"نزاع غينيا الجديدة الغربية

نزاع غينيا الجديدة الغربية: هو نزاع قام في عام 1950 ميلادي وهو نزاع دبلوماسي بين إندونيسيا وهولندا وكان سبب الصراع؛ هو أراضي غينيا الجديدة الهولندية والتي تنازلت عن حكمها هولندا في عام 1949 ميلادي لصالح إندونيسيا، إلا أنّ الحكومة الإندونيسية بقيت تطالب بباقي أراضي غينيا الجديدة الخاضعة لحكم هولندا، حيث كانت ترى إندونيسيا بأنّ أراضي غينيا الجديدة الغربية جزء من جُزر الهند الشرقية الهولندية وأنّ إندونيسيا الجديدة هب الحاكم الشرعي للمستعمرة الهولندية بعد هولندا.

 

نزاع غينيا الجديدة الغربية

 

قبل وصول هولندا إلى أراضي غينيا الجديدة الغربية كانت هناك سلطنة تيرنات وسلطنة تيدور وكانت تلك الإمارتين تدعيان السيطرة على غينيا الجديدة الغربية وكانت تعتبرها بأنّها عبارة عن مصدر للتوابل والريش، كما كانت تحصل على العبيد من خلالها، وفي عام 1828 ميلادي قامت هولندا بتأسيس مستعمرة في غينيا الغربية الجديدة وأعلنت عن سيطرتها في الجزء الغربي من الجزيرة وبقي النشاط الهولندي فيها ضعيفاً حتى عام 1898 ميلادي حيث قامت بتأسيس مركز إداري لها.

 

بدأ التجار والمبشرون الهولنديون بعد ذلك بالخضوع للحكم الهولندي، وتم تقوية العلاقة التجارية بين شرق آسيا وغرب غينيا الجديدة، وفي عام 1883 ميلادي تم تقسيم غينيا الغربية الجديدة بين بريطانيا وألمانيا وهولندا، وقامت أستراليا في عام 1914 ميلادي بالسيطرة على الأراضي الخاصة بألمانيا، لتقوم هولندا بشراء أراضي غينيا الجديدة من سلطنة تيدور وضمتها إلى أراضي الهند الشرقية الهولندية، عند قيام الحرب العالمية الثانية سيطرت اليابان على أراضي غينيا الجديدة الغربية، ولكن تمكنت دول الحلفاء فيما بعد من استعادتها واعادوها تحت الحكم الهولندي.

 

بعد قيام الثورة الوطنية الإندونيسية نقلت هولندا سيادة غينيا الغربية الجديدة إلى الولايات المتحدة الإندونيسية وكانت تلك الدولة قد تم تأسيسها بعد جُزر الهند الشرقية الهولندية، لكن في عام 1949 ميلادي رفضت هولندا ضم غينيا الغربية الجديدة إلى إندونيسيا الجديدة وكانت هولندا تخطط في جعلها دولة مستقلة ذات حكم ذاتي، استمرت الخلافات بين هولندا وإندونيسيا ولم يتم الوصول إلى حلال، وتم الاتفاق في أخر عام 1949 ميلادي على جعل أمر غينيا الغربية الجديدة على ما هو عليه.

 

في عام 1950 ميلادي عادت الخلافات بين الدولتين وحاولوا حل الخلاف بينهم لكنهم لم يتمكنوا، واتهم الرئيس الإندونيسي هولندا بأنّها قد أخلفت بوعدها لإندونيسيا ليقوم الرئيس الإندونيسي في شهر آب من عام 1950 ميلادي الإعلان عن حل الولايات المتحدة الإندونيسية والإعلان عن تأسيس جمهورية إندونيسيا الموحدة.

 

رفضت هولندا الاعتراف بأنّ منطقة غينيا الغربية الجديدة تابعة لإندونيسيا وكانت تعتمد في موقفها على أنّ سكان بالوا الميلانيويين يختلفوا بشكل كبير جغرافياً وعرقياً عن الشعب الإندونيسي وكانوا يحكمون أنفسهم بشكل مستقل عن إندونيسيا، كما أنّهم لم يشاركوا في الثورة الوطنية الإندونيسية إلى جانب الشعب الإندونيسي.

 

لم تكن تلك الأسباب الهولندية حقيقية، حيث كانت هولندا تسعى في السيطرة على الموارد الطبيعية والاقتصادية في غينيا الغربية الجديدة، كما كانت تشكل المنطقة بالنسبة إلى هولندا أهمية بحرية استراتيجية، بالإضافة إلى حاجة هولندا إليها في حال قيام الثورات الإندونيسية وتعرضها لفائض من السكان وكانت تخطط في نقل جزء من سكانها إلى غينيا الغربية الجديدة، كما كانت هولندا تحاول المحافظة على الوجود الإقليمي في المنطقة والمحافظة على المشاريع الاقتصادية في إندونيسيا.

 

في ذلك الوقت اعتبرت إندونيسيا بأنّ أراضي غينيا الغربية الجديدة جزء من الأراضي الإندونيسية وكانت تعتمد في قرارها على أنّ الحكومة الإندونيسية قد ورثت حكم وجُزر الهند الشرقية الهولندية، وقد أدت تلك الأمور على إثارة الروح الوطنية الثورية لدى الشعب الإندونيسي، وطالبوا بتحرير أسراهم السياسيين الذين اعتقلتهم هولندا قبل الحرب العالمية الثانية، ورأت إندونيسيا بأنّ تواجد هولندا في غينيا الغربية الجديدة سوف يؤدي إلى ظهور الجماعات الانفصالية في إندونيسيا.

 

في عام 1953 ميلادي حاولت كلاً من إندونيسيا وهولندا حل الخلافات فيما بينهم لكنهم فشلوا؛ وذلك بسبب إصرار كلا كلا الطرفين على موقفهم فيما يخص غينيا الغربية الجديدة وقام البرلمان الهولندي فيما بعد بضم أراضي غينيا الغربية الجديدة إلى هولندا واعتبرت هولندا بأنّ ملف المنطقة مغلق ولا نقاش فيه، الأمر الذي دفع إندونيسيا إلى اعتماد عقوبات اقتصادية ضد هولندا ورفضت التصرف الهولندية.

 

قامت إندونيسيا فيما بعد بشراء الأسلحة لخوض الحرب ضد هولندا، تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالأمر وتم الإعلان في عام 1969 ميلادي عن ضم أراضي غينيا الغربية الجديدة إلى أراضي إندونيسيا.

"