تشير الحسابات العلمية إلى أن اصطدامات الكويكبات الخطيرة في الماضي حدثت بتكرار أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقا، وتقول الدراسات السابقة إن ما يسمى بالكويكبات القاتلة للكواكب قد تضرب الأرض مرة واحدة كل 600 ألف إلى 700 ألف عام، لكن الحسابات التي أجراها جيمس غارفين، كبير العلماء في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، تشير إلى أن مثل هذه الاصطدامات سيكون لها تاثير أكثر عنفا مما كان يعتقد سابقا.
وتنخفض احتمالات بقاء البشرية على قيد الحياة مع احتمال ارتطام صخرة فضائية عملاقة بالكوكب ما قد يجعل مصيرنا شبيها بمصير الديناصورات، وتتمثل إحدى طرق معايرة هذا الخطر في النظر إلى حجم الحفر الصدمية التي أحدثتها الكويكبات سابقا على الأرض وفقا لتقرير RT.
وتشير دراسة إلى أن تأثير هذه الاصطدامات ربما يكون أكبر مما كان يعتقد سابقا، ما يعني أن الأرض أكثر عرضة لخطر التعرض لضربة قوية، كما يقول غارفين.
وتكشف أبحاثه أن آثار سقوط الصخور النارية التي يبلغ عرضها أكثر من كيلومتر واحد يمكن أن تكون أكبر بثلاث مرات من التقديرات السابقة.
وبصرف النظر عن التسبب في دمار جماعي على المستوى المحلي، فإن كويكبا بهذا الحجم من شأنه أن يرسل جزءا كبيرا من الغلاف الجوي للأرض إلى الفضاء.
ومن خلال تحليل البيانات الآتية من العديد من الأقمار الصناعية لرصد الأرض لفحص أربع حفر اصطدامية، وتحديد امتدادها وتأثيراتها، وجد غارفين أن أربعة كويكبات على الأقل كانت قوية بما يكفي لشطر الغلاف الجوي اصطدمت في المليون سنة الماضية بنا.
ونتيجة لذلك، افترض غارفين أن العلماء ربما أساءوا قراءة نتائجهم في السابق، وربما أدت التأثيرات السابقة إلى انقراضات جماعية نظرا لأن اصطدام الكويكبات كان أقوى بعشر مرات من أكبر قنبلة نووية تم إسقاطها في التاريخ.
وكجزء من أبحاث الدفاع الكوكبي، استخدمت الدراسة صورا جديدة عالية الدقة لأربع حفر حيث يمكن للفريق رسمها في شكل ثلاثي الأبعاد.
وشملت المواقع التي تمت دراستها: Pantasma في اراغوا، Bosumtwi في غانا، Iturralde في بوليفيا وZhamanshin في كازاخستان.
وقال غارفين، الذي قدم النتائج في وقت سابق من هذا العام: لقد ركزنا الانتباه على أربع حفر صدمية معقدة تمتد على ما يقارب مليون سنة من تاريخ الأرض، معظمها داخل المناطق الاستوائية، مع اختلاف خصائص الصخور المستهدفة.
وسجل التحليل المبكر لـ Pantasma حفرة بعرض 14 كم سببها كويكب منذ أكثر من 800 ألف عام. ومع ذلك، تشير الدراسة الجديدة إلى أن الحفرة يبلغ عرضها 34 كم وأن التأثير يعادل 727000 ميغا طن، وهو ما يكفي لتفجير جزء من الغلاف الجوي للأرض وتوزيع الصدمات على مستوى العالم.
وقال التحليل الأصلي إن تأثير الكويكب كان في مرحلة ما في نطاق 660 ألف ميجا طن عندما سقط على الأرض.
وسجلت نتائج غارفين الجديدة أن فوهة Bosumtwi لها حافة خارجية تبلغ 26.8 كم مع حلقة ذروة داخلية (تجويف عميق بداخلها) من 9 كم.
وقال أعضاء الفريق في ملاحظاتهم: ربما تكون ميزة تأثير Zhamanshin الأكثر غرابة في كازاخستان، حيث تكشف عن حافة خارجية مفترضة على بعد 29 كم، بعد أن قالت الأبحاث الأولية، إن الحافة الخارجية كانت تقدر بـ11 كم فقط.
وفي الموقع الأخير، Iturralde ، وجدت بيانات جديدة أن التأثير كان في الواقع أطول بثلاث مرات مما كان يعتقد في البداية، حيث امتدت الحفرة الصدمية على مدى 29 كم مقارنة بالـ9 كم التي رُجحت في الأصل.
وفي حين أن النتائج قد تكون بمثابة اختراق، إلا أن بعض العلماء يشككون في صحتها.