الأحافير الحيوانية السائدة في أوائل الحياة القديمة

الكاتب: سامي -
الأحافير الحيوانية السائدة في أوائل الحياة القديمة
"ما هي الكائنات الحية التي مهدت الحياة في الجيولوجيا القديمة
ما هي الأحافير الحيوانية السائدة في أوائل الحياة القديمة
ما هي الكائنات الحية التي مهدت الحياة في الجيولوجيا القديمة؟



درس الجيولوجيين أهم العوامل التي مهدت الحياة في الجولوجيا القديمة وأهم هذه العوامل هو ظهور النباتات والحيوانات، في الحقيقة إن كل ما نعرفه عن قبائل الحيوانات المختلفة تم العثور عليه في هيئة حفريات خلال الأزمنة الجيولوجية المختلفة وقد بدأ ظهور الحيوانات بما يسمى الأوليات ثم تطورت ليظهر أنواع مختلفة؛ أي إلى أن وصلت للحيوانات التي نراها اليوم.


فالأوليات تعرف بأنها حيوانات ذات خلية واحدة خلفت وراءها بقايا حفرية منذ أوائل حقب الحياة القديمة، وربما يكون أولى هذه الحيوانات هي مجموعة المثقبات التي تفرز هياكل صلبة تتكون من كربونات الكالسيوم والتي تحتل اليوم مساحات كثيرة من مياه البحار ومجموعة الراديولاريات التي تفرز هياكل من السيليكات، وكذلك أنواع أخرى من الأوليات.


ولكن من المؤكد أن العدة الأكبر منها لم تتح له الفرصة لكي يترك بقايا حفرية، والحيونات الأولية التي وجدت في حقب الحياة القديمة تشبه كثيراً تلك التي تعيش اليوم في البحار، ومن الجدير بالذكر أن هذه المجموعة توجد منذ الحياة القديمة حتى الوقت الحاضر بينما عمليات التطور كان أثرها كبيراً في المجموعات الأخرى.



ما هي الأحافير الحيوانية السائدة في أوائل الحياة القديمة؟


الاسفنجيات: وتمثل الاسفنجيات أبسط الحيوانات عديدة الخلايا وهي عبارة عن حيوانات كيسية مسامية، كما أنها توجد منذ الثلاث نظم الأولى من حقب الحياة القديمة حتى الوقت الحاضر دون أن يحدث لها أي تطور ملحوظ، ولم يتم العثور على بقايا حفرية لها إلا الأنواع التي تفرز هياكلاً، ففي طبقات السيلوري في غرب تانيس بالولايات المتحدة الأمريكية توجد كثير من الاسفنجيات.


الجوفمعويات coelenterates: ومن أشهر أنواعها (الهيدرا) وهذا النوع ينقسم إلى مجموعتين وهما: الأسماك الجيلية والجرابتوليتات، وقد وجدت طوابع وآثار للأسماك الجيلية في في صخور الكامبري، وكثرت الجرابتوليتات في الكامبري والأوردوفيشي والسيلوري وهي أجسام اسطوانية أو زهرية وعبارة عن تجمعات من الخلايا كانت تعيش طافية أو على سطح المياه في البحار المفتوحة.


والجرابتوليتات من الحفريات الهامة التي تميز صخور الكامبري في جهات كثيرة من العالم، كما أن الأوردوفيشي توجد في صخورة الأناع الطويلة ومعظمها من الأنواع المنقرضة وهي كثيرة ومتنوعة في الطين الصفائحي وغيره، والجرابتولايت لها أهمية كبيرة في تقسيم أوائل حقب الحياة القديمة في بريطانيا وشرق أمريكا الشمالية وأستراليا.


كما أن جميع الجرابتوليتات المعروفة لا توجد إلا في حقب الحياة القديمة وبخاصة في الكامبري والأوردوفيشي والسيلوري، ونادر الوجود في الديفوني والكربوني، والجرابتوليتات كانت بسيطة في الأوردوفيشي عبارة عن حلايا متراصة حول محور، ولكن في السيلوري ازدادت أشكالها تعقيداً في هيئة مستعمرات أفرادها ذات شكل حلزوني متفرع.


وهناك اتجاهان يمكن تتبع تطور الجرابتوليتات من خلالهما، أحدهما يسير نحو اختزال عدد الأفرع، حيث إن الأنواع البدائية والتي ظهرت في العصر الكامبري كانت عديدة التفرع مثل جنس tetragraptus وقد أخذت هذه الأفرع بالنقصان في العدد حتى وصلت إلى جرابتوليتات لا تحمل إلى فرعاً واحد مثل جنس monograptus الذي ظهر في العصر السيلوري.


والاتجاه الآخر خاص بوضع الأفرع بالنسبة للشوكة فمن المعتقد أن الأنواع البدائية كانت أغلبها متدلية الأفرع وتطورت بمرور الزمن إلى أنواع قائمة، والجرابتوليتات من الحفريات الغير معروف وضعها التصنيفي بالضبط ولذا من المستحسن أن توضع هذه المجموعة تحت incertae sedis حتى يثبت وضعها التصنيفي تماماً.


المرجان أو الزهريات: وجوده في الكامبري مشكوك فيه لأن أشكاله تشبه كثيراً بعض الاسفنجيات، ولكن الدراسات الحديثة أثبتت أن بعض هذه الأشكال هي في الواقع مرجان حقيقي وربما يكون المرجان قد تطور من اسفنجيات الكامبري.


والمرجانيات كثيرة في الأوردوفيشي الأوسط خاصة في الصخور الجيرية ويمكن تقسيم المرجانيات في حقب الحياة القديمة إلى ثلاث مجموعات رئيسية وهي: (المرجانيات مخروطة الشكل، المستعمرات الشبكية، السلاسل المرجانية)، وهذه المرجانيات كلها مرجانيات رباعية أي أنها تحتوي على أربعة حواجز أو أربعة مضاعفات.


أما أنواع المرجانيات الحديثة التي بدأ ظهورها في النظام الترياسي فهي سداسية أو ثمانية، والمرجان السداسي والثماني غالباً مستعمرات وأغبها من الأنواع الشجرية، وقد يبلغ طول المرجان الرباعي المخروطي بين نص 1/2 بوصة إلى قدم أو يزيد وهو أكثر أنواع المرجانيات في حقب الحياة القديمة، والمرجان الذي يشبه السلاسل كثر انتشاره في نهاية حقب الحياة القديمة.


الجلد شوكيات: هي حيوانات بحرية وقد بدأت مجموعة الكيسيات في الظهور خلال الكامبري ومجموعة ِخيار البحار التي وجدت كحفريات في صخور الكامبري في كلومبيا البريطانية، وهذه الحفريات على جانب كبير من الأهمية؛ لأنها تمثل كائنات أكثر تطوراً ورقياً في الجلد شوكيات.


وفي الأوردوفيشي وجدت حفريات لمعظم فصائل الجلد شوكيات وأكثرها انتشاراً مجموعة الكيسيات، أما مجموعة البرعميات فكانت نادرة وجموعة الزنبقيات ظهرت وانتشرت في الأوردوفيشي، والصدفة في هذه المجموعة غالباً تتكون من كربونات الكالسيوم ولذلك فهي أكثر ملائمة للتحفر، ولكن بعد تحليل المواد الرخوة قد تنكسر إلى أجزاء تنتشر في الرواسب التي دفنت فيها، وتكثر نجوم البحر في النظام الأوردوفيشي والأنواع الأخرى كانت ما زالت بدائية.


وفي السيلوري كثرت حفريات الزنبقيات في النوع والتطور حتى بلغت مئات الأنواع وعلى قاع البحر قد تجمعت في شكل يشبه الغابات، ومن المعروف أن الصدفة قد تتكون من عشرين صفاً من الألواح الكلسية، بينما كانت في حقب الحياة القديمة مندمجة مع بعضها في كتلة واحدة.


الديدان: وهي شائعة الانتشار منذ نشأة الحياة أو قبل الكامبري، ولم تترك بقايا ولكن آثارها في الصخور على هيئة ثقوب أو حفر، وللديدان أهمية كبيرة في تاريخ الحيوانات لأنها تكون بالاشتراك مع القشريات وبعض أنواع الافقاريات، (الأساس الذي تطورت منه معظم الكائنات الحيوانية).


المسرجيات: وهي تلي الجرابتوليتات في الأهمية في حقب الحياة القديمة وخاصة الكامبري، والمسرجيات غير المعشقة أقل تطوراً من المعشقات؛ ولهذا السبب فالمسرجيات غير المعشقة توجد في الكامبري وازدادت في نهايته وفي الأوردوفيشي والسيلوري وازدادت وكثرت المسرجيات المعشقة من غير المعشقات.


كما تدرجت المسرجيات من قبل الكامبري حتى العصر الحديث، وكان الكثير منها قد حدث له بعض التغيرات فبعض الأجناس امتد من الكامبري حتى الحديث، ومئات من المسرجيات لا توجد إلا في صخور حقب الحياة القديمة وبدراسة التغير التدريجي للأجناس والأنواع يمكننا معرفة الحفريات المرشدة منها، ومن هذه الحفريات مقيدة جداً في عمليات المضاهاة ومعرفة الأزمنة الجيولوجية.


والمسرجيات كانت أكثر انتشاراً وأكثر تنوعاً وأعظم تنوعاً في الزمن الأوردوفيشي والمسرجيات المعشقة أصبحت تفوق غير المعشقات عدداً وكماً، والصدفة كانت أكثر سمكاً واقوى ارتباطاً، ومنذ أوائل حقب الحياة القديمة والمسرجيات تملك خطاً مفصلياً مستقيماً وهذه الصفة وتنوعها قد ساعدت كثيراً في تقسيم الزمن الأوردوفيشي، وقد عرف حوالي 300 نوعاً من المسرجيات في الأوردوفيشي الأوسط في أمريكا الشمالية فقط.




"
شارك المقالة:
619 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook