سبيس إكس تقدم لناسا مركبة هبوط قمرية مبسطة

وسط مخاوف من تقدم الصين في مجال الفضاء، تراجع وكالة ناسا مقترحات جديدة لمركبات هبوط على القمر من شركتي سبيس إكس وبلو أوريجين، وهي خطوة أثارت في البداية موجة من الانتقادات من إيلون ماسك.

قدمت شركة سبيس إكس استجابة أكثر إيجابية وبناءة لمخاوف وكالة ناسا بشأن مشروع "نظام الهبوط البشري" (HLS)، بدلاً من الاكتفاء بالمنشورات الغاضبة التي أطلقها إيلون ماسك، والتي وصف فيها القائم بأعمال مدير ناسا، شون دافي، بـ "شون الغبي".

فبدلاً من الإصرار على أن كل شيء على ما يرام مع مشروع مركبة الهبوط، التي تعتمد على المرحلة العليا من صاروخ ستارشيب العملاق الذي لا يزال قيد التطوير، أعلنت سبيس إكس أنها تعمل الآن على نسخة "مبسطة" من تلك المركبة.

جاء هذا الإعلان ضمن تحديث مفصل بشكل غير معتاد من سبيس إكس. حيث استعرضت الشركة في منشورها المكون من حوالي 2000 كلمة التقدم المحرز في مشروع ستارشيب، الذي أكمل رحلته التجريبية الحادية عشرة في أكتوبر، بالإضافة إلى مكونات نظام الهبوط البشري مثل نظام دعم الحياة، وغرفة معادلة الضغط، ومعدات الاتصالات، والمصعد الذي سينقل رواد الفضاء والمعدات من قمة المركبة الشاهقة إلى سطح القمر.

أشار المنشور أيضًا إلى اختبار سيُجرى في وقت ما من عام 2026 لعملية التزود بالوقود في المدار، وهو أمر ضروري لنجاح مفهوم مركبة الهبوط. فالمرحلة العليا من صاروخ ستارشيب تصل إلى المدار وخزاناتها فارغة تقريبًا، مما يتطلب عمليات إعادة تعبئة متعددة من مركبات ستارشيب أخرى.

مصطلح تقني: التزود بالوقود في المدار (Orbital Refueling) هي عملية نقل الوقود من مركبة فضائية (خزان) إلى مركبة أخرى أثناء وجودهما في مدار حول الأرض. تُعد هذه التقنية ضرورية للمهام الفضائية الطويلة والمعقدة، مثل السفر إلى القمر والمريخ.

كانت ناسا على دراية بهذا التعقيد عندما منحت سبيس إكس عقدًا بقيمة 2.89 مليار دولار في عام 2021 (تم تعديله لاحقًا إلى 4 مليارات دولار، دُفع منها 2.7 مليار دولار حتى الآن) لتطوير نظام الهبوط البشري لنقل رواد الفضاء من المدار القمري إلى سطح القمر ثم العودة. سيسافر رواد الفضاء من الأرض في كبسولة "أوريون" التابعة لناسا، التي تُطلق على متن صاروخ "نظام الإطلاق الفضائي"، ثم يعودون إلى الأرض في تلك المركبة الفضائية الأصغر.

لكن تباطؤ وتيرة تقدم سبيس إكس — سواء مقارنة بتوقعات الشركة السابقة أو بتقدم الصين نحو تحقيق هبوط مأهول على سطح القمر بحلول عام 2030 — دفع مدير ناسا، شون دافي، إلى الإعلان في 20 أكتوبر عن إعادة فتح باب تقديم العروض لبناء مركبة هبوط لمهمة "أرتميس 3". ستكون هذه المهمة أول هبوط لرواد فضاء أمريكيين على سطح القمر منذ ديسمبر 1972، وقد صرح دافي بأن المهمة أصبحت الآن مستهدفة لعام 2028.