أقدم الملياردير الأمريكى إيلون ماسك، مالك موقع (تويتر) للتواصل الإجتماعى على وضع قيود على عدد التغريدات التى يمكن للموجودين على المنصة مشاهدتها خلال اليوم، ما أثار تساؤلات عن الأسباب التى دفعت لهذا القرار.
ورغم أن ماسك أعلن عن ما يقول أنه الأسباب التى دفعته لاتخاذ هذا القرار إلا أن هناك تشككات حول تلك الأسباب، وان هناك أسباب خفية لم يكشف عنها رجل الأعمال الأمريكى مالك (تسلا) و(سبيس إكس) أيضا، وراء هذا القرار المفاجئ.
وذكرت مجلة (فوربس) الأمريكية أن لا أحد يصدق تفسير إيلون ماسك بشأن قراره المتعلق بالمنصة واصفة القرار بـكسر تويتر بشكل سيء لدرجة أنه قد يكون غير متصل بالإنترنت فى هذه المرحلة.
وأوضحت أن ماسك أعلن أن مشاهدات التغريدات ستقتصر على 6000 تغريدة للحسابات التى تم التحقق منها و600 لتلك التى لم يجر التحقق منها، وتمت لاحقا زيادة الحد الأقصى إلى 8 آلاف و800 تغريدة على التوالي، وبعد ذلك 10 آلاف للحسابات التى تم التحقق منها و1000 للحسابات التى لم يجر التحقق منها.
وأشارت (فوربس) إلى أن هذه الخطوة، حسب ماسك، هى أحدث جهوده لمنع تجريف الموقع من قبل مجمعى الذكاء الاصطناعى والتلاعب بالنظام،بغض النظر عما يفترض أن يعنيه ذلك.
وفى حين أن ماسك قال فى البداية أنه كان من أجل التجريف،فقد انتقل بعد ذلك إلى المزاح حول كيفية قيامه بشل الموقع من أجل جعل الناس يكسرون إدمانهم على (تويتر) ويخرجون منه.
وأشارت المجلة إلى أن إيلون ماسك كان يضحك بشأن كيف أن تغريدته التى أعلنت السياسة قد رت الآن سجلات المشاهدة على الموقع. لكن أى شخص لديه أى نوع من المعرفة التقنية يعتقد أن هذا ليس له علاقة بالكشط أو منع الروبوتات أو أى شيء يقوله بالفعل.
وأكدت أن هناك نظريتين رئيسيتين حول ما يحدث. إحداهما تتحدث عن احتمال أن تكون الخطوة الكبيرة التى قام بها رجل الأعمال الأمريكى قبل ذلك، بعدم منج الأعضاء الجدد إتاحة مشاهدة (تويتر) عند عدم تسجيل الدخول، قد خلقت نوعا من الدوامة التقنية، حيث أن (تويتر) الآن يقوم بشكل فعال بهجمات الحرمان من الخدمات على بنفسه بناء على كيفية إجراء هذه التغييرات.
وتتعلق النظرية الثانية بأن ماسك، وفى محاولة منه لخفض التكاليف، ورفض دفع فواتيره لشركات مثل: (أمازون) و(جوجل) التى تقدم خدمات أساسية لـ(تويتر). تتوافق هذه المشكلات بشكل مثير للريبة مع التقارير السابقة فى هذا الصدد، على الرغم من أن المتابعات تشير إلى أن ماسك دفع فى النهاية فاتورة (جوجل) على الأقل.
ولفتت (فوربس) إلى أنه يبدو أن النظرية الأولى هى الخيار الأكثر احتمالية وان تغيير استعراض الموقع اثناء عدم تسجيل الدخول على الموقع والذى يؤدى إلى إفساد الأشياء بشكل سيء.
وقالت بالطبع لا يصدق الجميع بمنطق ماسك المعلن. وإنه مجرد أمر مثير للسخرية حقا بالنسبة لموقع يعتمد فى الاساس على المشاركة المستمرة والتمرير اللانهائي. وأثار هذا التحرك أيضا تساؤلات حول المعلنين المتبقين على تويتر،والذين أصبح بإمكانهم الوصول بشكل محدود للغاية بسبب هذا التغيير... يبقى أن نرى إلى متى سيستمر هذا التحرك (المؤقت).
بدورها، ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن (تويتر) يطلب الآن من الأشخاص تسجيل الدخول لعرض التغريدات والملفات الشخصية - وهو تغيير فى ممارسته منذ فترة طويلة للسماح للجميع بإلقاء نظرة على الأحاديث حول ما وصفه ماسك بشكل متكرر بأنه ساحة المدينة الرقمية فى العالم منذ شرائه مقابل 44 مليار دولار العام الماضي.
وأضافت قد تؤدى القيود إلى منع المستخدمين من الوصول إلى تويتر حتى حلول اليوم التالى بعد التمرير عبر عدة مئات من التغريدات. اشتكى الآلاف من المستخدمين يوم السبت من عدم تمكنهم من الدخول على الموقع.
وفى تغريدة يوم الجمعة، وصف ماسك القيود الجديدة بأنها إجراء مؤقت تم اتخاذه لأننا كنا نحصل على البيانات مسروقة لدرجة أنها كانت إساءة الخدمة للمستخدمين العاديين!
وأكدت أن ماسك تراجع عما أسماه إساءة استخدام بيانات (تويتر) لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعى الشهيرة مثل (تشات جى بى تي) والتى تبحث عن مجموعات من المعلومات عبر الإنترنت لإنشاء نصوص وصور ومقاطع فيديو ومحتويات أخرى شبيهة بالبشر.
وقالت (واشنطن بوست) بدأت حملة ماسك فى إحداث آثار مضاعفة، ما تسبب فى قيام أكثر من 7500 شخص فى وقت ما يوم السبت بالإبلاغ عن مشكلات فى استخدام خدمة وسائل التواصل الاجتماعي، بناء على شكاوى مسجلة على (داونديتكتور) وهو موقع إلكترونى يتتبع الانقطاعات عبر الإنترنت.
وأضافت على الرغم من أن هذا عدد صغير نسبيا من مستخدمى تويتر الذين يزيد عددهم عن 200 مليون مستخدم فى جميع أنحاء العالم، إلا أن المشكلة كانت منتشرة بما يكفى للتسبب فى انتشار وسم انقطاع تويتر فى بعض أجزاء العالم.
وأشارت إلى الحد الأعلى المسموح به للحسابات التى تم التحقق منها هو جزء من خدمة اشتراك بقيمة 8 دولارات شهريًا أطلقها ماسك فى وقت سابق من هذا العام فى محاولة لزيادة إيرادات (تويتر) التى انخفضا بشكل حاد منذ أن تولى ماسك إدارة تويتر وسرح ما يقرب من ثلاثة أرباع القوة العاملة لخفض التكاليف ودرء الإفلاس.
ولفتت إلى أنه منذ ذلك الحين، عمد المعلنون إلى الحد من إنفاقهم على تويتر، ويرجع ذلك جزئيا إلى التغييرات التى سمحت بمزيد من المحتوى الكريه والشائك أحيانا والذى يسيء إلى جزء أكبر من جمهور الخدمة.
وأكدت الصحيفة أنه ما يزال من غير الواضح حتى الآن الأسباب الحقيقية لقرار ماسك والتى سوف تظهر مع الوقت، كما أن لا يزال علينا الإنتظار حتى نرى الأثار المترتبة عليه وتأثيره على (تويتر) ومستخدميه ماليا وأعداد المستخدمين.