مذبحة سبتمبر: هي إحدى الثورات التي قامت أثناء الثورة الفرنسية، حيث قامت مجموعة من العصابات في عام 1792 ميلادي بالاستيلاء على باريس، وقاموا بقتل مجموعة من سكانها من أطفال ونساء، كما قتلوا عدد من سكان السجون، وكما قاموا بالكثير من أعمال العنف.
عاشت فرنسا خلال فترة الثورة الكثير من الأيام العصيبة، فقد كانت الإمبراطورية الرومانية المقدسة تسعى إلى توسعة أراضيها على حساب فرنسا، فقامت كلاً من بروسيا وروسيا بدعوة الدول الأوروبية بالوقوف إلى جانب فرنسا في حربها ضد الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
قامت فرنسا بطلب المساعدة من السويد وروسيا وإسبانيا والتي قامت تلك الدول بالوقوف إلى جانبها في حربها ضد الإمبراطورية الرومانية المقدسة، أما بروسيا والنمسا فقد قامتا بالوقوف ضد فرنسا في حربها، وفي استعداد لتلك الحرب قامت فرنسا بتجهيز عدد كبير من فلاحيها لتشارك في تلك الحرب.
في ظل بداية الحرب كانت النمسا تسعى إلى السيطرة على الأراضي المنخفضة، وكانت النمسا تسعى في سيطرتها على التاج الملكي، ولم تكن فرنسا وأوروبا تسعى لخوض حرب، فقامت فرنسا بالاتفاق مع النمسا إعطائها التاج الملكي مقابل تنازلها عن الأراضي لصالح فرنسا، إلا أنّ النمسا لم توافق على تلك الشروط؛ ممّا دفع الدول الأوروبية إعلانها الحرب على النمسا؛ وذلك من أجل حصول العالم على السلام، ومن تلك الأحداث بدأت الحروب النابليونية والثورية في أوروبا والتي استمرت لمدة ثلاثة وعشرون عاماً.
قامت فرنسا بتجهيز جيشها وكانت النمسا أيضاً قد قامت بتجهيز جنودها والذين كانوا يفوقون تعداد الجيش الفرنسي، ولم يكن الجيش الفرنسي على استعداد قوي لخوض الحرب ضد النمسا، فقامت فرنسا بإحضار مجموعة من المشردين وعَملت على تدريبهم ووضعهم في الجيش الفرنسي لمواجهة الجيش النمساوي، فلم تكن تلك المجموعات مستعدة لمواجهة الجيش النمساوي والذي كان مدرباً وبشكل كبير، وفي ظل تلك الأوضاع وعند بدء الحرب قام مجموعة من الضباط الفرنسيين بالتخلي عن تلك الحرب والانسحاب منها.
بعد تلك الأحداث قامت الجمعية التشريعية بالإرسال إلى باريس بضرورة إعداد حصون ومعسكرات دفاعية، كما قامت فرنسا بالعمل على إيقاف الرواتب التي كانت تمنح للوزراء والرهبان والعمل على استغلال تلك الأموال لدعم الحرب ضد النمسا.
كما قامت فرنسا بعملية إصلاحات في القصر الملكي الفرنسي، وأثناء تلك الأحداث قامت مجموعة من الجماهير الفرنسيين بالتجمع؛ من أجل إرجاع الملك إلى قصره وإعادة الأمور في فرنسا إلى وضعها الطبيعي، إلا أنّ الجمعية التشريعية لم توافق على طلب الشعب الفرنسي.
مع بداية عام 1792 ميلادي بدأت الثورة تهيج في فرنسا وبشكل كبير، فكان الشعب الفرنسي يطلب حكم الدين في الدولة وإضعاف سلطة الملك في فرنسا؛ ممّا دفع ذلك إلى قبول الجمعية التشريعية الاعتراف بالديانة الكاثوليكية ووافقت على إعادة دفع الرواتب للرهبان واعتبرته موظفي الدولة وتعهدت بدفع الرواتب لهم.
وقامت الجمعية التشريعية بإصدار عدة قرارات ومنها منع الكنسية الكاثوليكية من الإشراف على التعليم في فرنسا، بالإضافة إلى منع الرهبان من ارتداء ملابس لكنيسة وبشكل رسمي، ومن ثم منعت الجمعية التشريعية من ارتداء الملابس الدينية في جميع مدن فرنسا.
في نفس العام قامت فرنسا في ظل تلك الأحداث بإطلاق احتفال والإعلان عن الدين الجديد فيها؛ ممّا شجع الشباب الفرنسيين إلى الانضمام إلى الجيش، كما قام الشعب الفرنسي بجميع أعماره من صغار ونساء وكبار بتقديم مجوهراتهم لدعم الجيش الفرنسي وشراء الأسلحة والأدوية والضمادات لهم، وبدأ الشعب الفرنسي يطالب بملاحقة الثوار ومعاقبتهم؛ وذلك لسعيهم إسقاط الحكم الملكي في فرنسا.
ومع بداية صناعة عصر جديد في فرنسا وصلت الأخبار إلى باريس بسقوط الحصن المنيع الذي كان يحميها؛ ممّا أدى إلى حدوث حالة من الفوضى فيها، ونشوب ثورة جديدة على الثورة القائمة في فرنسا وخاصة في المناطق البعيدة فيها، وخلال تلك الفترة تم خلع الملك من عرشه؛ ممّا أدى إلى ظهور مجموعة تتعاطف مع الملك في باريس.
وكان الثوار يسعون إلى إطلاق سراح السجناء في السجون الفرنسية والعمل على قتلهم، وبدأ الثوار المحليين بالتحرك إلى السجون الفرنسية وقاموا بإطلاق سراح السجناء؛ وذلك خوفاً من وصول الثوار إليهم وقتلهم. ومع تلك الثورات الداخلية في باريس، سَعت باريس إلى تجنيد مواطنيها للوقوف في وجه الغزو الخارجي الذي كان يخطط ضدها، وتم بعد ذلك إنهاء دور الجمعية التشريعية في فرنسا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.