"منهجية معاوية بن أبي سفيان السياسية: الأركان التي أراد معاوية بن أبي سفيان أن يقيم بها دولته: منهجية معاوية بن أبي سفيان السياسية:
انطوت بيعة الحسن بن علي لمعاوية بن أبي سفيان على مرحلة هامة من مراحل التاريخ الإسلامي؛ وذلك لانها تكون نهاية العهد الراشدي وبداية العهد الأموي، وأدى ذلك إلى عودة الأسرة الهاشمية لموقع المعارضة في السلطة، وذلك بعد العديد من المراحل الطويلة في الصراعات، إذ انتهت جولةٌ أخرى لصالح الأمويين.
وفي عام الجماعة بدأ عهد جديد من عهود حكم الدولة الأموية، التي قامت باستعادة وحدتها السياسية عند اعتلاء معاوية بن أبي سفيان عرش الخلافة في دمشق، والتي أصبحت العاصمةً المركزية للدولة الجديدة، وكان معاوية أرحب أُفقاً وأبعد مدى من المحيط الذي حوله، وكان يهدف لإقامة دولة إسلامية يسودها العدل والرخاء وينتهي فيها سيل الدماء للأبد؛ وكان ذلك أول اهتماماته.
الأركان التي أراد معاوية بن أبي سفيان أن يقيم بها دولته:
العمل على تغيير بنية النظام السياسي، ويتمحور ذلك حول الجيش الذي قام بإنشائه وتنظيمه عندما كان والياً على الشام، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار داخل الدولة والتوسع خارجها.
العمل على تنظيم السياسة الداخلية؛ وتتمحور حول تحقيق التوازن القبلي، وتأمين ولاية العهد، وإخضاع الأشخاص والجماعات المعارضة للسلطة.
إحسانه لكبار شخصيات الدولة من الصحابة وأولادهم وخاصةً بنو هاشم.
العمل على توطيد الأمن في جميع أنحاء الدولة الإسلامية، ومن أجل تحقيق ذلك وضع أكفأ الرجال في الإدارة السياسية؛ حتى يساعدوه في إدارة الدولة، وتحقيق الاستقرار فيها.
عمله على تولِّي جميع أمور الدولة بنفسه وبشكل مباشر؛ فقد قام بتكريس كل وقته وجهده لرعاية مصالح المسلمين.
القيام بالسياسة التوسعية، واعتد معاوية لتحقيق ذلك على المواهب السياسية التي يمتلكها، فقد كان على درجة كبيرة من الذكاء والقدرة على الإدارة بشكل مرن.
قام معاوية بن أبي سفيان بإنشاء علاقات اجتماعية عديدة؛ حتى يستقطب الحلفاء ويضعف خصومه، وقد اضطرته الظروف السياسية التي كانت تحيط بدولته أن يعمل على صعيدين: الصعيد الأول أن يقوم بالتحالف مع سكان بلاد الشام الأصليين؛ وخاصةً المسيحيين منهم، والصعيد الثاني هو أن يتحالف مع أقوى القبائل العربية؛ وهي القيائل اليمنية، التي قامت بمساندته حتى يصل إلى الحُكم، وشكلت الركيزة الأساسية لحكمه.
والذي قام بتثبيت تحالفه مع القبائل اليمنية زواجه من ميسون الكلبية، بالإضافة لزواج ابنه يزيد بن معاوية من امرأة منهم، وكان هذا التحالف يوضح الخط السياسي الذي قام باعتماده في علاقاته العامة، ولكن معاوية القيسي كان سياسياً بارعاً لم تكن تعنيه عصبية ما إلا بقدر ما تخدم مصالحه الشخصية، وكان يهدف بأن يجعل العنصر العربي دعامةً أساسية لطموحاته الشخصية، بالإضافة لطموح الطبقة الأموية الحاكمة.
لكن الثابت بأن معاوية بن أبي سفيان حتى وإن طلب المُلك كان يريد بأن يبقى شيخ العرب أكثر مما يريد أن يكون ملكهم، وكانت الصفة العامة للدولة الأموية بقيت دينية بحكم أن دستورها الإسلام والذي هو دين الدولة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.