لا تختلف الحروب الإيطالية في طبيعتها عن الحروب الأوروبية في القرون الوسطى، حيث أنها استمرت لعقود، ولم يستطيع أحد الطرفين التغلب على الآخر بشكل قاطع.
مراحل الحروب الإيطالية:
دارت الحرب بين فرنسا وإسبانيا وإيطاليا بمرحلتين:
المرحلة الأولى: في هذه المرحلة قامت القوات العسكرية الفرنسية، بحملات عسكرية على شبه الجزيرة الإيطالية، وذلك في عهد الملك شارل الثامن، وذلك منذ عام 1483 حتى عام 1498 ميلادين وذلك عندما قدم بعض المصلحون الدينيين من الطليان للطلب من الملك شارل الثامن، تخليصهم من فساد البابوية ومساعدتهم ودعمهم للتصدي لتقدم الدولة العثمانية، وقد كانت فرنسا حينها تدعي بإن لها حقوق في عرش حكم إيطاليا، ونجح حينها وبكل سهولة في السيطرة لى بعض المدن الإيطالية.
أما بالنسبة لموقف إسبانيا في هذه المرحلة، خافت بعض المدن الإيطالية مثل البندقية، من التقدم الفرنسي فيها والخوف من السيطرة عليها، فعملت على الاستنجاد بملك إسبانيا، من أجل مساعدتهم في التصدي لفرنسا، وعملوا على تكوين حلفاً، أسموه “حِلف البندقية”، وكان هذا الحلف يضم مدينة البندقية الإمبراطورية الرومانية وإسبانيا والولايات البابوية، وقد دارت عدة حروب في تلك الفترة بين إسبانيا وفرنسا، وسيطرة كل منها على بعض المدن الإيطالية.
المرحلة الثانية: وبدأت تلك المرحلة في عام 1515 ميلادي، حيث تم عقد اتفاقية “كاتو كمبرسيس”، والتي عملت على إنهاء الحرب الإيطالية، ونتج عن تلك الاتفاقية حصول فرنسا على بعض المدن الإيطالية التي تحدها من الشمال والشرق، وكما خرجت فرنسا من المدن الإيطالية التي تحدها من الجنوب والشرق، وتم عقد بعض من الزيجات السياسية؛ من أجل تقوية العلاقات الأسرية بين الدولتين، واسترداد إيطاليا أملاكها من فرنسا، وتاكيد حكم إسبانيا على شبه الجزيرة الإيطالية.
نتائج الحروب الإيطالية:
أصبحت إيطاليا جزءاً من الإمبراطورية الرومانية المقدسة من الناحية العملية، حيث كانت إسبانيا مسيطرة على بعض المدن الإيطالية، مثل مدينة نابولي، ميلانو، فلورنسا؛ ممّا دفع اعتقاد المؤرخين إلى سبب تدهور الأوضاع في إيطاليا، هي بقائها مجزئة تحت الحكم الإسباني.
خسرت فرنسا الكثير من الموارد البشرية والمالية، نتيجة تلك الحروب، ولم تستطيع فرنسا وقتها في السيطرة على المدن، التي كانت تدعي إنها تابعة لها، ولكن استفادت فرنسا من نقل الحضارة الإيطالية المتقدمة إليها.
وبالنسبة لإيطاليا، لم تستفيد من تلك الحروب؛ لأنها لم يكن لها فيها مصالح.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.