خانات زونغار

الكاتب: سامي -
خانات زونغار
"خانات زونغار

خانات زونغار: هي عبارة عن مجموعة من الشعوب البدوية والتي أقامت في السهوب التابعة لأوراسيا والتي تمتد أراضيها من رومانيا ومولدوفا وروسيا وكازاخستان ومنشوريا وامتدت منطقة زنغاريا الحدود الغربية من سور الصين العظيم وامتدت حتى كازاخستان وكانت تلك الأراضي في السابق تعد جزء من أراضي إقليم شينجيانغ الصيني، وذكر علماء التاريخ الأهمية الكبيرة لخانات زونغار، حيث أنّها كانت تضم أهم وأقوى القبائل البدوية وكان يطلق على رئيسها اسم كهونغ تايجي.

 

خانات زونغار

 

فسر العلماء اسم مصطلح زونغار وقالوا أنّها تقسم إلى قسمين والتي تعني اليمين واليسار، حيث تم في السابق تشكيل تحالف بين مناطق الشرق والغرب وتم إطلاق ذلك الاسم دلالة على الاتحاد الذي تم تشكيله في السابق، على الرغم من أنّ زونغار تقع في غرب إمبراطورية المغول الشرقية، إلا أنّ اسمها يعني انّ تعبر عن القبال المغولية الغربية وهي قبائل الأويرات.

 

تعد خانات زونغار أخر الإمبراطوريات البدوية التي تم إقامتها في السهوب الأوراسية والتي كان لها دور كبير في توسعة أراضي الصين نحو الأراضي الغربية، وفي عام 1620 ميلادي تم توحيد المغول الغربية وقبائل الأويرات تحت حكم الإمبراطور زنغاريا، ومع بداية عام 1680 ميلادي تمت غزو حوض تاريم وذلك من أجل التوسعة باتجاه أراضي الجنوب، وفي عام 1688 ميلادي قامت حرب في منغوليا الداخلية والتي أصبحت فيما بعد جزء من أراضي المانشو.

 

في عام 1696 ميلادي تمكن المانشو من هزيمة حالدان وقد جرى الصراع بالقرب من أراضي أولان باتور واستمرت الصراعات حتى تم الوصول إلى منغوليا الخارجية، في عام 1717 ميلادي قام تسوينج رايتام بإرسال قواته العسكرية إلى التبت وقام المانشو بإجبار شعوب زونغار بالخروج من أراضي التبت وأعلنوا سيطرتهم على المنطقة، وفي عام 1750 ميلادي استغل المانشو الحرب الأهلية القائمة في زونغار وقادوا حملة إبادة جماعية ضد عدد كبير من السكان ومن ثم توجهوا إلى المناطق الجنوبية وسيطروا على حوض التاريم.

 

يعود أصل زعماء زونغار إلى سلالة تشورس والذي قام بتأسيسها أويرات تايشي والذين استمر حكمهم في المنطقة لمد سبعة عشر عاماً، وفي بداية القرن السابع عشر ميلادي قام القائد العسكري كارا كولا بتوحيد قبائل الأوبرات وقادهم لشن حرب ضد شوليو أوباشي كهونغ؛ وذلك لانّه قام بطرد قبائل الأويرات من أراضيهم الموجودة في المناطق الغربية والشمالية من منغوليا، تمكن كارا كولا من جمع قبائل تشورس تحت حكم واحد وقد أدى ذلك الاتحاد إلى تأسيس زونغار.

 

في القرن السادس عشر ميلادي قاد مجموعة من الحروب ضد خالخا وانتهت تلك الحرب بهزيمة المغول الشرقيين وتم وضع أراضي الأويرات لحكم ملك خالخا، وفي عام 1623 ميلادي تم تشكيل تحالف الأويرات؛ وذلك من أجل استمرارية ضمان استمرار استقلال المنطقة، وخلال ذلك الوقت لم يكن سوى توروبايكو وكان ذلك هو زعيم قبيلة خوشود وهو الذي يحمل لقب خان، وتم في عام 1636 ميلادي قيادة حملات عسكرية ضد التبت وحصلوا على الكثير من الغنائم أثناء حملاتهم ضد كازاخستان.

 

في عام 1630 ميلادي زادت قوة زونغار واستمرت قوتهم لمدة خمسة وأربعون عاماً، في عام 1653 ميلادي وقعت زونغار تحت حكم الإمبراطور سنج، وقد أدى ذلك إلى نشوب صراعات داخلية على الحكم واستمرت الصراعات حتى عام 1661 ميلادي ونتج عنها انتصار سنج ولكن لم يستمر حكمه طويلاً؛ وذلك بعد اغتياله على يد أخويه، وفي عام 1670 ميلادي حصل انقلاب على الحكم، ومنذ تلك اللحظة بدأت الحروب الأهلي والصراعات على الحكم في زونغار، الأمر الذي أدى إلى جعلها تعيش في حالة من عدم الاستقرار.

 

في القرن السابع عشر ميلادي تولى النقشبندي الحكم مكان خانات تشاحاتي وجرت صراعات بينهم وبين الجبل الأبيض وتمكنوا من هزيمتهم، الأمر الذي دفع جالدان إلى إصدار قانون بضرورة خضوع شعب تركستمان إلى القانون في إمبراطورية زونغار، مع بداية عام 1680 ميلادي قاد حاكم الجبل الأسود حرباً على اراضي مغولستان وسيطروا على أراضي ياركند وطلب من السكان بأنّ يقوم بمساعدتهم مقابل أنّ يخضعوا لحكمه، إلا أنّ جالدان تمكن من هزيمة حاكم الجبل الأسود.

 

مع بداية عام 1685 استمرت حملات جالدان صد كازاخستان وكانت الحملات التي يقودها تتصف بالعنف وكان يضغط على شعب كازاخستان من أجل الهجرة نحو الأراضي الغربية، في عام 1698 ميلادي تولى تسوينج رايتان الحكم ووصلت حملاته نحو بحيرة تنجيز وتركستان، وفي عام 1745 ميلادي سيطر الزونغار على أراضي سو طشقند.

 

في البداية تم تشكيل تحالف بين الأويرات وقبائل الخالخا، فقد كانت هناك عدة روابط قانونية مغولية تربطهم ببعضهم البعض وكانوا يحاولون الحفاظ على ذلك الاتحاد، سعى جالدان تشكيل تحالف مع زاساتو خان شيرا، مستغلاً أنّه فقد جزء من ممتلكاته أمام تشويتو خان وقام بعدها بنقل قصره بالقرب من جبال التاي، قام توشيتو خان بعد ذلك بغزو القوات العسكرية في الجناح الأيمن التابعة لخالخا وقتل خلال ذلك الهجوم القائد شيرا، الأمر الذي أغضب جالدان وقام بإرسال قواته العسكرية للانتقام، وتم هزيمته في نهاية الحرب.

 

مع استمر الصراعات بين المغول ووصولها لدرجة كبيرة من العنف، قامت مملكة شينغ الصينية بالتدخل بالصراع وقامت بإصدار القرار بضرورة إلغاء التقليد الذي تعتمده الطبقة الأرستقراطية المغولية في الحكم، وطالبت من الإمبراطورية المغولية بضرورة إعادة تنظيم القوانين فيها، بعد أنّ تم مقتل أخ جالدان غضب كثيراً وقرر خوض حرب ضد خالخا وكان يسعى من خلال تلك الحرب توسعة سيطرته في الأراضي المغولية، فقرر حينها إقامة علاقة صداقة مع الروس والذين كان لهم نفس الهدف وهو هزيمة خالخا والسيطرة على جميع الأراضي.

 

قام كلاً من جالدان والروس بتشكيل تحالف وقادوا حرباً واحدة وتمكنوا من السيطرة على جميع أراضي خالخا، حيث قام جالدان بشراء الأسلحة من الروس والتي استخدمها للهجوم على أراضي زاساتو خان وخاض من خلال تلك الأسلحة الكثير من الحروب والتي كان يسعى من خلالها توسعة إمبراطوريته وتمكن من تحقيق النصر في معظم الحروب، ومع نهاية الحرب تمكنت زونغار من السيطرة على أراضي خالخا وقامت مملكة شينغ بزيادة قواتها العسكرية لحماية حدودها الشمالية.

 

بعد النصر الذي حققه جالدان على الخالخا، قامت مملكة شينج بضم الخالحا إلى جانبها، ليعيش جالدان بعد ذلك في حالة من التهديد وخاصة بعد إعلان المانشو تهديدهم له، في عام 1690 ميلادي قامت حرب الزونغار والمانشو، الأمر الذي دفع جالدان التراجع إلى الشمال، في عام 1745 ميلادي توفي جالدان وكانت زونغار ما تزال في قوتها، إلا أنّها بدأت بعد ذلك بالضعف والانهيار.

"
شارك المقالة:
234 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook