"التطور الاجتماعي:
البحوث الاجتماعية:
مراكز الخدمة والتنمية الاجتماعية:
 الجمعيات التعاونية:
التطور الاجتماعي:

 

يحتوي التطور في مفهومة في الأصل، إنّ المجتمعات تمر في العديد من الفترات المعينة؛ وذلك عند تحولها من النمط العادي إلى نمط أكثر تعقيداً. حيث تحدث المجتمع البشري في البداية، فكان يتكون من الأسرة ثم العشيرة، ثم القبيلة، فالقرية، فالمدينة، فالمجتمع القومي. كما تشير فكرة التطور، في معم الأحيان، إلى نوع من تماثل نمو الكائن الحي وتطوُّر المجتمع الإنساني، سواء في البناء أو الوظيفة.

 

وضم بصفة خاصة فكرة أن التخصص المتزايد للوظائف، أمر يصاحب التطور المتزايد للبناء. غير أنه اتسع، فيما بعد ليشمل عملية التغير التدريجي، الذي يحدث في كلّ المجتمعات، عندما تتغير وظائف نُظُم معينة، أو يُعاد تحديد الأدوار فيها.

 

وقد بادرت إلى هذا التعريف كتابات توماس هوبز، الذي صوَّر التنظيم الاجتماعي للمجتمعات المتوحشة، على أنه يماثل تنظيم الأسلاف الأوائل للمجتمعات الغربية المتقدمة. لكن فكرة التطور الاجتماعي، قد استُعيرت مباشرة من نظريات التطور البيولوجي، من خلال مماثلة المجتمع والكائن الحي بالنمو: الاجتماعي والعضوي. وقد عرّف هربرت سبنسر التطور بأنه تحدّر سلالي معدل على نحو معين.

 

إنّ مفهوم التطور، قد تركز في الشكل الأساسي على افتراض إنّ كل المجتمعات، تمر في خطوات معينة ثابتة، في منحدر، يتدرج من أبسط الأشكال إلى الأكثر تعقيد؛ فإنه يمتد ليضم عملية التغير التدريجي، التي تقع في كل المجتمعات، وذلك مثل التطور، الذي يصيب منظمات التغيير في المجتمع، أو أدوار الأشخاص، التي يُعاد تحديدها. أي أن التطور هو النمو البطيء المتسلسل، الذي يؤدي إلى تحولات منظمة ومتلاحقة، تمر بمراحل مختلفة تقترن كل منها بسابقتها.

 

البحوث الاجتماعية:

 

لقد قامت الوزارة بدراسة بعض الظواهر في المجتمع من أجل إيجاد الحلول السليمة لها، ورعاية أصحاب المشكلات، من ذلك ما حدث في عام 1381/1991 ميلادي، حيث أجريت دراسة على عدد من المتسولين ودراسة هذه الظاهرة عن طريق استنفار عدد من الباحثين الاجتماعيين وإقامة مراكز الحجز المتسولين، في جدة ومكة والمدينة، فعرفت أسباب التسول وحلت تلك المشكلات.

 

وكذلك من المشكلات التي عملت الوزارة على دراستها الزواج من الأجنبيات وأسباب دخول السجن إلى غير ذلك. ولقد سارع كثير من ذوي اليسار إلى اقتفاء آثار جلالة الملك فساهموا في إنشاء المدارس والمؤسسات والجمعيات الخيرية في كثير من المدن والقرى منها: مؤسسات الثقافة الشعبية، وهي مؤسسات تقوم في التعليم الليلي لمن لم يستطع أن يواصل دراسته فيحصل من خلالها على الشهادة التي يريدها ويدرس بها أبناء الوطن.

 

وكذلك مدرسة الصحراء، مدرسة دار العلوم في المدينة  وأخرى في مكة ومدارس الإصلاح في جدة. وهناك مدارس أسست على حساب بعض المواطنين في جدة منها: مدرسة الحديبية أنشأها محمد سرور الصبان، مدرسة بدر أنشأها الشيخ إبراهيم شاكر، مدرسة بحرة أنشأها عبد العزيز جميل وغيرها.

 

مراكز الخدمة والتنمية الاجتماعية:

 

نتيجة للتقدم الحضاري صاحب ذلك العديد من المشكلات بسبب قلة القدرة على مسايرة عملية التطور فاختارت الحكومة هنا عملية للاهتمام في المجتمعات المحلية لكونها الركيزة الأساسية في عملية التنمية. لذلك أنشأت الحكومة مشروع التنمية عام 1280/ 1960 ميلادي،  حيث أصبح أول مركز  في التنمية بالدرعية وتعاون على تنفيذه كل من وزارة المعارف، والصحة والزراعة وأيضاً وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

 

وكان يهدف هذا المشروع إلى اكتشاف القادة المحليين وتنمية قدراتهم المساعدة على القيام بدورهم في المجتمع وتطوير العادات والتقاليد، كذلك يهدف إلى دراسة موارد المجتمع الاقتصادية ومساعدة المجتمع على تبني قيم أخلاقية واجتماعية واقتصادية مستمدة من تعاليم الدين، كذلك رفع مستوى البيئة من النواحي الصحية والعمرانية.

 

ومن أهم مراكز التنمية الاجتماعية التي أنشئت في ذلك الوقت، مراكز الخدمة الاجتماعية في مدينة الرياض التي أنشئت عام 1382/ 1992 ميلادي ومراكز التنمية الاجتماعية في الأفلاج وأنشئت عام 1383/ 1993 ميلادي. وتقدم هذه المراكز مجموعة من الخدمات لأهل المنطقة من خلال الرعاية الصحية ومكافحة الأمية (أي تعليمية واجتماعية مثل برامج رعاية الأمومة ورعاية الطفولة ورعاية الشباب).

 

كذلك برامج ثقافية مثل عقد الندوات والمحاضرات وبرامج اقتصادية مثل تدريب بعض الشباب على بعض الحرف والصناعات، التي يخدم بها مجتمعة والشيء المهم في هذه المراكز هو بأنّ الوحدات فيها لا تعمل كدوائر حكومية وإنما تعمل متعاونة مع الأهالي، كذلك تنسيق العمل الحكومي مع الجهود الشعبية.

 

وكان للفتيات دور فيها عن طريق تأسيس الجمعيات التعاونية في دور الفتيات، حيث كان إنشاء أول معرض نسائي للتنمية والذي افتتح في عام 1384/ 1994 ميلادي، كان في حضور المديرة العامة للشؤون الاجتماعية في الأمم المتحدة.

 

 الجمعيات التعاونية:

 

قامت الحكومة في رغبة منها في تنظيم الحركة التعاونية، في إصدار نظام الجمعيات التعاونية في عام 1382/ 1993 ميلادي، حيث كانت الغاية من هذه الجمعيات هو تحسين حالة أعضائها سواء في نواحي الإنتاج أو الاستهلاك متبعة في ذلك المبادئ التعاونية، تتكون الجمعية التعاونية من أفراد لا يقل عددهم عن عشرين شخصاً ويحق لكل عضو أن يمتلك أي عدد من الأسهم بشرط ألا يزيد ما يملكه العضو الواحد عن 10 % من رأس مال الجمعية طوال مدة اشتراکه بها.

 

ويعد هؤلاء الأشخاص الذين يدخلون في تأسيس جمعية تعاونية، من المؤسسين لها وهم الذين يتسلمون تحضير عقد التأسيس الأولي والقائمة الأساسية للجمعية ويجب أن يكون لكل جمعية تعاونية مجلس إدارة يقوم بجميع الأعمال اللازمة لإدارة الجمعية، قد يتكون من ثلاثة أعضاء على الأقل تنتخبهم الجمعية العمومية من بين أعضائها، تقدر مدة عضوية مجلس الإدارة ثلاث سنوات وتخضع الجمعيات التعاونية لرقابة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية

 

حيث تقوم هذه الجمعيات في تقديم جزءًا من أرباحها يقدر بنحو 10? للمعونات الاجتماعية، إضافة إلى الإعانات التي تقدمها للمشروعات الخيرية، كذلك التسهيلات والتخفيضات في أسعار السلع أو الخدمات التي تؤديها الحكومة أو الهيئات وذلك لأغراض إنتاجية.

 

وتولت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مهمة الإشراف على الحركة التعاونية ونشرها في البلاد، حيث تعاونت مع دار الإذاعة السعودية في تنظيم برنامج أسبوعي، يستهدف إشاعة الوعي التعاوني في المملكة. وتتكون إدارتها من: مدير، مساعد، خبير، وعشرة مختصين. ويعد التعاون نظام اقتصادي عالمي ناجح في كثير من البلاد المتطورة ويجد له سنداً قوياً في مبادئ الشريعة التي تستهدي بها الحكومة في تطورها وحركتها البناءة في سبيل خير هذه الأمة، قال سبحانه: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى? ? وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” صدق الله العظيم. سورة المائدة – الآية 2.

 

وبهذه الكلمات وضع المبدأ الأساسي الذي تستند عليه صرح هذا النظام الكبير، ولذلك تكونت جمعيات متعددة في أنحاء المملكة ومن هذه الجمعيات على سبيل المثال ما يلي: الجمعية التعاونية الزراعية: حيث تعمل على إنتاج السلع الزراعية وتسويقها وإمداد المزارعين بالأدوات الزراعية بالبيع أو الإيجار، ضمت هذه الجمعية حوالي 1000 مساهم

 

إنّ الجمعية التعاونية متعددة الأغراض وكان منها ما هو مختص بإمداد الأعضاء بالوقود والمحروقات، أو تقدم خدمات طبية، وكذلك مخازن للتموين المنزلي وغيرها.  إنّ الجمعيات التعاونية الاستهلاكية كبيرة ونشاطها أكبر وعدد أعضائها أكثر، حيث تقوم في استيراد ما تحتاج إليه ثم تبيعه في الجملة.

 

لقد انتشرت هذه المراكز التعاونية في كثير من مناطق المملكة في الرياض  والدرعية والقريات والطائف والقطيف والمدينة  ووادي فاطمة والخرج  وجازان وغيرها. حيث ساهمت الحكومة في هذه الجمعيات وذلك في الإعانة التأسيسية بما لا يزيد عن 20? من رأس المال. وأيضاً الإعانة المحاسبية بما لا يزيد عن 20? من تكاليف المحاسبة لمدة ثلاث سنوات.

 

وكذلك إعانة الخدمات الاجتماعية. وإعانة المشروعات الإنتاجية. وإعانة بناء المقر بما لا يزيد عن 50 ? من إجمالي التكاليف. بالإضافة إلى هذه الخدمات التي تقدمها وزارة العمل فإن لبعض المؤسسات الحكومية مساعدات أخرى منها تقديم الأراضي اللازمة لإقامة المباني والمشروعات. وتقديم المشورات الفنية للتعاونيات المختلفة.

 

وكذلك تقديم القروض المختلفة عن طريق صناديق التنمية، إنّ هذه كانت أبرز الخدمات التي قدمتها الدولة للحضر والبدو المستقرين من سكانها من أجل ضمانها لهذا المجتمع تکاملاً اجتماعياً، إلى جانب ذلك كان للمواقف الملكية من الملك نفسه ومن بعض الأمراء ورجال الأعمال ما يبرز هذا المفهوم ويقويه في المجتمع، كعفو الملك سعود عن مجموعة من المسجونين على اختلاف تهمهم سواء ديات فدفعها عنهم أو حوادث سير أو مخالفين للأنظمة.

 

وقام الملك في الكثير من الأعمال الخيرية، حيث كانت على نفقته الخاصة إضافة إلى ذلك فقد كان جلالة الملك سعود يقوم في جولات ورحلات مستمرة من شمال المملكة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها من أجل أن يتفقد أحوال شعبه في المدن والقرى والبوادي، فيجتمع إليه الرجال والنساء والأطفال ويتلقون عطفه وبره ويعودون بالأقمشة والنقود وقد وضعوا أمامه شكاواهم وظلاماتهم فاستجاب لكل طلباتهم وقضى جميع حوائجهم دون استشاء، فلقد ساعد الكثير من القبائل التي كادت أن تهلك بسبب الجفاف وساعد الفقير وآوى اليتيم وعالج المريض. وتكفل بالعاجز، إذن فقد كان عهد الملك سعود عهداً من عهود الخير والعطاء في هذه الدولة.

"