نبذة عن سلطنة نجد والنزاعات الحدودية

الكاتب: سامي -
نبذة عن سلطنة نجد والنزاعات الحدودية
"نبذة عن سلطنة نجد:
بداية النزاعات الحدودية بن نجد والعراق وشرقي الأردن:
الاستيلاء على شمال العسير:
الاستيلاء على الحجاز:
نبذة عن سلطنة نجد:

 

بعد انتهاء حكم آل رشيد، ودخول ابن سعود حائل قامت سلطنة نجد في فترة حكم السلطان عبد العزيز آل سعود، وبقي الاسم هذا إلى عام (1926) ميلادي، وعتبر أحد أقاليم شبه الجزيرة العربية، كما تعد نجد من أكبر الدول مساحة بحث تبلغ ارتفاع (700) إلى (1500) متراً.

 

بداية النزاعات الحدودية بن نجد والعراق وشرقي الأردن:

 

بعد القيام على السيطرة على جبل شمر تعرضت الإمارة إلى عِداء ثلاث دول تحدها من الشمال والغرب؛بسبب الحدود الواقعة بين جبل شمر وبين العراق وشرقي الأردن، حيث كان ابن سعود يرى أنَ شمر وعنزة تابعة له، حيث قاموا بعض رعاياه وبعض القبائل الرافضة لطمع السعوديين في الرحيل إلى العراق، وبذلك أدت الخلافات بين القبائل إلى تزايد العِداء مع العراق، وفي عام(1922) تم تعيين يوسف بن سعدون قائداً لكتيبة عراقية حديثة الإنشاء.

 

كان يوسف بن سعدون على خِلاف مع شيخ قبيلة الظفير الذي قام في الفرار إلى الرياض، وطلب الحماية من الملك عبد العزيز، وبعدها عاد مع الأشخاص المسؤولين عن جمع الزكاة، حيث تعرض معسكر يوسف في عام (1922) إلى هجوم وتم قتل معظم جنهده، فقام الإنجليز في مساعدة العراق، فقاموا في إرسال طائرات لنجدتهم، وبعدها قامت العراق في إقالة يوسف بن سعدون.

 

وفي عام (1922) في منطقة مدمرة التقى ممثلون عن الملك عبد العزيز في بيرسي كوكس، حيث أصروا على رسم حدود بين نجد والعراق، اتفقوا على تقسيم الديار إلى البدو، وفي نفس العام تم توقيع اتفاقية جعلت قبائل المنتفق والظفير تابعة إلى العراق، وقبائل شمر تابعة إلى نجد، ولكن الملك عبد العزيز رفض تلك الاتفاقية؛ لأن الظفير كانت تحت زعامة حموده بن سويط الذي طلب الحماية من الملك عبد العزيز الذي قام في رفض ذلك.

 

في شهر يونيو من العام نفسه قام شرع الإخوان في التحرك إلى الغربي الشمالي من شرق الأردن، وقعت اشتباكات مع فرق تابعة إلى شرق الأردن، وقاموا على أثر ذلك في السيطرة على تبوك وتيماء، قاموا على إجبار أهلها القيام بدفع الزكاة إلى الرياض، وقد رأى كوكس أنه من الضروري القيام على وضع الحدود الثابتة، اتفق على عقد لقاء مع أمير نجد. وفي نهاية الأمر أُرغم ملك نجد على الاعتراف في حدود العراق التابعة للانتداب.

 

الاستيلاء على شمال العسير:

 

في عام (1871) كانوا الأتراك يمارسون الإدارة على العسير في الشكل المباشر وحتى الحرب العالمية الأولى، كان هناك مسؤول تركي يقوم في المساعدة إلى جانب أمير يعود أصله إلى اسرة آل عايد، وفي ذلك الوقت وقعت حرب أدت إلى انسحاب الأتراك من منطقة عسير، وبقي الأمير حسن بن علي يحكم المنطقة مستقلاً. وفي ذلك الوقت تعرّض الأمير حسن إلى وقوف بعض القبائل ضده منها قبائل قحطان وزهران وغامد، وقامت تلك القبائل في الرحيل إلى الجزيرة، حيث قامت القبائل في إرسال مجموعة ليقوموا في مبايعة الملك عبد العزيز. وقام أيضاً أمير الرياض بإرسال بعض من العلماء إلى عسير ليقوموا في دعوة الشباب هناك إلى التوحيد.

 

الاستيلاء على الحجاز:

 

في عام (1923) كانت بداية المواجهة بين الملك حسين والنجدين. وكانت الحجاز يتزايد بها الغضب من الملك؛ وذلك بسبب انتشار الفساد والرشوة، حيث أصبحت الدولة تتآكل وتضعف، بسبب زيادة الخراج من الحجاج الذي كان الهدف منه زيادة الزكاة ليتمكن من تعزيز قوته، ذلك أدى إلى زيادة الغضب عليه من القبائل، حيث قامت تلك القبائل الرحيل إلى نجد، وبقي الملك حسين يعد العسير من ممتلكاته الخاصة، وفي عام (1923) قرر الملك عبد العزيز الهجوم على الحجاز، إلا أنه لم يكن متأكداً من موقف الحكومة البريطانية، حيث كان حاكم نجد لم ينس أنها ارغمته على القيام في سحب جيشه بعد معركة تربة، وقامت في تحذيره من التقدم إلى الحجاز.

 

لقد ساءت العلاقة بين الملك حسين وبين الإنجليز؛ بسبب رفض الملك لمعاهدة فرساي، التي تنص على تسليم سوريا إلى فرنسا وتضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني. وفي عام (1921) قام لورنس بتقديم معاهدة إلى الملك حسين بين الحجاز وبريطانيا، والتي بموجبها يحصل الملك حسين على مساعدة من بريطانيا، وفي المقابل يقوم الملك في الاعتراف أن بريطانيا لها مصالح خاصة في الحجاز، ولكن الملك حسين قام في رفض ذلك.

 

تراجعت الخلافات بعد قيام الشريف حسين في إعلان نفسه خليفة، حيث كان الحسين يأمل أن يصبح أميراً لجميع العرب، ولكن تلك الخطوة قوبلت في الرفض في مصر؛ بسبب رغبة الملك في الخلافة، وفي ذلك الوقت تأزمت العلاقات بين البريطانيين والملك حسين الذين خشوا على فقد سيطرتها على الحجاز. وفي عام (1924) تم افتتاح سفارة سوفيتية في جدة مما أدى إلى غضب البريطانيين.

 

وفي عام (1915) كانت هناك معاهدة حماية بين بريطانيا ونجد، وكان السلطان يرى أن بريطانبا سوف تقف محايدة في حال وقوع خلاف بينه وبين الحجاز. وفي عام (1924) قام الملك عبد العزيز في جمع الإخوان الذين قدموا إلى الرياض في العيد الأضحى ليقوم في عرضه لهم لمسألة الهجوم على الحجاز، حيث قاموا الإخوان في الموافقة على ذلك، حيث اعتبر الإخوان ذلك جهاداً في سبيل الله. بعد ذلك قرر الملك عبد العزيز أن يذهب إلى الطائف ويقوم في الهجوم عليها بالقرب من مكة، حيث قاموا الإخوان في التوجه إلى الطائف ينتظرون أوامر الملك عبد العزيز، وبعد ذلك تمكن الإخوان من السيطرة على المعدات والذخائر العسكرية الموجودة في الطائف، حيث هرب الكثير من سكانها والآخرين سقطوا في يد الإخوان، حيث قتل ما يقدر بنحو (400) شخص من الطائف.

 

عمل علي بن الحسين على جمع قوة لكي يقوم على منع زحف الإخوان على مكة، ولكنه لم يتمكن من ذلك حيث تم هزيمته في نهاية الأمر، وفي ذلك الوقت كان وضع الحسين ضعيفاً جداً، قاموا العلماء وأشراف مكة والحجاز على الاجتماع وقرروا خلع الحسين من حكمه، حيث تنازل عن العرش إلى ابنه علي وقاموا في عزله في جدة و بعدها غادر إلى العقبة ثم قام الإنجليز بنقله إلى قبرص.

 

كان الأعيان في مكة وجدة يريدون تعين علي ملكاً للبلاد، لأنهم كانوا يرون أن الخلاف بين نجد والملك حسين هو السبب الأول للمشاكل، قام السلطان بطرد الهاشميين من الحجاز ولم يقم في الموافقة على عقد الصلح بينهم. وقام المجلس على التفاوض لبقائهم في الحجاز ولكن السلطان رفض وأصر على وجوب مغادرتهم الحجاز، وفي عام (1924) قاموا أعضاء الحجاز في العودة والطلب في التنازل عن العرش لهم، جرى في ذلك الوقت مفاوضات بين مؤيدين علي وبين اعداءه، والذي بموجبها أٌجبر المجلس إلى حله حيث تم في عام (1924) من شهر ديسمبر على السيطرة واعتقال العديد من أعداء علي.

 

في ذلك الوقت قاموا الأشخاص الواقعين تحت حماية الدول الأجنبية في مدينة جدة بإرسال رسالة إلى خالد بن لؤي، كان في موجبها طلبهم منه الحياد وضمان حمايتهم وحقوقهم في جدة في أثناء الحرب، حيث جاء الرد من خالد بن لؤي وعدهم بأنه سوف يضمن لهم حماية وعدم المساس في حقوقهم. في أكتوبر قام عبد العزبز في التحرك من الرياض بقيادة جيش يبلغ (5000) مقاتل، في ذلك الوقت كان عبد العزيز يخشى من التدخل البريطاني، ولكن عندما قامت الدول الأجنبية بإعلانها أنها على موقف محايد، اقتنع عبد العزيز بأن الحجاز اصبحت تحت سيطرته.

 

وفي الخامس من ديسمبر من عام (1924) قام عبد العزيز في الدخول إلى مكة، حيث قامت جريدة أم القرى في نشر بلاغ جاء فيه برنامج عبد العزيز في الحجاز:

 

 

سوف يكون الهم الأول والأخير لنا هو تنظيف البلاد من الأعداء.

 

سنجعل الأمر في البلاد المقدسة الشورى بين المسلمين.

 

مصدر التشريع هو كتاب الله وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

كل من العلماء وموظفين الحرم الشريف ذو راتب محدد فهو له ما كان عليه من قبل.

 

 

في أثناء بقاء علي في جدة قام ابن سعود في عام (1924) إجراء انتخابات في مكة، كان المقصد منها تكوين إدارة ذاتية، ولكن السبب الحقيقي هو جذب الوجهاء والتجار المحليين، حيث تم انتخاب مجلش شورى يتكون من (11) عضواً. وفي ذلك الوقت قام ابن سعود في حصوله على تأكيد محايدة الدول الأجنبية، وكان ذلك من أهم ما يطمح إليه.

 

وفي وقت عقد اتفاقيات لوكارنو، ساءت الأوضاع وتأزمت العلاقة الفرنسية البريطانية بسبب قضية الموصل، وتزعزعت بريطانيا جراء حركة التحرير الوطني في فلسطين. لذلك لم ترغب بريطانيا في التدخل بين نجد والحجاز في الصراع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

"
شارك المقالة:
212 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع
youtubbe twitter linkden facebook