هو محمد بن عمر بن محمد، يُكنى بأبو عبد الله، اشتهر في زمانه بابن البرغوث، كان طبيباً وعالماً ورياضياً وفيلسوفاً عربياً مُسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كانت لها دور واضح في تقدّم وازدهار الدولة العربية الإسلامية، إلى جانب دورها الواضح في تقدّم واشتهار ابن البرغوث، توفي في حوالي عام”444? للهجرة.
كان ابن البرغوث من مواليد مدينة الأندلس التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، حيث يُقال أنّه ولد في بداية القرن الخامس للميلاد، ولم يتم ذكر تاريخ ميلاده في أي من الروايات والكتب، هذا فقد كان ابن البرغوث ابناً لواحدة من الأسر العريقة في ذلك الزمان، والتي كانت تحث على العلم، حيث نشأ في جوٍ أسري علمي كان السبب وراء استمرار ابن البرغوث في دراساته وأبحاثه.
إلى جانب ذلك فقد كان لابن البرغوث العديد من الدراسات والأبحاث والإكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع.
يُعدّ ابن البرغوث واحداً من العلماء الذين برعوا في علوم الرياضيات، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كماً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تختص في ذلك المجال، كما أنّه اختص بشكلٍ واضح في علم الحساب والعدد والهندسة، إلى جانب ميولاته المُختلفة حيث كان له اهتماماتٍ واضحة في كل من علوم الفلك والفلسفة والأدب والشعر إضافةً إلى اهتمامه بعلم الهيئة.
كان ابن البرغوث من العلماء المعروفين والمشهورين في مدينة الأندلس بشكلٍ خاص، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام توصّل إليه، خاصةً أنّ علم الرياضيات الذي اختص به يعتمد في نجاحه على ضرورة دقة المعلومة والفكرة التي يتم تقديمها.
تولّى ابن البرغوث العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، ومن أهم الأعمال التي تولاها هي الإشراف على علوم كل من عاصره من طلابٍ وعلماء وأساتذة، إلى جانب أنّه مارس مهنة التدريس لفترةٍ محدودة.
التقى ابن البرغوث بعدد كبير من العلماء والباحثين والفلاسفة، كما أنّه تلّمذ على يد أشهرهم، حيث أخذ علومه ومعرفته عن عالم الرياضيات المعروف في ذلك الزمان بابن الصفار، حيث كان ابن البرغوث واحداً من أكبر تلامذة ابن الصفار وأكثرهم ذكراً ومدحاً.
كان ابن البرغوث يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يعقدها في شتى البلاد والدول، والتي كان يتحدّث فيها عن أهم العلوم والمعارف التي اختص بها، فقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة؛ الأمر الذي جعل العديد منهم يتلمذون على يده، حيث كان محمد بن أحمد بن محمد بن الليث من أشهر تلامذة ابن البرغوث، إضافةً إلى ابن حي الذي أخذ عن ابن البرغوث كل ما يتعلق بعلم العدد والهندسة.
حظي ابن البرغوث بمكانةٍ وقيمة عظيمة في نفوس كل من عاصره من علماء، إضافةً إلى أنّه كان قد ذُكر في العديد من الكتب والمؤلفات التي كتبها من تبعه وعاصره من علماء وأساتذة، فقد ذكره ابن أبي أصيبعة في كتاب” عيون الأنباء في طبقات الأطباء” مادحاً اياه ذاكراً بعض من أعماله وصفاته.
إلى جانب ذلك فقد ذكره العالم صاعد الأندلسي في واحداً من كتبه، قائلاً عنه:” لقد كان ابن البرغوث من أكثر العلماء علماً ومعرفةً بالعلوم الرياضية، كما أنّه كان مُتخصصاً ومُهمتاً بعلم الفلك وحركة النجوم ورصد الكواكب وحركاتها”.
عمل ابن البرغوث مع عدد من أساتذته وأصدقائه وتلامذته أمثال ابن الليث وابن الجلاب وابن حي في مجال الأرصاد الفلكية، حتى تمكّن من الوصول إلى نتائج قيمة وكبيرة تتعلّق بكل ما يختص بعلم الفلك والرصد وحركات الأرصاد، إلى جانب ذلك فقد كان ابن البرغوث من أوائل العلماء الذين تمكّنوا من حل المعادلة الرياضية للدرجة الخامسة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.