تعد بيئة النوم وإنشاء دورة نوم طبيعية أكبر تحديين لروّاد الفضاء، إذ عملوا على التأقلم على تحديات النوم فى الفضاء لأعوام، وقد تكون أكبر الدروس المُستفادة حصول أفراد البعثات الأولى المأهولة إلى المريخ يومًا ما على قسط كافٍ من الراحة قبل استكشاف الكوكب الأحمر.
رواد الفضاء فى العادة ينامون فى غرف مظلمة وهادئة خاصّة للطواقم فى محطة الفضاء لتوفير قسط جيد من الراحة، ولكن لن يكون هذا هو الحال دائمًا فى مهمات الفضاء الأخرى، بحسب مديرة مختبر الإجراءات المضادة للإجهاد فى مركز أبحاثأميس التابع لوكالة ناسا فى كاليفورنيا، الدكتورة إيرين فلين إيفانز، وفقا لموقع CNN عربية.
كبسولات نوم رواد الفضاء
شروق الشمس على المحطة الدولية يؤثر على الساعة البيولوجية لرواد الفضاء
وعلى الرغم من أن محطة الفضاء الدولية، توفر إطلالات ساحرة للكرة الأرضية، إلا أنه يمكن أن يؤثّر شروق الشمس، الذى يشاهده رواد الفضاء 16 مرّة يوميًا، على إيقاع الساعة البيولوجية التى تتحكّم بالنوم ودورات استيقاظ الأفراد، وتدور المحطة الفضائية حول الأرض كل 90 دقيقة، ما يخلق دورات متناوبة من الظلام والضوء.
وبدلاً من إجبار رواد الفضاء على التكيّف مع هذه الدورة الغريبة، أضاف الخبراء فى وكالة ناسا إضاءة تحاكى ما يختبره الأشخاص خلال يومٍ عادى على الأرض، وطوّرت فلين إيفانز مع زملائها أدوات لمساعدة روّاد الفضاء فى التغلب على تحديات النوم، فى مختبر الإجراءات المضادة للإجهاد.
وتتضمن بعض الاستراتيجيات التحكم بمدة تعرض رواد الفضاء للضوء الأزرق، والوقت المناسب لتقليل الضوء الأزرق لمساعدتهم على النوم، والمتطلبات الحالية تنص على ضرورة حصول أفراد الطاقم على 8 ساعات ونصف من النوم كل ليلة أثناء المهمات لتجنب فقدان النوم على المدى الطويل، والأخطاء، والمضاعفات الصحية التى يتسبب بها الإرهاق، وفقًا لوكالة ناسا.
وفى يونيو، ستبدأ وكالة ناسا التجربة الأولى فى بيئة مريخية جديدة مصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد فى مركز جونسون للفضاء تُدعى Crew Health and Performance Exploration Analog أو CHAPEA.
وعلى مدار عام واحد، سيعيش ويعمل طاقم مكوّن من 4 أفراد داخل منطقة تبلغ مساحتها 158 مترًا مربعًا لمحاكاة تجربة العيش على المريخ، وتركز التجربة الأولى على التغذية، ولكن ستراقب فلين إيفانز وزملائها أيضًا مستوى جودة نوم الطاقم.