قصة اختراع حافظات الطعام

الكاتب: سامي -
قصة اختراع حافظات الطعام
"حافظات الطعام
ما هي قصة اختراع حافظات الطعام؟
حافظات الطعام:

 

حفظ الأطعمة في الحضارات القديمة:

 

على الرغم من عدم وجود أدلة تاريخية لاستخدام مواد مخصصة لحفظ وسلامة الأطعمة، لكن منذ الأزل كان لا بدّ من إيجاد وسائل يتم استعمالها ليتم حفظ والأطعمة والقيام بعملية تخزينها وكي لا تفسد، يعتقد المؤرخون أنّه تم استخدام مواد مثل الأوراق وجلود الحيوانات لتخزين ونقل المواد.

 

كما تم استخدام الألياف التي تُصنع منها الملابس، لاستخدامها في تغليف المنتجات أو تشكيلها في أكياس، إنّ أهمية تعبئة وتغليف الأطعمة مهمة جدًا سواءً لحفظ الأطعمة وللحفاظ على حياة البشر من تعرض الأطعمة للفساد إن لم يتم تغليفها بشكل مناسب.

 

كما أصبحت جزءًا مهمًا من العلامات التجارية المخصصة لها، في الحضارات القديمة كانت المواد الحافظة تتم صناعتها من مواد طبيعية مثل جذوع الأشجار والأعشاب المنسوجة، منذ آلاف السنين كان يتم زراعة الطعام وإنتاجه محليًا وكان لا بد من ابتكار مواد حافظة تقوم بحفظ الطعام.

 

مع اكتشاف الخامات والمركبات المختلفة تم تطوير المعادن والفخار، ممّا أدى إلى أشكال تغليف أخرى من فترة ابتكار العلب المعدنية والأكياس البلاستيكية، قطعت عبوات المواد الغذائية شوطًا طويلاً في تاريخها، اليوم يوجد العديد من مواد التعبئة والتغليف والتصميمات للمواد الحافظة.

 

ما هي قصة اختراع حافظات الطعام؟

 

يعتقد العلماء أنّه خلال القرن الأول أو الثاني، كانت شعوب الصين القديمة تقوم باستعمال لحاء التوت لتغليف الأطعمة، في القرون اللاحقة، عندما أتقن الصينيون تقنياتهم في تصنيع الورق بدأ استعمال الورق في تغليف الأدوية، كان الورق من أقدم أشكال التعبئة والتغليف، تمت إعادة تطوير تقنية صناعة الورق ونقلها إلى الشرق الأوسط، ثم أوروبا وأخيراً إلى المملكة المتحدة واستخدامها في تغليف الأطعمة وأخيرًا تم استعماله في أمريكا عام 1690م.

 

لكن هذه الأوراق مختلفة عن الأوراق التي يتم استعمالها اليوم، تتم تطويره من لب الخشب حتى عام 1867م، واستخدامه في التغليف، في عام 1764م بدأ المصنعون بصناعة تصاميم عبوات معدنية لحفظ الطعام، لكن لم يستعمل أي منهم تلك العبوات لكونها سامة وضارة بالأطعمة فلم يكم في ذلك الوقت مواد معقمة في مصر القديمة، يعتبر الزجاج مع المعادن الثمينة كما يتم تخصيصه للملوك وللطبقات الثرية، على الرغم من أنّ صناعة الزجاج قبل مئات السنين، باعتباره فرعًا من الفخار، لكن تم تصنيعه لأول مرة في مصر عام 1500 قبل الميلاد.

 

تم استخدامه فيما بعد لحفظ الطعام، بحلول عام 1200 قبل الميلاد، تمت آلية صنع قوالب زجاجية يتم استعمالها لصناعة الأكواب والأوعية ووضع المواد الغذائية فيها، مع إعادة إدخال التقنيات المختلفة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، استمرت أسعار العبوات الزجاجية في الانخفاض.

 

كان أحد التطورات التي عززت استخدام الزجاج لحفظ الطعام هو ابتكار آلة أوتوماتيكية لصنع الزجاجات الدوارة، التي حصلت على براءة اختراع في عام 1889م، تقوم تلك الآلة بإنتاج 20000 زجاجة يوميًا، في العصور الوسطى تم استعمال الصناديق الخشبية كأجهزة لتخزين ونقل وتغلفة المواد والأطعمة.

 

فيما بعد تم تصنيع الورق المقوى التجاري في إنجلترا، بعد أكثر من 200 عام من اختراع الصين للورق المقوى، في خمسينيات القرن التاسع عشر؛ حوالي عام 1900م، بدأت علب الشحن من الورق المقوى في استبدال الصناديق الخشبية ذاتية الصنع المستخدمة في التجارة، بالصناديق المصنوعة من الورق، تمت صناعة وتطوير المواد الورقية التجارية الحافظة في بريستول بإنجلترا عام 1844م، قام المخترع فرانسيس وول بتطوير آلة لتصنيع الأكياس ووضع الأطعمة فيها في عام 1852م في الولايات المتحدة.

 

كما هو الحال مع العديد من الابتكارات، كان تطوير الكرتون أمرًا مهمًا في تغليف الأطعمة، كان روبرت جير يعمل في الطباعة في بروكلين، اكتشف أنّ قطع الورق المقوى غير متين ويجب ابتكار مادة أخرى أكثر متانة، تم إنشاء ورق الكرتون ولاقى نجاح باهر.

 

ازدادت شعبية تغليف الورق المقوى وورق الكرتون في القرن العشرين، مع ظهور البلاستيك كعنصر مهم في التعبئة والتغليف خاصة في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، أصبح المصممون يقومون باستخدام مواد التعبئة من البلاستيك بدل الورق.

 

فيما بعد توقف هذا الاتجاه استجابة للمخاوف بسبب البيئية والضرر عليها، فالبلاستيك يعد من المواد الضارة عليها، على الرغم من العثور عليه في القرن التاسع عشر، إلّا أنّه كان يُخصص للاستعمال العسكري فقط في زمن الحرب، بعد ذلك بفترة  الزمن تم اكتشاف القصدير في بوهيميا، وقاموا باستعماله بتغليف المواد والأطعمة المختلفة، عرفت علب الحديد المطلية بالقصدير في بافاريا في وقت مبكر من القرن الرابع عشر.

 

تطورت صناعتها بأشكال وتصاميم عصرية لحفظ المواد عبر أوروبا إلى فرنسا والمملكة المتحدة بحلول أوائل القرن التاسع عشر، تم اكتشاف كلوريد الفينيل في عام 1835م، ممّا ساعد على زيادة تطوير صناعة المطاط واستخدامها للتغليف، تم تحقيق الحفظ الآمن للأطعمة في عبوات معدنية أخيرًا في فرنسا في أوائل القرن التاسع عشر، في عام 1809م، عرض الجنرال نابليون هدية قيمة لأي شخص يقوم بابتكار طرق آمنة لحفظ الطعام.

 

وجد نيكولاس أبيرتوهو طاهٍ باريسي أنّ الطعام المغلق في عبوات من الصفيح المعقم يمكن الحفاظ عليه لفترات طويلة، بعد مرور عام 1810م، حصل البريطاني بيتر دوراند على براءة اختراع بعد ابتكاره للعلب الأسطوانية، نظرًا لأنّ الطعام أصبح الآن آمنًا داخل العبوات المعدنية، فقد تم توفير منتجات أخرى في صناديق معدنية، بحلول عام 1866 تم تصنيع أول علب معدنية أسطوانية الشكل في الولايات المتحدة، على الرغم من دخول العلب المصنوعة من الألومنيوم التجارية لحفظ الطعام إلى السوق في عام 1910م، إلّا أنّه لم تستخدم بشكل واسع حتى عام 1959م.

 

ما زاد من شهرتها هو اختراع فتاحة العلب بعد ما كان يتم فتحها بواسطة مطرقة أو إزميل، تم اشتقاق أسيتات السليلوز لأول مرة من لب الخشب في عام 1900م وتم تطويره للاستخدامات الفوتوغرافية في عام 1909م، على الرغم من أنّ شركة دوبونت صنعت السيلوفان في نيويورك عام 1924م، إلّا أنّها لم تستخدم تجاريًا للتغليف حتى أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، أصبحت مادة البولي إيثيلين تيريفثاليت (PETE) متاحة فقط خلال العقدين الماضيين، بحلول عام 1980م، أصبحت تستخدم في صنع مواد لتعبئة الأطعمة والمنتجات الأخرى مثل علب المربى.

 

بدأت تصاميم العبوات الحالية في دمج المواد البلاستيكية القابلة لإعادة التدوير والمعاد تدويرها، أحد التطورات الحديثة في التغليف كان وضع ملصقات على المنتج مع اسم الشركة ومعلومات المحتويات، ساهمت عوامل مختلفة مثل: احتياجات الناس لمواد التعبئة والتغليف والمنافسة في السوق والحروب وتغيير أنماط الحياة، إلى تغيير صناعة التغليف، تم استثمار ما يقدر بنحو 200 مليار دولار في العقدين الماضيين من قبل شركات التعبئة والتغليف لتحسين التغليف لتقليل الضرر على البيئة، أفسح المجال للتقدم التكنولوجي الكبير لزيادة الطلب على تغليف الأطعمة وتصنيع مواد حافظة بشكل أكبر مما سبق.

"
شارك المقالة:
1099 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook