مماليك العراق: هم عبارة عن مجموعة من الولاة الذين قاموا بحكم العراق من بداية القرن الثامن عشر ميلادي حتى القرن التاسع عشر ويعود أصل هؤلاء الولاة إلى مناطق آسيا الوسطى مثل جورجيا ومن والداغستان والشركس وبلاد جبال القوقاز.
حكم مماليك العراق
يعتبر المماليك من الحكام الذين استمر حكمهم لفترة طويلة والتي استمرت تقريباً لمائة عام، وخلال فترة حكمهم دارت الكثير من الصراعات بينهم لاستمرار حكمهم في العراق، الأمر الذي أدى إلى جعل العراق مكاناً للصراعات والخلافات، الأمر الذي جعلها تخوض الكثير من الحروب والعمل على تقسيمها.
يعتبر الوالي العثماني حسن باشا أول المماليك العثمانيين الذين حكموا العراق، وخلال فترة بداية حكمه أراد العمل على تقسيم ولايات العراق وجعلها دولة مقسمة تحت حكمه، وعندما تولى أبنه الحكم من بعده أصبحت ولايات العراق أقوى من أقوى الولايات الموجودة في تلك الفترة، وتولى بعد ذلك أحمد باشا الحكم وتمكن من فرض سيطرته على الدولة العثمانية.
في عام 1749 ميلادي تولى سليمان باشا الحكم في العراق وكان يعتبر أول المماليك الذين حكموا ولايات العراق، وكانت الفتنة قائمة في العراق تلك الفترة والتي قام بها بعض القبائل وقاموا بضرب مبنى العثمانيين بالنار واستمرت الفتنة لمدة ثلاثة أيام، الأمر الذي دفع الوالي العثماني يهرب من بغداد، الأمر الذي دفع الدولة العثمانية حينها تعيين سليمان باشا والي في بغداد مكانه، والذي استمر حكمه في بغداد لمدة ثلاثة عشر عامًا.
في عام 1762 ميلادي توفي سليمان باشا نتيجة تعرضه للمرض، وتم ترشيح عدد لتولي الحكم من بعده والذين كان معظمهم من المماليك، وبدأت الخلافات بينهم وكان الأمر بدأ بالتحول إلى صراعات وحرب، الأمر الذي أدى إلى تدخل العلماء لإسكات الفتنة، وتم الاتفاق على بعض أسماء المماليك الذين تم ترشيحهم وإرسالها إلى أسطنبول واختيار أحدهم لتولي الولاية، ليتم اختيار السلطان العثماني علي باشا والذي كانت أصوله تعود إلى الفُرس، الأمر الذي جعل باقي المماليك يحيكون ضده المؤامرات، وتم خلعه من منصبه بعد توليه الحكم بسنتين.
تم بعد ذلك اختيار علي باشا ليتولى الحكم من بعده، وتم بعد ذلك بعد اجتماع علماء بغداد وطلبوا من السلطان العثماني تولي عمر باشا والياً على العراق وقالوا بأنّ علي باشا كان يريد تسليم العراق للفُرس، وبالفعل جاء الأمر من أسطنبول بتنحي علي باشا عن الحكم في العراق، في ذلك الوقت كانت هناك بعض الثورات قائمة في العراق وكانت تطالب بتنحي المماليك عن الحكم في العراق.
تمكن علي باشا من القضاء على تلك الثورات، وفي عام 1772 ميلادي جاء مرض الطاعون والذي أودى بحياة الكثير من الشعب العراقي وأدى إلى جعل الولايات العراقية تعاني من عدم الأمن والاستقرار وانتشار عمليات السرقة والنهب وبقي الوضع مستمراً حتى بعد انتهاء المرض.
في عام 1772 ميلادي قام حاكم بلاد الفرس بإرسال قواته العسكرية لاحتلال البصرة، وتمكنوا من حصار البصرة لمدة عام ووصل خبر الحصار إلى أسطنبول، الأمر الذي أغضب العثمانيين وقاموا بإرسال قواتهم لفك الحصار، وأدى الأمر إلى نشوب خلافات وصراع بين الدولتين، وخلال تلك الصراعات تم مقتل عمر باشا؛ ممّا جعل بغداد تعيش في حالة من الصراعات والحروب وتولى مصطفى باشا الحكم، لم تكن بغداد راضية عن حكم مصطفى باشا وقامت ضده الكثير من الثورات والتمردات؛ وذلك بسبب تعسفه في الحكم.
في عام 1777 ميلادي تولى عبدالله باشا الحكم في العراق، لكن التمردات ما زالت قائمة في العراق وتم بالفعل نفي عبدالله باشا، لتبدأ الصراعات على حكم العراق بعد ذلك، لتعيش العراق في حالة من الصراعات من جديد وتم الطلب من المتنافسين على الحكم الخروج من بغداد وذهب كلاهم إلى إسطنبول وحصل على فرمان حكم العراق، وفي ظل تلك الصراعات تم تقسيم العراق إلى قسمين بين الأشخاص المتنافسون عليها، ليتم الطلب منهم في النهاية الخروج منها.
وقعت البصرة بعد ذلك تحت سيطرة إيران وعندما تولى الوالي حسن الحكم فيها قام بإخراجهم منها، وفي عام 1782 ميلادي عانت العراق حالة من القحط وانتشر فيها الفقر والأمراض؛ ممّا أدى إلى قيام ثورة في بغداد ضد الحكم، وكان سليمان باشا والياً في العراق وتمكن من قمع الثورات، كثرت بعد ذلك الصراعات بين الممالك على حكم العراق، الأمر الذي أدى إلى نشوب حرب بينهم وإنهاء حكمهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.