نينتندو سويتش 2: ظاهرة لا يمكن إيقافها

ويبدو أن نينتندو كانت على حق بشأن استراتيجية الألعاب الحصرية.

على الرغم من شعبيته المتوقعة، يبدو أن الجميع — بما في ذلك نينتندو نفسها — قد استهانوا بقوة جهاز Switch 2. فالجهاز الهجين المحمول يسير الآن بخطى ثابتة ليصبح أسرع أجهزة الشركة مبيعًا على الإطلاق. قد تتساءل: وما الفائدة من أن تحقق شركة بمليارات الدولارات المزيد من المال؟ الإجابة هي أن نينتندو تثبت لصناعة ألعاب الفيديو بأكملها أن الطرق التقليدية لا تزال ناجحة، وأن المطورين الذين يرغبون في تحقيق النجاح يجب أن يصمموا ألعابهم مع الأخذ في الاعتبار القدرات التقنية المحدودة لجهاز Switch 2.

في أحدث تقرير لأرباحها ربع السنوية، أبلغت نينتندو المستثمرين أنها تتوقع الآن شحن 19 مليون وحدة قبل نهاية مارس 2026، وهو نهاية سنتها المالية. وفي السابق، كانت الشركة قد وعدت بشحن 15 مليون وحدة فقط. كما تتوقع الشركة بيع 48 مليون نسخة من ألعابها، بزيادة 3 ملايين عن التقديرات السابقة. وهذا مؤشر على الأداء المذهل الذي حققه Switch 2 منذ إطلاقه في يونيو. وتقول نينتندو إنها باعت ما مجموعه 10.36 مليون وحدة حتى 30 سبتمبر.

هناك شريحة كبيرة من اللاعبين الذين يشترون أجهزة نينتندو للعب عناوين الشركة الحصرية فقط. وتدعي نينتندو أنها باعت 9.57 مليون نسخة من لعبة Mario Kart World. وقد تم إطلاق هذه اللعبة مع الجهاز، مما يعني أن 8.1 مليون من هذه المبيعات كانت ضمن حزمة الـ 500 دولار التي وفرت على اللاعبين دفع 80 دولارًا ثمناً للعبة بشكل منفصل. وفي الوقت نفسه، حققت لعبة Donkey Kong Bananza، أول نجاح كبير للشركة بعد الإطلاق، مبيعات إجمالية مذهلة بلغت 3.49 مليون نسخة منذ يوليو.

ذكرت نينتندو أنه إذا أخذنا في الاعتبار ألعاب الطرف الثالث، فإن إجمالي مبيعات الألعاب يصل إلى 20.62 مليون نسخة. ولم تكشف الشركة عن أرقام محددة لعدد اللاعبين الذين اشتروا إصدارات Switch 2 من ألعاب الجهاز الأصلي مثل The Legend of Zelda: Tears of the Kingdom. وهذا يجعل من الصعب الحكم على الحجم الإجمالي لمبيعات ألعاب الطرف الثالث على الجهاز الجديد.

ومع ذلك، كشفت نينتندو عن معلومة مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بالألعاب المادية مقابل المبيعات الرقمية. فقد انخفضت المبيعات الرقمية للنصف الأول من سنتها المالية بنسبة 2.8% مقارنة بالعام السابق. ويبدو أن اللاعبين مهتمون أكثر بشراء الألعاب المادية الحقيقية التي يمكنهم امتلاكها بالفعل. وأظهرت بيانات من شركة التحليل Circana أن أكثر من 75% من مبيعات لعبة Cyberpunk 2077 على Switch 2 كانت للنسخة التي تحتوي على بطاقة لعب مادية.

عند مقارنة أرقام المبيعات هذه بالمنافسين، فإن المنافسة لا تبدو عادلة حتى. فمبيعات أجهزة Xbox في تراجع مستمر خلال العام الماضي، ومن غير المرجح أن يتغير هذا الوضع حتى نحصل أخيرًا على جهاز Xbox من الجيل التالي. وقد رفعت Xbox أسعار أجهزتها مرتين هذا العام. أما سوني، فقد ارتفعت أرقام مبيعاتها بنحو 2% على أساس سنوي. ومع ذلك، باع جهاز PS5 حوالي 7.8 مليون وحدة فقط بعد الأشهر الخمسة الأولى من إطلاقه. والجهاز الآن في طريقه لتجاوز مبيعات PS5، دون أن يحتاج حتى إلى جائحة لإبقاء الناس في منازلهم للعب.

مقارنة بالأجهزة التي تكلف أكثر من 500 دولار، كان أداء Switch 2 متفجرًا. لا يمكن للمطورين تجاهل هذا الجهاز الأصغر حجمًا على الرغم من أن مواصفاته تبدو أضعف من المنافسين. فقد استغرق أولئك الذين عملوا على نقل ألعاب مثل Cyberpunk 2077 و Star Wars Outlaws الوقت الكافي لإزالة التفاصيل البيئية غير الضرورية وتهيئتها لتعمل بشكل جيد على الجهاز. كما أثبتت حقيقة أن الجهاز يدعم تقنية ترقية الصورة بالذكاء الاصطناعي عبر DLSS من Nvidia أنها نعمة غير متوقعة.

يقدم Switch 2 لصناعة الألعاب الحالية جرعة من الواقع. فقد تم تأجيل لعبة Borderlands 4 من Gearbox على الجهاز إلى أجل غير مسمى من أجل "تقديم أفضل تجربة ممكنة". كما أجلت FromSoftware إصدار Elden Ring Tarnished Edition حتى عام 2026 "للسماح بتعديلات الأداء". فاللاعبون لا يريدون بالضرورة أفضل الرسومات الممكنة، بل يريدون فقط لعب ألعابهم بمعدل إطارات ثابت.

بينما يتجه Xbox و PlayStation نحو مشهد مفتوح حيث أصبحت الألعاب الحصرية مجرد ذكرى، تتفوق نينتندو على الجميع بجهاز أرخص وألعاب حصرية لا يمكنك الحصول عليها في أي مكان آخر. قد تكون مايكروسوفت على استعداد للقول بأن حرب المنصات قد انتهت، ولكن هناك حجة قوية تقول إن نينتندو لا تكتفي بالفوز في المعركة فحسب، بل قد تفوز بالحرب بأكملها أيضًا.