمة أو مُتعرجة إنّما تكون على شكل دائرة تُحيط بالكرة الأرضيّة، كما أنّ المنطقة التي تتوسَّط بين الليل والنهار تظهر على شكل خيط رفيع يفصل بين النور والظلام.
يوجد اختلافات مُتعدّدة بين منطقة الليل ومنطقة النهار على سطح الأرض، ومن هذه الاختلافات:
الاختلاف في درجات الحرارة.
الاختلاف في كميّة الأشعة الكونية التي تسقط على كل من الليل والنهار.
اختلاف في تأثير المد والجزر.
اختلاف في أساليب الحياة للكائنات الحيّة والنباتات، فلولا هذه الاختلافات لما استمرَّت الحياة على سطح الأرض.
وعند النظر إلى سطح الأرض من الخارج نجد أنّ الظلام يغشى النهار على سطحها، حيث تكون الأرض مُحاطة بشكل كامل في الظلام، ليتمَّ التوصل في النهاية إلى أنّ الليل يلحق النهار ويحاول التقاطه دون أن يسبقه أو يتقدَّم عليه.
فوائد الليل والنهار:
استقرار وثبات درجات الحرارة على سطح الأرض لتبقى مُناسبة للحياة.
حدوث الليل والنهار مهمّة في نموّ النباتات وتكاثرها والقيام بكل عمليّاتها.
ينشأ عنهما اختلاف في التوقيت العالمي للدول كلٌ حسب مكانها من الكرة الأرضيّة.
اختلاف في كميّات الأشعة التي تسقط على أماكن محدّدة من سطح الأرض.
ساعدت دراسة الليل والنهار في إثبات كرويّة الأرض من خلال ميل محور الأرض وحركتها المستمرَّة والمنتظمة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.