بصرف النظر عن الحرارة التي نشأت عن الإصطدامات التي حدثت أثناء المرحلة الأولى لتكون الأرض، فقد كان هناك مصدران دائمان للحرارة عبر تاريخ الأرض، أحدهما داخلي نتج أغلبه من النشاط الإشعاعي والآخر خارجي نتج عن الطاقة الشمسية،.
تُسبب الحرارة القادمة من الداخل انصهاراً للصخور والنشاط البركاني، كما أنّها تمنح الطاقة اللازمة لبناء وحركة الجبال على امتداد صدوع الجزء للأعلى، أمّا درجات الحرارة الخارجية فهي المسؤولة عن المناخ وحركة الطقس، والتجوية وسقوط الأمطار وحركة الرياح.
نشأة القارات:
بدأ نمو القارات بعد مرحلة تمايز أغلفة الأرض مباشرة، واستمر ذلك النمو خلال الزمن الجيولوجي، إلّا أنّ أسباب تكون القارات لا تزال مبهمه وغير كافية، ويعتقد كثير من العلماء أنّ الصهارة تصاعدت من باطن الأرض المنصهر إلى السطح لتبرد وتتصلب وتكوّن قشرة من الصخور حتى تم انصهار تلك القشرة، ثم تعود لتتصلب مرة أخرى مكررة هذه العملية عدة مرُات؛ الأمر الذي يسمح للمواد قليلة الكثافة وخفيفة الوزن بأن تنفصل تدريجياً عن المواد الأكبر كثافة والأثقل منها لتشكل النواة الأولى للقارات.
إلى جانب ذلك فقد ساهمت المكونات الموجودة في الغلاف الجوي والمياه الناتجة عن سقوط الأمطار في تحليل وتفكيك الصخور، حيث ساعدت المياه والجليد بالإضافة إلى الرياح على التفكك الصخري، كما أنّها ساهمت في نقل الحطام الصخري إلى المناطق المنخفضة، مما أدى إلى تجمعها على شكل طبقات سميكة ساعدت في تكون الدلتاوات والشواطئ بالإضافة إلى قيعان البحار، حيث تكررت هذه العملية كثيراً وبعددٍ غير محدود مما أدى إلى تشكل الدورات التي بدورها كوّنت القارات.
نشأة المحيطات والغلاف الجوي:
يعتقد أغلب العلماء الجيولوجيين أنّ أصل مياه المحيطات والغلاف الجوي يعود إلى الأرض وعملياتها، إلى جانب ذلك فقد تشكلت المياه والغازات خلال عمليات التسخين والتمايز، حيث يعتقدون أنّ الماء موجود في الأصل في بعض المعادن كالأكسجين مرتبطاً بالهيدروجين، وأيضا وجود النيتروجين مرتبطاً كيميائياً في معادن أخرى، وخلال تسخين الأرض انصهر البعض من مكوناتها، مما أدى إلى انطلاق بخار الماء والغازات الأخرى التي تحملها الإنصهارات باتجاه السطح ثم تنقذف أثناء النشاط البركاني.
كما يعتقد جيولوجيين آخرين أن مياه المحيطات والغلاف الجوي تعود في أصها إلى سببٍ خارجي أُطلق عليه اسم “المذنبات”، أي أنّه حين قُذفت الأرض في المركلة البدائية لتكونها بعدد لا يُحصى من المذنبات والتي تكون مُحملة بالمياه والغازات تكونت المحيطات الأولية والغلاف الجوي.
يُعد الغلاف الجوي الأولي للأرض مختلفاً كلياً عن الغلاف الجوي الحالي، والذي يتكون من النيتروجين والأكسجين بشكل أساسي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.