تعتبر الجمهورية الفرنسية الرابعة عبارة عن حكومة فرنسا منذ عام 1946 حتى عام 1958 ميلادي، وقد كانت الجمهورية الفرنسية الرابعة عبارة عن إحياء للجمهورية الثالثة التي تم إقامتها أثناء الحرب الفرنسية البروسية، فقد كان هناك رابط مشترك بين حكومة جمهورية فرنسا الثالثة والرابعة حيث كانت نفس الحكومتان تعانيان من نفس المشاكل.
تأسيس الجمهورية الفرنسية الرابعة:
بعد تحرير فرنسا في عام 1944 ميلادي، تم إقامة حكومة مؤقتة للجمهورية الفرنسية وكما قد أطلق عليها اسم اللجنة الفرنسية للتحرير، فقد حدثت خلال تلك الفترة عدة محادثات ومشاورات من أجل وضع دستور جديد في فرنسا، فتم تشكيل نظام الأحزاب كما تم اقتراح دستور ينص على نظام التشريع، ألا أن تم رفض تلك الدستور من قِبل الحزب الدستوري الفرنسي.
وفي عام 1947 ميلادي جرت انتخابات في فرنسا والتي عَملت على جمع اليساريين في فرنسا، فقد دخل في تلك الانتخابات الحزب الاشتراكي والحزب الاشتراكي للمقاومة وحزب الديمقراطية الفرنسي وحزب العمال والحزب الشيوعي الفرنسي، وكما قد تم تأسيس جمعية وطنية من أعضاء تلك الأحزاب
وعلى الرغم من المشاكل الإقتصادية التي كانت تعاني منها حكومة الجمهورية الفرنسية الرابعة، إلا أنها شهدت خلال تلك الفترة نمواً اقتصادياً كبيراً وتم البناء الكثير من المؤسسات الاجتماعية والصناعية خلال تلك الفترة وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقد كان سبب هذا التقدم والنمو؛ هو الدعم الاقتصادي والمادي الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية لجمهورية فرنسا الرابعة، كما قامت فرنسا بإصلاح علاقتها مع ألمانيا بعد الصراعات التي دامت فيما بينهم؛ ممّا ساعد ذلك أيضاً على التعاون بين الدولتين ومساعدة فرنسا في تحسين وضعها الاقتصادي.
وقامت الجمهورية الفرنسية الرابعة بعدة محاولات؛ من أجل إصلاح الوضع غير المستقر الذي كان في فرنسا؛ بسبب الحروب التي كانت تمر فيها فرنسا، إلا أن جميع محاولات الإصلاح التي قامت بها جمهورية فرنسا الرابعة باءت بالفشل، فقد شهدت فرنسا خلال تلك الفترة الكثير من التغييرات في الحكومة، وعلى الرغم من التغيرات المتكررة التي كانت تقوم بها فرنسا في حكومتها إلا أن جميع تلك الحكومات فشلت في إصلاح الأوضاع؛ ممّا أدت عدة الأزمات التي مرت فيها فرنسا إلى سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.