كشف تقييم نُشر مؤخرًا في مجلة Science أن أكثر من نصف أكبر البحيرات في العالم تعاني من نضوب المياه، الأسباب الرئيسية، كما هو متوقع، هي آثار تغير المناخ والاستخدام غير المستدام للمياه من قبل البشر.
ومع ذلك، فإن Fangfang Yao ، المؤلف الرئيسي للدراسة وزميل CIRES الزائر والذي يعمل حاليًا زميلًا في مجال المناخ في جامعة فيرجينيا، يشير إلى أن الوضع ليس كله كئيبًا، حيث يتيح إدخال هذه طريقة جديدة لمراقبة اتجاهات تخزين مياه البحيرة وتقديم رؤى قيمة لمتخصصي إدارة المياه والمجتمعات المحلية، ويمكن لهذه المعرفة الجديدة أن ترشدهم في الحماية الفعالة لموارد المياه الحيوية والحفاظ على النظم البيئية الإقليمية الحيوية، وفقاً لموقع scitechdaily.
وقال Fangfang Yao: هذا هو أول تقييم شامل لاتجاهات ودوافع التغير العالمي في تخزين مياه البحيرة بناءً على مجموعة من الأقمار الصناعية والنماذج.
كان الدافع وراء إجراء البحث هو الأزمات البيئية في بعض أكبر المسطحات المائية على الأرض، مثل جفاف بحر آرال بين كازاخستان وأوزبكستان.
لذلك ابتكر هو وزملاؤه من جامعة كولورادو بولدر وجامعة ولاية كانساس وفرنسا والمملكة العربية السعودية تقنية لقياس التغيرات في مستويات المياه في ما يقرب من 2000 من أكبر البحيرات والخزانات في العالم، والتي تمثل 95% من إجمالي تخزين مياه البحيرة على الارض.
وجمع الفريق ثلاثة عقود من الملاحظات من مجموعة من الأقمار الصناعية مع نماذج لتحديد الاتجاهات في تخزين البحيرة على مستوى العالم وتحديد نسبها.
على الصعيد العالمي، تخزن بحيرات وخزانات المياه العذبة 87% من مياه كوكب الأرض، مما يجعلها مورداً قيماً لكل من النظم البيئية البشرية والأرضية، على عكس الأنهار، لا تتم مراقبة البحيرات جيدًا، لكنها توفر المياه لجزء كبير من البشرية - حتى أكثر من الأنهار.
ولكن على الرغم من قيمتها، فإن الاتجاهات والتغيرات طويلة الأجل في مستويات المياه كانت غير معروفة إلى حد كبير - حتى الآن.
قال بالاجي راجاجوبالان، أحد خبراء CIRES: لدينا معلومات جيدة جدًا عن البحيرات الشهيرة مثل بحر قزوين وبحر آرال وبحر سالتون، ولكن إذا كنت تريد أن تقول شيئًا ما على نطاق عالمي، فأنت بحاجة إلى تقديرات موثوقة لمستويات البحيرة وحجمها.
واستخدم الفريق 250000 لقطة لمنطقة البحيرة تم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية بين عامي 1992-2020 لمسح منطقة ،972 واحده من أكبر بحيرات الأرض، لقد جمعوا مستويات المياه من تسعة مقاييس ارتفاع تابعة للأقمار الصناعية واستخدموا مستويات المياه على المدى الطويل لتقليل أي عدم يقين، بالنسبة للبحيرات التي ليس لها سجل طويل المدى، فقد استخدموا قياسات المياه الحديثة التي تم إجراؤها بواسطة أحدث الأجهزة على الأقمار الصناعية، وسمح الجمع بين قياسات المستوى الحديثة وقياسات المنطقة طويلة المدى للعلماء بإعادة بناء حجم البحيرات التي يعود تاريخها إلى عقود.
كانت النتائج مذهلة: 53% من البحيرات على مستوى العالم شهدت انخفاضًا في تخزين المياه، ويقارن المؤلفون هذه الخسارة بحجم 17 بحيرة ميد، أكبر خزان في الولايات المتحدة.